x

والدة الشهيد «أحمد صالح»: السجاجيد الحمراء من دم ابني يا ريس

الخميس 21-03-2013 21:24 | كتب: سوزان عاطف |
تصوير : بسمة فتحى

«ده تانى عيد أم ييجى من غير أحمد، وده إحساس صعب أوى، لأنه كان أول واحد بيجيبلى هدية، وعشان كده مش عايزة شهر مارس ييجى أبداً،عيد أم إيه من غير أحمد ربنا يصبر قلوب أمهات الشهداء كلهم».هكذا بدأت والدة «أحمد صالح» شهيد أحداث محمد محمود الأولى، لتستكمل قائلة «ابنى مكنش بلطجى، وكان فى آخر سنة فى كلية نظم معلومات، وحتى لو بلطجى ونزل يشيل المصابين يبقى يشرفنى إنه كان ابنى، وأنا مش فاهمة ليه الإصرار على التستر على اللى قتلوا ولادنا».

واستطردت قائلة «الكل يتاجر بدم الشهيد، ودى بقت البنبوناية اللى فى فم أى حد يرددها عمال على بطال، لكن وراها حاجات تانية كتير، ومافيش حد بينسى ضناه، وإذا كان مرسى ولا حد من المجلس العسكرى يقدر ينسى ضناه، يبقى إحنا نقدر ننسى ولادنا، حتى لجنة تقصى الحقائق فى قضايا قتل المتظاهرين واللى كنا حاطين أملنا عليها، اتفاجئت بمستشار فيها بيسألنى: إيه دليلك إن ابنك مات فى محمد محمود؟ فقلت لهم اسألوا أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق واللى كان مدير العمليات ساعة مجزرة محمد محمود».

كان من الصعب مقاطعتها وهى فى هذه الحالة من الغضب فأضافت ودموعها تغلبها قائلة «يوم ما حق ابنى والشهدا اللى زيه يرجع هنعرف إن فيه مسئولين محترمين فى مصر».

ودخلت فى موجة بكاء مرير وقالت «أنا بيتى اتهد بعد أحمد، وكل شوية باستناه يخبط على الباب زى عادته ويسألنى عايزة حاجة من تحت، بيضحكوا علينا ويقولوا التحقيقات لسه شغالة لحد دلوقتى، ده عيب، وأنا مش بتكلم عن حق ابنى بس أنا بتكلم عن حق الشهدا كلهم».

وواصلت: «اللى موجودين على الكراسى عارفين كويس مين اللى قتلوا ولادنا، والسجادة الحمرا اللى مشى عليها مرسى غرقانة بدم ولادنا اللى هيفضل لعنة على مصر وشعبها لحد حقهم ما يرجع، والجرافيتى اللى بيمسحوه كل شوية من محمد محمود بيسبب لهم قلق، واللى قتلوا ولادنا استحالة يكونو أسوياء».

وفى فاصل من الذكريات لما كان يحدث فى أعياد أم سابقة حين كان ولدها على قيد الحياة قالت «لما يكون معاه فلوس كان بيجيب حاجات كتير أوى ولو مش معاه يجيب وردة أو «مج» أو أى حاجة صغيرة بس عشان يحسسنى إنه فاكرنى».

وأكدت والدة أحمد أنها ووالده يذهبان كل شهر لزيارته قائلة «شهرياً بنروح نقرأ له الفاتحة بس مش فى المقابر إنما فى شارع محمود محمود جنب صورته».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية