أنت الكاتب الوحيد فى مصر الذى تعبر بالفعل عما نحتاجه فى هذه المرحلة الخطيرة، أنت الوحيد الذى تهتم بالاستثمار والمستثمرين، وليس أحد من الكتاب مهتما بهذا الأمر أكثر منك، وهذا الموضوع هو أكثر ما تحتاج إليه مصر بالفعل، أكثر من أى شىء آخر حاليا.
الغريب والعجيب فى نفس الوقت أننا نلف وندور حول الموضوع، لا نتعامل معه بصراحة، قبل أيام سألنى صديق، وهو رجل أعمال من دولة عربية شقيقة، سألنى سؤالا محددا: هل تريد مصر الاستثمار.. هل تريد جذب مستثمرين جدد؟.
قلت له، بكل تأكيد، نظر إلىّ نظرة ذات مغزى، وسألنى سؤالا آخر: أين قانون الاستثمار الذى وعدتم به المستثمرين منذ المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ.. لماذا تأخر إلى هذا الحد.. ألا ترى أن هذا الأمر غريب وغير مفهوم؟.
قلت له: ربما هناك بعض العراقيل الأمنية أو ما شابه ذلك؟.
قال لى مستغربا أكثر: أىّ أمن، مصر كلها أمان من شرقها لغربها، ومن جنوبها لشمالها، وليس هناك أى منغصات سوى أمور قليلة تحدث فى سيناء، وليس فى قلب العاصمة مثلما حدث فى فرنسا، ومع ذلك فرنسا من أفضل الدول التى تجذب المستثمر والسائح والمسافر العادى من أى مكان فى العالم، فرنسا، وعاصمتها باريس مازالت خيارا مفضلا، رغم الأحداث الإرهابية الدامية، هذا ليس مبررا كافيا. أنتم تبحثون عن حجة، وهذا كلام غير مقنع.
نعم يا سيد نيوتن نحن نلف وندور حول الموضوع، وعلى الحكومة أن تجيب عن هذا السؤال بصراحة، ليس بالقول ولا بالبيانات الصحفية، بل بالفعل. إذا كانت حكومة د. شريف إسماعيل تريد الاستثمار، وتريد جذب المستثمرين، فعليها أن تتقدم بالقانون فورا، وتقدمه للبرلمان، الذى يستهلك طاقته وجهده فى أمور تفصيلية، لن تنفع مصر بأى حال، مثل قضية وزير التموين.. وهل يجلس فى فندق أم لا، طالما أن الرجل لا يكلف الحكومة شيئا، فله مطلق الحرية، وأرى أن البرلمان لو بذل نفس الجهد الذى بذله فى هذا الموضوع، فسوف نتقدم بكل تأكيد، ونقوم بإصدار قانون الاستثمار.
محمد الجمال
صاحب شركة تعمل فى
مجال الإنترنت