أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما استخدام العنف ضد المتظاهرين سلميا في سوريا، فيما دعا وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، مساء الأحد، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، لبحث تطورات الوضع في سوريا بعد سقوط نحو 140 شهيدًا في هجمات للجيش السوري وقوى الأمن على عدد من المدن التي شهدت احتجاجات مؤيدة للحرية ومناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، خصوصا مدينة حماة.
وقال «فراتيني» في تصريح لشبكة التليفزيون الإيطالية «تي. جي. 2»: «نطالب بأن ينعقد مجلس الأمن بشكل طارئ لاتخاذ موقف حازم جدا»، مضيفا: «إنه اقترح أيضا عقد اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في دمشق».
وتابع الوزير الإيطالي: «لقد ارتكب النظام عملا قمعيا وحشيا أوقع أكثر من 100 قتيل»، مضيفا أن أيطاليا «تدعو إلى وقف فوري لأعمال العنف» عشية بدء شهر رمضان.
وكان «فراتيني» قد أدان قبل ساعات الهجوم العسكري للقوات السورية على مدينة حماة، ودعا النظام إلى وقف كل أعمال العنف التي تستهدف المدنيين.
ومما قاله: «إنه أحدث عمل بشع من أعمال القمع العنيف ضد المحتجين المحتشدين سلميا منذ أيام».
وتقول منظمات حقوق الإنسان إن 136 شخصا استشهدوا في سوريا، الأحد، بينهم نحو مائة على الأقل في حماة.
من جانبه وصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعمال العنف في سوريا بالـ«مروعة»، متوعدا بتصعيد الضغوط وفرض عزلة دولية على «الأسد».
ووصف «أوباما» في بيان المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع بالـ«شجعان»، وقال: «إن سوريا ستكون أفضل عندما يحدث انتقال ديمقراطي».
وأضاف: «إن استخدام الحكومة السورية للعنف والوحشية ضد شعبها مروع، والتقارير التي تخرج من حماة مرعبة وتظهر الطبيعة الحقيقية للنظام السوري».
وقال «أوباما»: « إنه في الأيام المقبلة، ستواصل الولايات المتحدة زيادة ضغوطها على النظام السوري والعمل مع آخرين في أنحاء العالم لعزل حكومة الأسد والوقوف مع الشعب السوري».
وأضاف: «مرة أخرى أظهر الرئيس الأسد أنه غير قادر وغير مستعد بتاتا للاستجابة لتظلمات الشعب السوري. إن استخدامه للتعذيب والفساد والترويع يضعه في مواجهة مع التاريخ ومع شعبه».
كان مسؤول في السفارة الأمريكية في دمشق قد قال إن الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حماة، الأحد، يرقى إلى مستوى «الحرب الكاملة»، واصفا إياه بأنه «عمل أخير يدل على اليأس التام».
وقال ج.ج هاردر، الملحق الصحفي في السفارة، لهيئة «بي. بي. سي» البريطانية: « إنه توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية».
وندد وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، «بأقصى حزم ممكن» بمواصلة القمع في سوريا، معتبرا ذلك «غير مقبول، خصوصا عشية شهر رمضان».
وقال «جوبيه» في تصريح له: «إن فرنسا تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش اليوم في حماة ودير الزور والبوكمال، والتي أفيد بأنها أوقعت حتى الآن أكثر من 100 ضحية».
وأضاف: «على المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين السوريين أن يعلموا أكثر من أي وقت مضى، لأنهم سيحاسبون على أفعالهم».
وأعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي عن «الصدمة العميقة» إزاء الهجوم العسكري السوري على حماة، ودعا إلى تعزيز العقوبات على النظام السوري.
وأضاف: «إن الحكومة الألمانية تطالب الرئيس الأسد بوضع حد فوري لأعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين».
ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الرئيس السوري إلى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماة الأحد، معربا عن مشاعر «الاستياء الشديد» للهجوم الذي يأتي عشية بداية شهر رمضان.
وأضاف: «إن مثل هذه الأعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا بأعداد ضخمة في المدينة منذ عدة أسابيع، غير مبررة».
وفي أنقرة، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «إن تركيا تكرر مرة أخرى دعوتها للحكومة السورية بوقف العمليات (العسكرية) واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل إلى حل».
وقالت الوزارة: « إن هذه العمليات (العسكرية) لن تؤدي إلى حل».