اختار المجلس الوطنى الانتقالى الليبى، اللواء سليمان محمود العبيدى، قائدا جديدا لقوات المعارضة، خلفا للواء عبدالفتاح يونس، فيما أعلن حل كل المليشيات المسلحة فى الأراضى الليبية الواقعة تحت سيطرته، وذلك بعد يومين على اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس، قائد قوات الثوار، الذى كان سابقا أحد أعمدة نظام القذافى.
قال رئيس المجلس، مصطفى عبدالجليل، إن «الوقت حان لحل هذه المجموعات وكل من يرفض تطبيق هذا الأمر ستتم ملاحقته»، وأضاف أن المجموعات المسلحة فى مدينة بنغازى ستلحق بوزارة الداخلية.يأتى هذا القرار بعد يومين من اغتيال اللواء يونس، يوم الخميس الماضى، على أيدى مجموعة مسلحة يشتبه أنها إسلامية بعد أن كان قد تم استدعاؤه من الجبهة للتحقيق معه فى قضايا عسكرية.
إلا أن دوافعهم ليست واضحة، بحسب المجلس الذى أعلن تشكيل لجنة تحقيق فى عملية الاغتيال.من جهته، أعلن وزير المالية والنفط بالمجلس الوطنى الانتقالى، على ترهونى، أن المجموعة التى اغتالت يونس تابعة لـ«كتيبة أبوعبيدة بن الجراح». وقال إن أمام المليشيات التى تنشط فى بنغازى 3 خيارات: إما الانضمام إلى قوات المتمردين المتواجدة على الجبهة، أو الانضمام إلى قوات الأمن فى المدينة أو إلقاء السلاح والعودة إلى منازلهم.وعلى صعيد المواجهات بين الثوار الليبيين وقوات العقيد معمر القذافى، لقى نحو 4 من عناصر الثوار مصرعهم فى بنغازى.
وقال محمد شمال، المتحدث باسم الثوار: «حصلت مواجهة طويلة، استمرت عدة ساعات، لأنهم كانوا شديدى التسليح. لقد فقدنا أربعة رجال».يتزامن ذلك مع تطويق المعارضة مدينة «تيجى» الواقعة شمال غرب ليبيا، التى تعد آخر معاقل القذافى فى الجبل الغربى قرب بلدة «الحواميد»، التى استولى عليها الثوار مؤخرا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية الليبى، خالد الكعيم وجود اتصالات بين النظام الليبى وأعضاء فى المجلس الوطنى الانتقالى منهم محمود جبريل، المسؤول الثانى فى المجلس، وعلى العيسوى، مسؤول العلاقات الخارجية، ورجل الدين النافذ الشيخ على الصلابى وآخرون، بينما ينفى المجلس الوطنى الانتقالى وجود أى اتصال مباشر بينه وبين نظام القذافى.
ورأت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية، أن الثوار الليبيين «فيما يبدو» مجموعات متناحرة، متوقعة اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد فى «بلد مقسم» يخضع القسم الأكبر فيه لسيطرة القذافى وأبنائه.
فى السياق نفسه، أكد وزير الدفاع الفرنسى، جيرار لونجيه، أن بلاده مستعدة للاستمرار فى عملياتها فى ليبيا لفترة طويلة، وذلك فى ظل صمود نظام القذافى.من جانب آخر، توعد العقيد القذافى، مجددا حلف شمال الأطلنطى «الناتو» بالهزيمة.