اعتدنا رؤيتها فى الأفلام الأجنبية، كواحدة من الرياضات الواردة من الخارج، ومؤخرا بدأ الكثير من الشباب فى الذهاب كل يوم جمعة لممارسة رياضة لـ «ساندبوردينح» أو التزحلق على الرمال، فى صحراء مصر المختلفة.
يعشقون سحر الرمال، يذهبون إليها بأقدامهم فى الوقت الذى يختنق فيه سكان القاهرة الكبرى بفعل الأجواء الترابية التى سادت مصر هذا الأسبوع، «كريم حسام» 22 سنة طالب فى كلية الهندسة، بدأ التزحلق على الرمال منذ عامين بعد مشاهدة إعلان لمنتج به شاب يتزحلق على الرمال، قرر «حسام» بعدها إحضار «بورد» مثل الذى رآه فى الإعلان، والذهاب إلى مكان فى صحراء مصر به كثبان رملية، ومحاولة تقليد الشاب. بدأ بعدها «حسام» فى البحث على الإنترنت عن معلومات عن الرياضة والبوردات المستخدمة وكيفية صناعتها، حتى أتقن «حسام» الرياضة وأصبح عضواً فى فريق للتزحلق على الرمال.
6 أولاد وبنتان هم عدد فريق «حسام»، يتمرن الفريق على يد أحد محترفى الرياضة الأجانب، يتكلف «البورد» الواحد من 1500 لـ2500 جنيه، بينما يقوم «حسام» بتصنيعها بـ1200 جنيه فقط، يقوم أيضا «حسام»، وباقى زملائه بتدريب الراغبين فى ممارسة رياضة التزحلق على الرمال: «التدريب عادة بياخد 4 أيام ورا بعض، والكورس بيتعمل مرة كل شهرين، وبيتكلف 1700 جنيه لأننا بنسافر سيوة». ويقول «حسام» إن الأماكن المناسبة لممارسة الرياضة هى قطانية ديونز والتى تقع على بعد 70 كيلو من مدينة 6 أكتوبر، ودهب، وسيناء، ووادى الحيتان، والفيوم، وأفضلها على الإطلاق هى سيوة، لجودة رمالها.
ويشرح «حسام» أن «ساندبوردينج» من الرياضات الخطرة، لأن الأخطاء البسيطة قد تسبب إصابات خطيرة. ويحكى «حسام» عن السبعة أشهر التى قضاها فى العلاج، بعد قيامه بمحاولة الدوران فى الهواء على ارتفاع عال قبل تعلم التكنيك المناسب، «ما حستش بنفسى غير وأنا نازل على الرملة، بعدها عرفت إنى كسرت نفسى».
وتقول «داليا الشيمى»، الشابات اللاتى يذهبن لممارسة رياضة التزحلق على الرمال، إنها رياضة ممتعة جدا «نفس متعة رياضات البحر، لكن دى على الرملة»، ولكنها أيضا كما تقول «الشيمى» خطرة، والعديد من أصدقائها أصيبوا لأنهم لم ينتبهوا بشكل كاف للتعليمات وللتكنيك، الذى يجب اتباعه.
ينظم «حسام» ورفاقه أيضا مسابقة سنوية لـ «ساندبوردينج» «ديون رايدر لوكل تشالنج»، بدأت فى 2009، واشترك فيها حوالى 300 متسابق من هواة الرياضة. وهذا العام اشترك حوالى 250 شخصاً، بعد أن وضعوا شروطا للاشتراك، ويقول «حسام» إن مسابقة العام المقبل ستكون لمحترفى الرياضة فقط، وليس للهواة، وسيحضرها بطل العالم فى الساندبوردينج.
«خالد سنوسى»، هو زميل «حسام» بالفريق. «سنوسى» طالب فى كلية الهندسة، حاول التزحلق على الرمال من حوالى ثلاث سنوات من باب التجربة ليس أكثر، يقول: «كنا بنحاول نعمل بورد ونتزحلق... وبعدين لما لاقينا نفسنا بنتعلم كملنا». يضيف «سنوسى» أن الساندبوردينج من الرياضات الخطرة، لكن الإصابات وارد حدوثها فى أى رياضة. ويؤكد «سنوسى» أنه خلال تنظيم الكورسات والرحلات والبطولات، لم يقم أى شخص أو جهة بدعم أو تشجيع الرياضة، «لكن أنا ما عنديش مشكلة إن محدش يشجعنا، المهم محدش يطلع يسخف أو يغلس علينا، وفيه أماكن كتير هايلة، لكن زى كل حاجة تانية فى مصر، محدش واخد باله منها ولا بيستخدمها». وبعيدا عن الرياضة نفسها يقول «سنوسى» إن الذهاب إلى المناطق الصحراوية فى حد ذاته متعة، ولذلك يشترك الكثير من الأجانب فى الرحلات التى ينظمونها. ويشير «سنوسى» إلى أن الأجانب -للأسف- أكثر تنظيما وانتباها من المصريين، «أغلب المصريين اللى بيطلعوا معانا فوضويين». ويوجد على الإنترنت موقع خاص عن رياضة الساندبوردينج فى مصر، باسم «إيجيبت ساندبوردينج»، على الموقع تاريخ وميعاد وأماكن الرحلات التى يقومون بتنظيمها، والتى تختلف باختلاف الأماكن، وصور للكثير من الشباب أثناء ممارستهم العبة.