x

الجيش السوري يستبق رمضان بمجزرة ضد الثوار فى «حماة»

الأحد 31-07-2011 19:01 | كتب: غادة حمدي, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

قبيل يوم واحد من بداية شهر رمضان المبارك، ارتكب الجيش السورى مجزرة دامية فى ساعة مبكرة من صباح الأحد لدى اجتياحه بالدبابات مدينة «حماة» غرب البلاد، بعد نحو شهر من حصار المدينة التى شهدت بعضاً من كبرى المظاهرات ضد حكم الرئيس السورى بشار الأسد، وأفاد نشطاء بأن 95 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب المئات برصاص القوات السورية فى حماة، أغلبهم إصاباتهم خطرة، بينما توقع «المرصد السورى لحقوق الإنسان» ارتفاع محصلة القتلى.

وذكر مدير المرصد رامى عبدالرحمن أن «قوات من الجيش والأمن اقتحمت فجر أمس حماة، وأطلق عناصر من الأمن النار على أشخاص بالقرب من حواجز أقامها الأهالى»، موضحاً أن غالبية ضحايا العملية العسكرية قتلوا برصاص بالرأس مباشرة، مما يعنى قتلهم عمداً، فيما قال عمر الحبال، العضو بـ«لجان التنسيق المحلية السورية»، إن الدبابات قوبلت بمقاومة شرسة من قبل السكان، مضيفاً أن «المدينة برمتها قررت المقاومة بالحجارة وليس بالسلاح.

ومن جهته، قال طبيب - طلب عدم نشر اسمه خشية اعتقاله - إن «الدبابات تهاجم من 4 اتجاهات. إنهم يطلقون نيران أسلحتهم الآلية الثقيلة بشكل عشوائى ويجتاحون حواجز طرق مؤقتة أقامها السكان»، فيما قال أحد السكان إن «قناصة صعدوا إلى أسطح شركة الكهرباء الحكومية والسجن الرئيسى». وذكر أن قذائف الدبابات تسقط بمعدل 4 فى الدقيقة داخل وحول وشمال حماة، وأنه تم قطع الكهرباء والمياه عن الأحياء الرئيسية فى المدينة التى شهدت مذبحة عام 1982 عندما أرسل الرئيس الراحل حافظ الأسد قواته لسحق انتفاضة إسلامية، مما أدى إلى سقوط ما يصل إلى 30 ألف قتيل.

ووسط دعوات إلى التبرع بالدم فى مستشفيات حماة، أكد نشطاء وقوف «مدرعة أمام مستشفى الحورانى وقصفها الناس المتواجدين هناك، وانتشار جثث القتلى فى الشوارع»، وقال مصدر طبى إن «عدد الجرحى كبير، ولا طاقة للمستشفيات على استيعابهم».

وفى المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن مجموعات مسلحة تطلق نيران مدافع رشاشة وقاذفات صاروخية فى حماة، وتشعل النيران فى مراكز للشرطة، زاعمة أن الجيش يزيل متاريس أقامها مسلحون.

وتأتى عملية اقتحام حماة متزامنة مع بدء عملية عسكرية واسعة تشهدها محافظة دير الزور شرق سوريا على الحدود مع العراق، حيث اقتحمت دبابات الجيش المدينة من محاور عدة وسط إطلاق نار كثيف وذلك منذ فجر أمس الأول، فى الوقت الذى تشهد فيه مدينة البوكمال وهى ثانى مدن محافظة دير الزور حملة تمشيط واعتقالات واسعة يقوم بها مئات من قوات الجيش والأمن. وأوضح نشطاء أن 19 قتيلا سقطوا وجرح 50 آخرون فى دير الزور. وفى مدينة البوكمال، أوضح النشطاء أن «قوات الأمن والشبيحة مدعومة بالمدرعات والدبابات وصلت إلى المدينة» وقتل شخص، بينما التزمت وكالة «سانا» الرواية الرسمية القائلة إن مجموعات مسلحة فى دير الزور تقطع بعض الطرق وتقيم حواجز فى شوارع المدينة وقوات حفظ النظام تتصدى لها.

وفى المقابل، قال «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إن 57 جندياً فى دير الزور، بينهم ضابطان برتبتى ملازم ونقيب، انضموا الى المتظاهرين، مضيفاً أن السكان شكلوا لجاناً محلية ونصبوا حواجز مؤقتة، فى محاولة لوقف تقدم الدبابات والعربات المدرعة الى داخل المدينة. وأضاف البيان أن أرتالاً إضافية من الدبابات تتجه الى دير الزور، مركز الإنتاج النفطى السورى، وأن قوات الأمن تستخدم الأسلحة الثقيلة، مشيراً إلى أنها بذلك «تشن حرباً على شعبها»، وأضاف البيان أن مدينة البوكمال «تتعرض لحصار عسكرى مشدد، حيث قطع عنها الماء والكهرباء والاتصال منذ يوم الجمعة». وفى غضون ذلك، ذكر عبدالكريم ريحاوى، رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، أمس أن السلطات السورية اعتقلت الشيخ نواف البشير، أحد مشايخ عشيرة البقارة، وهى من كبرى العشائر الموجودة فى دير الزور، وأحد المعارضين البارزين للنظام.

وفى مدينة الحراك بمحافظة درعا جنوباً، أوضح النشطاء أن عدد القتلى ارتفع إلى 6 بعد اقتحام قوات الأمن المدينة وسط حملة اعتقالات واسعة. واستمراراً للحملة العسكرية المكثفة لسحق الاحتجاجات المناهضة لحكم الأسد، قال المرصد السورى إن قوات من الجيش والأمن اقتحمت فجر أمس ضاحية المعضمية بريف دمشق، فيما ذكرت منظمة حقوقية أخرى أن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 300 شخص فى هذه الضاحية التى شهدت انقطاعاً تاماً للكهرباء والاتصالات.

وبعدما قتل شخصين فى ريف حماة خرجوا للتظاهر ضد المجزرة، تعهد نشطاء بـ«مظاهرات الرد» بعد صلاة التراويح.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية