x

«البوركيني» من اندماج المسلمات في المجتمع لموضة عالمية تواجه الحظر (تقرير)

صاحبة فكرة الرداء: أردت أن لا يحرم أي شخص من الأنشطة بداعي التعفف
الأربعاء 24-08-2016 13:56 | كتب: إيمان مبروك |
البوركيني البوركيني تصوير : آخرون

منذ ظهور رداء البحر الساتر للجسم كله الذي أطلق عليه «البوركيني»، تحول لظاهرة مثيرة للجدل، ففي بادئ الأمر لم يكن مقبولاً لدى الكثيرين أن يظهر رداء بحر بهذا الشكل، حتى إنه أثار موجة من السخرية، ولكن سرعان ما تحول إلى موضة عالمية.

ويسمى هذا الرداء بـ «البوركيني»، والبعض أطلق عليه «مايوه شرعي»، وهو عبارة عن رداء سباحة خاص بالسيدات، مصنوع من الليكرا والنيلون، كما هو الحال في رداء البحر التقليدي، ولكنه على عكس المتعارف عليه يغطي الجسم كله ماعدا الوجه والكفين، كما يتميز بأنه فضفاض نسبياً مقارنةً برداء البحر التقليدي، من ثم يتيح للمسلمات أو الملتزمات بشكل عام أن يسبحن في نفس الأماكن، التي يسبح فيها الرجال بحرية ودون تعارض مع معتقداتهن الدينية أو الاجتماعية، بعد أن كان الأمر مقتصراً على الشواطئ المخصصة للنساء فقط.

وقالت المصممة الأسترالية وصاحبة فكرة «البوركيني»، أهيدا زانيتي، إنها أقدمت على الفكرة بهدف اندماج المسلمات في المجتمع أكثر، فهو يتيح لهن التمتع بشكل تام بالسباحة، مضيفة، بحسب الوكالة الفرنسية: «أردت أن لا يحرم أي شخص من أنشطة رياضية بسبب قيود تُفرض بداعي التعفف».

وصممت زانتي، المسلمة اللبنانية الأصل التي تعيش في أستراليا منذ أكثر من 40 عاماً، البوركيني في 2004 بعد أن واجهت صعوبة في العثور على ملابس رياضية ملائمة للمسلمات.

وبالفعل في البداية لقي هذا الرداء المحافظ رواجاً كبيراً بين المسلمات في دولهن، ثم وصل الأمر للمسلمات المقيمات بالخارج، وخاصة الدول الأوروبية، ونتيجة لهذا الرواج أقدمت بريطانيا على إنتاجه، وهي ثاني أكثر الدول استهلاكًا لرداء البحر، لاسيما بعد أن تحول البوركيني إلى موضة لم تقتصر على المسلمات فحسب، بينما استعانت به غير المحجبات للحفاظ على أجسامهن من أشعة الشمس، أو حتى لإخفاء عيوب القوام.

وازداد رواج «البوركيني» في أوروبا بعد أن ارتدته المذيعة التليفزيونية الشهيرة، نايجيلا لاوسون، وهي غير مسلمة، بينما ارتدته للحفاظ على جسمها من البحر والشمس، وعلى الرغم من أنها لقيت انتقادات شديدة من الصحافة، إلا أن الأمر كان وقعه مختلفاً على منتجي «البوركيني»، حيث ازداد الإقبال عليه من غير المسلمات.

وقال إسماعيل سكراني، وهو رئيس قسم المبيعات والتسويق بشركة Modestly، إحدى الشركات المصنعة لـ«البوركيني» في بريطانيا: «في السنوات الأولى كانت هناك معاناة كبيرة في تسويقه، لكن في السنتين الأخيرتين المبيعات زادت بنسبة تتراوح بين 300 و400 في المائة».

كما قالت الأسترالية أهيدا زانيتي، إنها تتلقى بعض الطلبات على «البوركيني» من قبل السيدات المصابات بسرطان الثدي، لأنه يحميهن من أشعة الشمس، كما أنه لا يلفت الانتباه في حالات الاستئصال أو الجراحات التي تترك أثراً.

وبعد المراحل العديدة التي مرّ بها هذا الرداء الذي يعتبره البعض علامة مميزة للمسلمات على الشواطئ، دخل مرحلة جديدة من الجدل وربما تكون الأقوى، بعد أن حظرت عدة بلدات في فرنسا ارتداءه بدعوى أن هذا الرداء الساتر لا يظهر سوى الوجه والكفين والقدمين، وهو ما يخالف القوانين الفرنسية المتعلقة بالعلمانية، كما فرضت غرامة على من تخالف قرار الحظر.

وعلقت المصممة الأسترالية «زانيتي» بأن الجدل الناشئ عن قرار عدد من البلديات الفرنسية حظر البوركيني أدى إلى زيادة كبيرة في مبيعاته وصلت إلى 200%، حسب تصريحات لموقع «بي بي سي».

وازداد الأمر حدة وجدلاً بعد أن أجبر 4 شرطيين فرنسيين مسلحين بغاز الفلفل امرأة في نيس بخلع لباس البحر الساتر للجسم المعروف بـ«البوركيني»، وقد وجدت المرأة نفسها مجبرة على الامتثال لأوامر الشرطة، التي يبدو أنها حررت مخالفة فورية، وفق ما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية