تعتبر حصيلة العرب في أوليمبياد ريو متواضعة مقارنة بعدد المشاركين العرب الذين مثلوا أكثر من 20 دولة عربية في المسابقة، حيث وصل مجموع الميداليات إلى 15 ميدالية فقط، بالمقابل شهد الأوليمبياد تألق عرب آخرين تجنسوا في أوروبا.
أنهى الرياضيون والرياضيات العرب مشاركتهم في دورة الألعاب الأوليمبية التي اختتمت أمس الأحد في ريو دي جانيرو. وتميزت الألعاب الأوليمبية الأولى في أمريكا اللاتينية بتسجيل الأردن اسمه في جدول الميداليات للمرة الأولى أيضا وبميدالية ذهبية. وحصد العرب 14 ميدالية في الأوليمبياد البرازيلي، هي ذهبيتان و4 فضيات و8 برونزيات، بينها 6 ميداليات نسائية، وهي ذهبية واحدة ومثلها فضية و4 برونزيات.
وتبقى غلة ريو دي جانيرو أسوأ من الحصاد في لندن عندما نال العرب 3 ذهبيات ومثلها فضية و6 برونزيات، لكنها تبقى واعدة بالنظر إلى أعمار المتوجين بالميداليات الأوليمبية.
وفي الوقت الذي خيب العديد من الأبطال العرب الآمال، مثل ناصر العطية صاحب برونزية الرماية في أوليمبياد لندن والذي فشل في التأهل إلى الدور النهائي في أوليمبياد ريو، واحتلال التونسية حبيبة لغريبي بطلة سباق 3 آلاف متر موانع قبل 4 أعوام المركز 12 في نهائي أوليمبياد ريو، وكذلك إخفاق مواطنها السباح أسامة الملولي، حقق أبطال من أصول عربية لعبوا لبلدان أوروبية نتائج جيدة، خصوصا الأبطال الفرنسيين المنحدرين من شمال أفريقيا. ونذكر منهم هنا الملاكم المغربي الأصل سفيان أوميها المتوج بفضية الملاكمة في وزن أقل من 69 كلغ، والجزائري محي الدين مخيسي الفائز برونزية سباق 300 متر، وأيضا الملاكمة الجزائرية الأصل، سارة اوراحمون، التي مثلث فرنسا في وزن أقل من 51 كلغ وأحرزت الفضية.
ويعد هؤلاء نماذج فقط لأبطال من أصول عربية عرفوا كيف يتألقوا عندما مثلوا منتخبات تابعة لدول متقدمة تعتني بالرياضة والرياضيين أكثر مما هو عليه الوضع في أغلب البلدان العربية. وهنا نستذكر تصريح العداء الجزائري توفيق مخلوفي، الذي اتهم، بعد نهاية سباق 1500 متر، القائمين على الرياضة في الجزائر -دون أن يحددهم بدقة- بالتلاعب بالأموال الكبيرة التي وضعتها الحكومة تحت تصرف الرياضيين، وحملهم مسؤولية تراجعه عن المركز الأول واكتفائه بالفضية.
وكمثال على التألق الرياضيين العرب في أوروبا، نذكر أيضا العداء المغربي إلياس فيفا الذي حاز على ميدالية ذهبية في بطولة أوروبا في مسافة 5000 متر والذي مثل إسبانيا في نهائي 5000 متر في أوليمبياد ريو. إلياس الذي وصل إلى إسبانيا متسللا عبر شاحنة عندما كان عمره 17 عاما وجد في بلد الهجرة ما لم يجد في بلده من تشجيع وصقل للموهبة ليتحول إلى بطل ولكنم تحت العلم الإسباني وليس المغربي.
رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد الدكتور حسن مصطفى أرجع الحصاد المتواضع من الميداليات للدول العربية في أوليمبياد ريو إلى غياب التخطيط طويل الأمد لدى المؤسسات الرياضية بالمنطقة العربية، «على عكس ما هو عليه الحال في أوروبا وأماكن أخرى من العالم، حيث توضع خطط طويلة المدى يتعاقب على تنفيذها أكثر من مجلس إدارة في كل مؤسسة أو اتحاد رياضي ليبني كل مجلس على ما وصل إليه سابقوه بمبدأ استكمال العمل وتطويره».
وقال الدكتور حسن مصطفى، في تصريحات خاصة إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنه يرى أن المشكلة لدى الرياضة العربية ليست مالية لأن الدول العربية في مجملها لا تعاني من مشاكل مالية، فيما تعانيها بلدان أخرى تغلبت على هذه المشكلة وحصدت رصيدا أفضل من الميداليات. وأوضح: «المنطقة العربية لديها كم كبير من المواهب الرياضية والإمكانيات كما سنحت لها الفرصة لاستقدام المدربين والخبرات الأجنبية من كل أنحاء العالم. ولهذا أرى أن مشكلتنا الأساسية تتعلق بالتخطيط والالتزام بتنفيذ هذه الخطط والتعاون سويا لتبادل الخبرات والإمكانيات».
وما يؤكد غياب التخطيط في البلدان العربية هو لجوء بعضها، خاصة من دول الخليج إلى سياسية التجنيس والحصول على أبطال جاهزين مقابل المال. وكانت البحرين أكثر الدول العربية المشاركة في أوليمبياد ريو 2016 ضما للاعبين مجنسين، وهم 6 عدائيين إثيوبيين، و5 كينيين، و3 من أصل نيجيري ومغربي. وحصلت البحرين على ميداليتين واحده ذهبية والثانية فضية، وكلتاهما لعدائتين كينيتي الأصل.
كما أطلق على بعثة قطر في هذه الأوليمبياد «منتخب العالم» لما تضمنه من كوكبة من اللاعبين المجنسين، حيث تضم البعثة 38 رياضيا يشاركون في 10 ألعاب، أولها ألعاب القوى والتي يشارك فيها 9 رياضيين.
إلا أن هؤلاء اللاعبين لم يحققوا إنجازات تذكر، وصرحت قطر بأنها تنوي سحب الجنسية من اللاعبين الذي فشلوا في الحصول على ميداليات وإعادتهم إلى بلادهم مرة أخرى. فيما كانت ميدالية قطر الوحيدة في أولمبياد ريو وهي ميدالية فضية من إحراز معتز برشم وهو لاعب سوداني الأصل.