قال الدكتور عماد أبوغازى، وزير الثقافة، إن التيارات الإسلامية الحالية فى مصر ليست كلها كتلة واحدة وهناك تفاوت كبير بينها، مشيراً إلى أن حزبى الوسط والحرية والعدالة هما أقرب الأحزاب ذات المرجعية الدينية لممارسة السياسة التى تقوم على الحوار بينما هناك قوى سياسية أخرى تنفى الآخر وترفضه - حسب قوله.
وأضاف «أبوغازى»، خلال لقائه أعضاء هيئة التدريس بجامعة سوهاج، مساء الجمعه ، إن وزارة الثقافة تفتح أبوابها للعمل والتعاون مع المثقفين من جميع الاتجاهات وفى كل المجالات دون أى تمييز لأى اتجاه على آخر، ولفت إلى أن هناك خطراً حقيقياً فى ظل عدم وجود تكامل بين المؤسسات الثقافية والمؤسسات الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية بإعتبارها تشكل الوجدان الثقافى المصرى.
ولفت إلى أنه تم البدء فى التعاون بين وزارة الثقافة ومشيخة الأزهر من أجل نشر ثقافة التسامح الدينى التى ستكون من أولويات عمل الوزارة خلال الفترة المقبلة.
وقال: «المرحلة المقبلة ستشهد تقديم صورة مختلفة للثقافة الدينية مستمدة من التقاليد العريقة للمجتمع التى تكونت عبر العصور وتقوم على نشر التسامح والوسطية وقبول الآخر»، مؤكداً أن الوزارة بدأت خلال الشهور القليلة الماضية فى تنفيذ مشروع لتحقيق التكامل بين جميع المؤسسات الثقافية فى الدولة المسؤولة عن صياغة العقل والوجدان سواء داخل الجامعات أو مؤسسات الدولة الثقافية. وأوضح أن المشروع يهدف إلى أن تكون الثقافة المتكاملة عنصرا أساسيا فى بناء الثقافة الجديدة بجانب بناء عنصر ديمقراطية العمل الثقافى بإنهاء حالة المركزية والتمييز وإتاحة حرية إبداء الرأى والتعبير والدفاع عن حرية الإبداع والتفكير.
وأضاف «أبوغازى»: «ستتم إدارة المؤسسات الثقافية خلال المرحلة المقبلة بشكل جماعى من خلال تشكيل مجالس إدارة ومجالس أمناء لإدارة هذه المؤسسات من خلال أجهزة منتخبة».
وأعلن بدء الوزارة فى تطبيق تصور جديد لتشكيل اللجان الثقافية والمجلس الأعلى للثقافة بإرسال خطابات لجميع المؤسسات الثقافية فى الجامعات واتحاد الكتاب والجمعيات الأهلية والتجمعات الثقافية المستقلة بطلب ترشيح 20 شخصية لعضوية اللجان، كل فى تخصصه، بحيث يراعى الترشيح تمثيل مختلف الأجيال، بأن تكون هناك 5 شخصيات من الجيل القديم و5 شخصيات من جيل الوسط و5 من جيل الشباب و5 سيدات، مع مراعاة التمثيل الجغرافى واختيار الأشخاص الذين ستتكرر أسماؤهم فى الترشيحات لتشكيل اللجان على أن يتم انتخاب المقررين من هذه اللجان وسيكون الأعضاء والمقررون نواة لتشكيل المجلس الأعلى للثقافة.
وقال الوزير: «إن الوزارة تسعى الآن لتنفيذ مشروع المجلس الأعلى للمكتبات من أجل تنسيق عمل المكتبات على مستوى الجمهورية»، مؤكداً أن جزءاً كبيراً من المكتبات فى مصر تابع لوزارتى الثقافة والتربية والتعليم وهناك جزء تابع للمحليات يتعرض للإهمال.
وأعلن استعداد الوزارة لترميم وتأهيل مخطوطات العالم الجليل رفاعة الطهطاوى بمكتبتى مجلس المدينة بمدينتى طهطا وسوهاج، وإعادة تطوير وتأهيل المكتبتين.
وافتتح الوزير خلال زيارته مكتبة الشباب والطفل بمدينة البلينا وأنشطة «ساقية سوهاج» بالمسرح الرومانى بمدينة سوهاج، على غرار ساقية الصاوى بالقاهرة، والمكتبة الثقافية بقرية شطورة بمركز طهطا بحضور نخبة من الكتاب والأدباء والمثقفين بالمحافظة.