تجدد الجدل حول ارتداء النقاب، بعد أن دعا وزير الداخلية الألمانى، توماس دى ميزيير، إلى فرض حظر جزئى على النقاب، بعد يوم من تأكيده أن الحظر قد لا يتوافق مع الدستور، وتزامنت دعوة «دى ميزيير» مع إصدار مدينة نيس الفرنسية مرسومًا يمنع ارتداء زى البحر الإسلامى «البوركينى» على شواطئ البلدة، قائلةً إنه يتحدى قوانين فرنسا العلمانية.
ووصل الجدل حول «البوركينى» إلى إيطاليا، واعتبر وزير الداخلية الإيطالى أنه من غير المناسب، بل «من الخطورة» منع «البوركينى»، ورداً على الحملة التى تمنع ارتداءه، قام إمام فلورنسا عزالدين الزير، رئيس اتحاد الهيئات الإسلامية فى إيطاليا، بنشر صورة على «فيسبوك» تُظهر مجموعة من الراهبات الإيطاليات على شاطئ البحر وهنّ يرتدين لباسهنّ الدينى، غير أن النمسا اتفقت مع فرنسا، إذ دعا سياسيون محافظون إلى حظر ارتداء النقاب، قائلين إنه يمنع النساء من الاندماج فى المجتمع بأغلبيته الكاثوليكية، كما أن هناك دولا تتجه للانضمام إلى قائمة الدول التى تحظر النقاب والملابس الإسلامية فى أوروبا وأفريقيا، والتى يصل عددها لـ14 دولة، منها 5 أفريقية، و9 أوروبية، ففى أفريقيا تُعتبر تشاد والكونغو صاحبتى المركز الأول فى حظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة، عقب تعرض الدولتين لتفجيرات انتحارية، نُسبت إلى جماعة «بوكو حرام»، وتَلَتْهما الكاميرون، التى حظرت ارتداء النقاب فى 5 محافظات، كما منعت حكومة النيجر ارتداء الحجاب فى منطقة «ديفا» إثر تعرضها لهجمات انتحارية.
وفى نوفمبر 2015، أعلنت السنغال منع المسلمات من ارتداء النقاب، وقالت إن ارتداءه يُسهل إخفاء مكونات التفجيرات التى ينفذها المتطرفون، وطلب وزير الداخلية السنغالى، عبداللاى داوودا، عدم النظر للإجراء على أنه معادٍ للإسلام، وهذه الدول الأفريقية الخمس كانت مستعمرات فرنسية.
وفى أوروبا، كانت فرنسا أول دولة تُحظر فيها على النساء تغطية وجوههن فى الأماكن العامة عام 2010، بعدما صوت «الشيوخ الفرنسى» لصالح قانون يجرم ارتداء النقاب والبرقع والأقنعة والخوذ التى تخفى هوية الشخص، وتُعاقب فرنسا أى سيدة تخالف القانون بدفع 150 يورو غرامة.
وتبعت بلجيكا فرنسا، وحظرت عام 2012 أى لباس يمنع التعرف على هوية الشخص «لدواعٍ أمنية»، وجعلت عقوبة أى سيدة تخالف القانون السجن لمدة 7 أيام، أو دفع غرامة 1500 يورو، ومنعت هولندا النقاب فى مدارسها عام 2007، ومددت الحظر ليشمل الأماكن العامة، ومنعت العاملات بالمحاكم من ارتداء النقاب، وأجبرت اللاتى يعملن فى مهن تطلب التواصل المباشر على تجنب ارتدائه.
وفى إسبانيا، حظرت مدينة برشلونة، فى 2010، ارتداء أى لباس يغطى الوجه، كما حظرت مناطق بإقليم «كاتالونيا» ارتداء الحجاب فى الأماكن العامة، كما حظرت المحاكم الدنماركية ارتداء أى ملابس تغطى الوجه، وأصدرت سويسرا قانونا يحظر ارتداء النقاب فى مقاطعة «تيتشينو»، فى يوليو 2016، وحددت غرامة قدرها 9200 يورو للمخالفين، كما فرضت مدينة «نوفارا» الإيطالية قيودًا صارمة على ارتداء النقاب والحجاب.
ومنعت منطقة سنجان الصينية، ذاتية الحكم، ارتداء النقاب والحجاب فى المدارس، كما حظرت السلطات الروسية فى مدينة ستافروبول على المسلمات ارتداء أغطية الرأس فى المدارس الحكومية، بقرار من المحكمة العليا.
وحظرت بلدة بازارجيك البلغارية، فى إبريل الماضى، ارتداء النقاب فى الأماكن العامة.