كل عام تتجدد تقاليع الزينات والفوانيس المرتبطة بالاحتفال بالشهر الكريم، فالفوانيس طقس رمضانى مصرى أصيل لابد منه، ولم يكن مستغربا على المصريين أن يدخلوا عليه إسقاطات سياسية، خاصة أن الثورة المصرية أنتجت آلاف القفشات والنكات والشعارات التى أصبحت متداولة فى مصر أكثر من الأمثال الشعبية.
جديد فوانيس 2011 تعدد أشكالها واختلاف خاماتها التى لم تعد مقتصرة على الصفيح فقط، بل دخلت فيها خامات أخرى عديدة.
أمام أحد محال الفوانيس وقف محمود محمد، مندوب مبيعات، يقول: جئت لشراء زينة رمضان للمنزل والشارع، وأعجبتنى كثيرا الابتكارات الجديدة التى ربطت بين شعارات الثورة، وفوانيس رمضان، خاصة الفانوس المكتوب عليه «ارفع راسك فوق أنت مصرى»، «يا حبيبتى يامصر» وغيرها، إضافة إلى عبارات التهنئة بالشهر الكريم.
أعجبنى أيضا الفانوس الخشبى، لكن سعره صدمنى ، لأنه تراوح من 25 إلى 30 جنيها، وذلك رغم صغر أحجامه، كما أنه لا يعطى إضاءة مطلوبة، لأنه محكوم بنوع لمبات معينة، إضافة إلى أنه قابل للكسر.
فى النهاية فضلت شراء الفانوس اليدوى المصنوع من السلك والسوليفان، حيث يصل ضوؤه إلى مساحات كبيرة، وسعره لا يتعدى 15 جنيهاً.
حسين المنيلاوى، موظف، يقول: اشتريت فوانيس صغيرة الحجم لأبنائى وكميات كبيرة من زينة رمضان الورقية وأسلاك الكهرباء أيضا، لتعليقها أمام المنزل، على أمل أن يكون الوضع قد تغير، ونستطيع تزيين الشارع بدون دفع غرامات للحى أو مباحث الكهرباء.
على العكس لجأت هند عبدالعليم، «طالبة»، إلى الفانوس الورقى، كشكل مختلف وموفر، وتقول: استغللت كتب الدراسة القديمة عندى، وصنعت منها «فانوس ورق» كبيراً وعلقته فى البلكونة.
ويقول محمد السيد إبراهيم، بائع فوانيس وزينة: هذا العام شهد تنوعاً كبيراً فى أشكال الفوانيس، ولم تعد خاماته مقتصرة على الصفيح أو البلاستيك فقط، بل دخل فى تصنيع الفوانيس، كل من الخشب، الكرتون المقوى، والبلاستيك الشفاف، والقماش الملون، المطبوع عليه عبارات «رمضان كريم»، «كل عام وأنتم بخير»، وغيرها من العبارات الدينية، وشعارات الثورة.
الفوانيس الخشب مصنوعة من طبقة رقيقة مثل خشب «الأبلكاش»، وشكلها يجذب الناس لاختلافها عن الأشكال التقليدية، وحتى الآن الإقبال متزايد على الفوانيس القماش لأن ألوانها أزهى، كما أنها أحدث وحجمها أكبر، مقارنة بالفوانيس الأخرى، حيث يمكنها إنارة مساحة كبيرة، وسعرها لا يزيد عن 30 جنيها، أما الفوانيس البلاستيكية فيترواح سعرها بين 15 و 45 جنيها حسب الحجم الذى يعتبر المحدد الرئيسى لقيمة الفانوس.
ويكمل إبراهيم: هناك إقبال أيضا على الزينات والتى زادت أشكالها هذا العام وتنوعت بين المجسمات المضيئة مثل ذيل الطاووس والقلوب والهلال، وتتراوح أسعارها بين 15 و20 جنيها، وأيضا أسلاك الكهرباء المليئة بالمصابيح الصغيرة على شكل فوانيس صغيرة «قلوب، أهلة، ونجوم» لأنها تصلح لجميع أركان المنزل، وغالبا ما تستخدم فى البلكونات.
ويقول محمد أحمد، صاحب محل أدوات كهربائية: بدأت هذا العام عرض الفوانيس، فى محاولة لتحقيق الربح، خاصة أنها ستساعدنى على بيع اللمبات، مما يحقق فائدة مزدوجة لى، وما دفعنى لذلك الأشكال المختلفة للفوانيس القماش، المصنوعة بأشكال مختلفة مستطيلة ودائرية، إضافة لكونها رخيصة وتتماشى مع الظروف الاقتصادية للجميع، عكس الفوانيس الصفيح التى ندمت على شراء بعضها، بسبب ارتفاع أسعارها، الذى أدى بها للبقاء على أرفف المحل.