x

طبيب مصري: العلاج بالخلايا الجذعية «مرتع خصب للنصب الطبي»

الثلاثاء 14-12-2010 10:55 | كتب: نهال لاشين |
تصوير : other

تطالعنا الصحف ووكالات الأنباء بين الحين والآخر بأنباء عن «الخلايا الجذعية»، واستخدامها في تطوير خلايا متخصصة لعلاج بعض الأمراض المزمنة والمستعصية، كالسكري والسرطان وفيروسات الكبد المزمنة.

تلك الأخبار تجد حظا كبيرا من النشر في المواقع المختلفة، لتهافت فئة كبيرة من الجمهور عليها أملا في البحث عن علاج ناجع لأحد الأمراض التي لم يتوفر لها علاج حتى الآن، وكان آخرها ما نشر على وكالة رويترز للأنباء تحت عنوان: «علماء يستخدمون خلايا جذعية في إنتاج خلايا بنكرياسية ومعوية».

عنوان منطقي لخبر يتناول تجربتين منفصلتين على الخلايا الجذعية وتحويلها إلى خلايا البنكرياس، كخطوة أساسية لعلاج داء السكري، والأخرى إلى طبقات أكثر تعقيدا من أنسجة الأمعاء.

لكن غير المنطقي أن تجد عددا- لا بأس به- من المواقع الإلكترونية يتناول نفس الخبر بالعناوين التالية:

لعلاج السكري.. تحويل خلايا جذعية إلى نسيج بنكرياسي

خلايا جذعية لمعالجة مرض السكري

وداعا للسكري: تحويل خلايا جذعية إلى نسيج بنكرياسي

وكان ثالثهم هو الأكثر انتشارا، والأكثر تضليلا، ولكنه الأكثر جذبا لمرضى السكري وذويهم بعد أن أصابهم الملل والضجر من النظام العلاجي والغذائي والحياتي الذي لا آخر له.

وتكمن المشكلة في المسارعة بالإعلان عن تلك العلاجات دون استكمال الأبحاث التي تجرى عليها وفقا لشروط البحث العلمي المنضبط، والمعترف بها عالميا، والأدهى هو استخدام عناوين مضللة وخادعة للترويج لهذه الأبحاث.

يؤكد دكتور أيمن رشوان، أستاذ السكر والغدد الصماء بجامعة الزقازيق، لــ«المصري اليوم» أن الأبحاث التي تجرى على الخلايا الجذعية ما زالت حتى الآن تحت التجارب، «ولم تتعد المرحلة الثانية في التطبيق».

ويشير الخبر المنشور على موقع وكالة رويترز بتاريخ الاثنين 13 ديسمبر إلى أن العلماء قاموا باستخدم خلايا جذعية متعددة القدرات، وغذوها في المختبر بمركبات مصممة لجعل تلك الخلايا تتصرف كخلايا بيتا البنكرياسية التي تفرز الإنسولين، وعندما تم زرع تلك الخلايا في فئران مصابة بالسكري، أفرزت الأنسولين، لتقوم بدور خلايا بيتا التي يدمرها الجسم على سبيل الخطأ في النوع الأول من داء السكري.

وتعليقا على ما قام به العلماء يقول دكتور أيمن: «تعد فكرة استخدام الفئران في الأبحاث، فكرة متقدمة جدا في خطوات البحث العلمي، والذي يبدأ بالفكرة، ثم التطبيق النظري، ويليه الاختبارات المعملية، ثم التجربة على حيوانات التجارب، ومن بعدها التجربة على مجموعة من المرضى المتطوعين، وبعد ذلك يأتي حق مزاولة العلاج».

ويؤكد دكتور رشوان على أن مرحلة التطبيق على المرضى هي المرحلة الأطول والأكثر تعقيدا، «حيث يتم فيها تسجيل نتائج وتقارير خاصة بالإنزيمات الحيوية للجسم، لتحديد الأعراض الجانبية للعلاج، والتطورات والمضاعفات على المدى الطويل».

ويضيف: «تعتبر زراعة الخلايا الجذعية أمر بالغ التعقيد، فهناك تطورات تحدث للجهاز المناعي قد لا تظهر إلا بعد سنة أو سنتين».

وأضاف أن عقار الفياجرا، كانت تجرى عليه الأبحاث لعلاج أمراض الشرايين وتحديدا لتوسيع الشريان التاجي، «ولكن اكتشف في مراحل البحث الأخيرة أنه لا يفيد بدرجة كبيرة في توسيع الشرايين، ووجدوا في المقابل أنه يحسن من الحالة الجنسية للرجل».

وينصح دكتور رشوان أصحاب الأمراض المزمنة بالحكمة والتريث في التعامل مع مثل هذه الأبحاث، معتبرا أنها «مرتع خصب للنصب تحت مسميات طبية، فهناك بعض الأطباء يتعاملون مع زراعة الخلايا الجذعية باعتبارها الأمل الوحيد، خاصة مع الأمراض المستعصية، ويقومون بإجراء هذه العمليات لبعض المرضى بأسعار مبالغ فيها».

والخلايا الجذعية هي خلايا غير مكتملة الانقسام، قادرة تحت ظروف مناسبة على تكوين خلية بالغة من أي عضو من أعضاء الجسم، وبالتالي يمكن اعتبارها نظام «إصلاح وتجديد» للجسم. وهي نوعان: خلايا جذعية جنينية تستخرج من الأجنة نفسها، وخلايا جذعية بالغة تستخرج من مختلف خلايا الجسم مثل النخاع العظمي والرئة والقلب والعضلات وغيرها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية