أناب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، في افتتاح فعاليات الملتقى الدولي الأول للشباب المسيحي والمسلم، حول دور الأديان في بناء السلام ومواجهة التطرف والإرهاب، مساء الجمعة، بمشيخة الأزهر الشريف.
في بداية كلمته رحب وكيل الأزهر بجميع الحضور، ناقلاً إليهم تحيات شيخ الأزهر، مؤكدا أنه حريص على لقائهم والاستماع إلى رؤيتهم حول الارتقاء بثقافة الحوار والتسامح، موضحا أن الأزهر يوقن بأهمية مد جسور التواصل المسلمين والمسحيين، لحل جميع المشكلات التي من الممكن أن تؤرق المجتمعات عامة والشباب بخاصة.
وأشار وكيل الأزهر، إلى أن الإسلام دين يحترم كل الديانات والرسالات ويحترم ثقافتها، ولا يكون إسلام المرء صحيحاً دون أن يؤمن بكل الرسالات والأنبياء، فلا يكتمل إيمان المرء دون إيمانه بكل الرسالات والأنبياء، مبينًا أن الإسلام يحث على التواصل مع الغير بالكلمة الحسنة والمعاملة الطيبة.
وأوضح وكيل الأزهر، أن اختلاف الدين لا يسوغ للمسلم أن يظلم غيره أو يضيق عليه أو يحقره أو يقلل من شأنه، مؤكداً أن الإسلام أرسى علاقة خاصة بين المسلمين والمسحيين، مضيفاً أن سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مليئة بالوصايا التي تحث على معاملة المسيحيين معاملة حسنة وخاصة مسيحيي مصر.
وأكد «شومان»، أن الأزهر حريص على التواصل مع غير المسلمين، وأن بيت العائلة يمثل نموذجا يحتذى به في العالم أجمع وحقق العديد من النجاحات في الفترة الأخيرة، ولذلك تم إنشاء عدد من الأفرع له في العديد من المحافظات.
وأوضح، أن هناك تبادلا للتهاني في كل المناسبات والأعياد بين علماء الأزهر ورجال الكنيسة، وذلك دليل على الود والمحبة بين الجانبين، مؤكدًا أن شيخ الأزهر استطاع فتح الحوار من جديد بين الأزهر والفاتيكان من خلال زيارة لبابا الفاتيكان، حيث يتم الآن الإعداد لمؤتمر عالمي للسلام برعاية الأزهر والفاتيكان.
وطالب وكيل الأزهر خلال كلمته الشباب بالجلوس سويًّا ومناقشة ما يدور في أذهانهم بحرية وفتح باب للحوار بين الجانبين، موضحاً أن الأديان جميعاً تأمر بالعدل والإحسان والمعروف، كما تأمر بحفظ المال والعرض، مشددًا على أن تنظيم هذا الملتقى في مشيخة الأزهر وفي يوم الجمعة لتوصيل رسالة للجميع أنه جاد في التواصل والتحاور مع الآخر.
وفي نهاية كلمته قال شومان: «إن الأزهر يرفض أي ممارسات تصدر عن بعض الجهلاء سواء من الجانب المسلم أو المسيحي قد تؤدي إلى تأجيج الفتن أو إدخال البغض بين الجانبين»، مؤكداً أن الأزهر يعمل من أجل الإنسانية جمعاء.