x

هداية ملاك فى حوار التتويج: ضحيت بامتحانات الكلية علشان خاطر الميدالية

الجمعة 19-08-2016 21:01 | كتب: محمد الشرقاوي |
هداية ملاك وهبة، لاعبة مصر في التايكوندو تحصل على الميدالية البرونزية في اللعبة وزن 57 كيلوجرام بمنافسات أوليمبياد ريو دي جانير 2016، 19 أغسطس 2016. هداية ملاك وهبة، لاعبة مصر في التايكوندو تحصل على الميدالية البرونزية في اللعبة وزن 57 كيلوجرام بمنافسات أوليمبياد ريو دي جانير 2016، 19 أغسطس 2016. تصوير : رويترز

عندما تتحدث إليها لا تتخيل أبداً أنها الفتاة التى تمارس لعبة عنيفة وتتفوق فيها على لاعبات العالم، صوتها الخفيض لا تكاد تسمعه، نظراتها خجولة وحييّة، إنها «هداية ملاك»، عروس البعثة المصرية فى أولمبياد ريو دى جانيرو، التى حققت لمصر الميدالية البرونزية فى لعبة التايكوندو، لتكون أول فتاة مصرية وعربية تصل إلى منصة التتويج فى تلك اللعبة.

«المصرى اليوم» التقت البطلة المصرية ابنة الـ 23 عاما بعد التتويج مباشرة، حيث كانت مشاعر فرحتها مختلطة بدموعها من فرط السعادة الغامرة التى انتابتها.. طلبنا منها أولاً أن ترفع صوتها الخافت الذى لا يكاد أحد يسمعه حتى يراها الرأى العام، عملاً بالحكمة القائلة «تحدث حتى أراك».. «هداية» فتحت قلبها وأجابت بكل صراحة عن الأسئلة حتى يعرف الجمهور المصرى من هى البطلة التى أسعدتهم، وتحدثت عن شعورها لحظة التتويج، وأحلامها، وطموحها، والصعاب التى واجهتها، فكان الحوار التالى:

■ متى بدأتِ ممارسة اللعبة؟

- وأنا عمرى سبع سنوات، فى نادى الصيد، فى البداية والدتى أرادت أن أمارس لعبة على سبيل الهواية، مثل إخوتى، فاخترت التايكوندو التى كان يمارسها أخى الأكبر، لكنى تفوقت فيها، والحمد لله حصلت على بطولة الجمهورية وأنا فى سن 14 عاماً، ما شجعنى على الاستمرار فى ممارسة التايكوندو.

■ ألم تعطلك الرياضة عن الدراسة؟

- إطلاقاً، أنا طالبة فى كلية الفنون الجميلة بالسنة النهائية، وكان من المفترض أن أنهى عامى الدراسى الأخير هذا الموسم، لكنى اعتذرت عن عدم أداء الامتحان بسبب ارتباطى بالاستعداد لدورة الألعاب الأوليمبية.

■إذن ضحيت بالدراسة من أجل الأولمبياد؟

- نعم، فلم يكن من الممكن أن أقوم بالأمرين معاً، وكان يجب أن أركز فى البطولة، خصوصاً أننى ألعب على ميدالية، وهذا أمر فى غاية الصعوبة، بسبب المنافسة الصعبة.

■ وهل تؤثر الرياضة سلباً على دراستك؟

- إطلاقاً، عندما كنت فى الثانوية العامة حصلت على مجموع 90%، واستفدت من الحافز الرياضى 4% ما ساعدنى على دخول كلية الفنون الجميلة.

■ حدّثينا عن شعورك بعد الفوز بالبرونزية؟

- أكيد مبسوطة جداً، رغم أننى كنت أتمنى أن أحصد الميدالية الذهبية، لكن قدّر الله وما شاء فعل، المهم أننى صعدت منصة التتويج فى النهاية.

■ ما هى أصعب مباراة واجهتها؟

- مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، لأن الخسارة فيها تعنى عدم التتويج، وأنا أعلم جيداً أن الجمهور ينتظر ميدالية جديدة من البعثة، وبصراحة أنا تعبت جداً لأصل إلى تلك المرحلة، لكن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وفزت بالنقطة الذهبية، وأنا بالمناسبة واجهت بطلة بلجيكا أكثر من مرة، فزت وخسرت أمامها، وأعرف طريقة لعبها كما تعرف هى طريقة لعبى.

■ لهذا لعبت بتحفظ فى تلك المباراة؟

- أكيد، لكن كان هذا بالاتفاق مع مدربى، لأن تلك المباراة لا تحتمل أى أخطاء، وكان الاتفاق على الصبر وانتظار خطاً للمنافسة، مرت الأشواط الثلاثة بالتعادل صفر/ صفر، وفى الشوط الرابع الذى يسجل فيه أى لاعب نقطة يفوز باللقاء، تريثت أيضاً ولم أتعجل الأمر، حتى حققت الفوز فى النهاية.

■ ما سر الحركة البهلوانية بعد الفوز؟

- لم أشعر بنفسى إلا وأنا أقوم بها من شدة فرحى، وبعدها توجهت إلى أخى فى المدرج لأحصل منه على علم مصر وطفت به حول الملعب لأحيى الجماهير.

■ ولمن تهدين الفوز؟

- لأمى وأخى الذى حضر خصيصاً إلى البرازيل من أجل تشجيعى، وهو توقع لى الحصول على ميدالية قبل البطولة، فأنا كنت قلقة بعض الشىء، وهذا أمر طبيعى، لكن كلماته شجعتنى حيث قال لى أنت اجتهدت، وتعبت ولن يضيع الله مجهودك.

■ أنت ثانى فتاة من البعثة تحصل لمصر على ميدالية بعد سارة سمير لاعبة رفع الأثقال، فما تعليقك؟

- الحمد لله أثبت أن البنت ليست أقل من الولد فى الرياضة، وفى الحياة بصفة عامة، ويمكن لنا أن نحقق المزيد.

■ وماذا عن الحجاب، هل يسبب لك أى مضايقات أثناء البطولات الدولية؟

- إطلاقاً، الحجاب لا يمنع الفتاة من الحصول على البطولات، وهو جزء من شخصيتى وأعتز به، كما أن قانون اللعبة لا يمنعه، خصوصاً أننا نلبس خوذة فوقه، وبالتالى لا يحدث أى فارق أثناء المنافسات، وأنا لست اللاعبة الوحيدة المحجبة، وبالمناسبة، لاعبة إيران التى حصلت أيضاً على المركز الثالث محجبة.

■ ما هو طموحك فى الفترة المقبلة؟

- الاستعداد لدورة الألعاب الأوليمبية فى طوكيو، فأنا طموحى التتويج بذهبية تلك الدورة، ولن أتخلى عنها إن شاء الله.

■ ما أول شيء ستفعلينه فى مصر بعد العودة؟

- الذهاب إلى الشاطئ والراحة الطويلة ، لأننى تعبت من معسكرات الإعداد.

■ هل كان لعدم إقامة بعثة التايكوندو فى القرية الأوليمبية والإقامة فى معسكر بعيد عنها أثر إيجابى على نتيجتك؟

- أكيد، فالإقامة داخل القرية الاوليمبية صعبة جداً، والحياة فيها ليست سهلة، وكان وجودنا خارجها عاملا ايجابيا بالنسبة لى.

■ ما هو الطلب الذى تريدنه من خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة؟

- لا شيء، فقط أشكره على دعمه ومساندته لى طوال الوقت، وعلى فكرة، بعد فوزى ببطولة العالم، كان للاستقبال الحافل لى من وزارة الرياضة وتكريمى وقتها حافز كبير وشجعنى وزادنى إصراراً على تحقيق إنجاز فى الأولمبياد، والحقيقة أن الوزير قريب من كل اللاعبين، ويتصل بهم كثيراً وليس أنا فقط، ويحاول أن يعرف كل شىء عنا ويحل أى مشكلة تواجهنا.

■ ما الذى ستفعلينه بالمكافأة النصف مليون جنيه؟

- لا أعرف بعد، المهم حالياً الحصول على إجازة والجلوس على الشاطئ.

■ هل تعرضت لأى مشكلة كان من الممكن أن تؤدى لعدم استمرارك؟

- عندما تعرضت قدمى للكسر، وقتها خفت ألا أستطيع العودة للعبة مرة أخرى، لكن الحمد لله.

■ هل استفدت من اللعبة فى حياتك الشخصية للدفاع عن نفسك؟

- لا.

■ ما الفارق بين الرياضى المصرى ونظيره فى أوروبا؟

- الفارق فى التعامل مع الدراسة، فهناك يسهلون الأمر بالنسبة للأبطال الرياضيين، أما فى مصر فإما دراسة أو رياضة، وكما قلت لك من قبل، إننى اضطررت للاعتذار عن امتحان العام الأخير لى فى الكلية بسبب معسكرات الإعداد.

■ هل تعتقدين أن رياضة التايكوندو مظلومة فى مصر؟

- إذا قارنتها بكرة القدم، نعم، لكنه حال كل اللعبات الفردية فى مصر، وليس التايكوندو فقط، ومن المهم أن تركز الدولة على اللعبات الفردية بصفة عامة، والتايكوندو، لأن مصر بها الكثير من المواهب المحتاجين إعدادا جيدا، ويمكن لنا أن نتسيد العالم فى اللعبة.

■ أخيراً، كلمة للجماهير المصرية.

- كان نفسى أجيب الذهب، لكن كل شىء نصيب، وأعدكم أن أجتهد فى المرحلة المقبلة، والتخطيط للأولمبياد الذى تستضيفه طوكيو بعد أربع سنوات، أنا تعبت كثيراً فى الاستعداد للدورة، ويكفى أننى تركت بيتى وكليتى شهوراً، ويكفينى فى النهاية أن أسعدكم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية