في محاولة لاحتواء التوتر الذي نجم بين برلين وأنقرة بعد نشر تقرير سري حكومي يفيد بتحول تركيا إلى منصة لنشاطات جماعات إسلامية في الشرق الأوسط، أشاد وزير الداخلية الألماني دي ميزير بتعاون تركيا في مجال مكافحة الإرهاب.
أشاد وزير الداخلية الألماني بتركيا اليوم الخميس لتعاونها «الممتاز» في محاربة الإرهاب، في مسعى فيما يبدو لنزع فتيل خلاف مع أنقرة بشأن تقرير حكومي مسرب يتهم تركيا بأنها بؤرة للمتشددين الإسلاميين.
وسبب التقرير صداعا للمستشارة أنغيلا ميركل التي انتقدت من بعض المشرعين الألمان والأوروبيين لأنها بدت وكأنها تتقرب من أنقرة للمساعدة في الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا رغم القلق من سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان.
وقبل عام من الانتخابات الاتحادية فإن تسريب تلفزيون (إيه.أر.دي) الحكومي للتقرير في وقت سابق من هذا الأسبوع أطلق العنان لاتهامات داخل الائتلاف الذي تتزعمه ميركل. وقال وزير الداخلية توماس دي ميزير أمس الأربعاء إنه ليس آسفا بشأن التسريب لكنه تحدث بنبرة تصالحية اليوم الخميس قائلا إن تبادل المعلومات مع تركيا بشأن تحركات أنصار تنظيم «الدولة الإسلامية» كان جيدا. وأوضح دي ميزير خلال مؤتمر صحفي بشأن الأمن الداخلي عقده في شتوتغارت بجنوب البلاد «أستطيع القول إن التعاون مع زملائنا الأتراك وأجهزة الأمن والشرطة وزملائي كان ممتازا».
وأضاف أنه يود أن يؤكد على مدى نجاح السلطات التركية في التعامل مع التحقيق في هجوم متشددين في اسطنبول في يناير الماضي قتل خلاله سائحون ألمان. ويشار إلى أن التقرير الحكومي المسرب والذي أعدته وزارة الداخلية ذكر أن تركيا أصبحت بؤرة لجماعات إسلامية وأن الرئيس رجب طيب أردوغان لديه تقارب أيديولوجي مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة وتنظيم الإخوان المسلمين في مصر وجماعات المعارضة الإسلامية المسلحة في سوريا. وأعدت وزارة الداخلية التقرير بعد طلب من حزب اليسار في البرلمان.
وثار غضب تركيا بسبب التقرير وقالت وزارة الخارجية إن هذه المزاعم «هي دليل جديد على العقلية الملتوية» التي تستهدف أردوغان وحكومته منذ بعض الوقت.