حذر اقتصاديون من زيادة سعر تذكرة مترو الأنفاق في الوقت الحالى، بعد توالى تصريحات الحكومة على مدار العامين الماضيين، بشأن الزيادة المستحقة لسعر التذكرة، خاصة عقب إشارة الرئيس خلال كلمته الأخيرة، أثناء افتتاحه مصنع «الإيثيلين» بالإسكندرية الأسبوع الماضى، أن تكلفة التشغيل تفوق بكثير ثمن التذكرة، مشيرين إلى أن «مش كل زيادات الأسعار مع بعض».
وقال الدكتور علاء الشاذلى، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، العضو السابق بمجلس إدارة البنك المركزى، إن الحكومة ستراعى محدودى الدخل في قراراتها، حال تطبيق زيادة في أسعار السلع والخدمات.
وأضاف أن أي اتجاه لزيادة سعر تذكرة المترو ستحرص الحكومة على ألا تشكل الزيادة الجديدة ضغطاً على الأجور المنخفضة للشريحة المستخدمة لمترو الأنفاق.
يأتى ذلك على خلفية قيام وزارة النقل بدراسة اقتراحات تطبيق زيادة أسعار خدمة المترو، نظراً لصعوبة تحمل الدولة تكلفة التشغيل، والتى تصل إلى 96% من قيمة التذكرة، لتصل إلى 97% مع الانتهاء من أعمال الخط الثالث، حسب التصريحات الأخيرة للدكتور جلال سعيد، وزير النقل. والاقتراحات المقدمة لخفض خسائر مترو الأنفاق التي تبلغ نحو 20.5 مليون جنيه شهرياً، ستكون من خلال رفع سعر تذكرة المترو إلى جنيهين، أو تقسيم سعر التذكرة على عدد المحطات بتجزئتها إلى ثلات فئات، جنيه ونصف لأقل من 10 محطات، جنيهان من 10 إلى 15 محطة، ليكون سعر التذكرة فيما هو أكثر من 15 محطة ما بين 2.5 إلى 3 جنيهات.
ومن جانبه، رفض الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى الدولى، الحديث بشأن الزيادة، مشيراً إلى أنها بالونات اختبار، تطلقها الحكومة إذا وجدت استجابة تقوم بفرضها على المواطنين.
كما فضل عدم طرح بدائل يمكن الاعتماد عليها لتغطية تكاليف تشغيل المترو التي تصل إلى 72.76 مليون جنيه شهرياً، لأنها ستدفع للتبرير والقول بأنها غير قابلة للتطبيق، ومن ثم لا يجد المواطن مفراً من تحمل الزيادة.
وقال محمود العسقلانى، رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، إن التطرق إلى زيادة سعر تذكرة المترو غير مناسب في هذا التوقيت، ضمن حالة الارتفاع المتزايد لأسعار السلع الغذائية، والكهرباء، فضلاً عن قانون الضريبة المضافة، «مش كل حاجة مع بعض»، موضحاً أن كل ذلك سيوجد حالة من الاختناق العام، ما يهدد السلام الاجتماعى. كما طالب بضرورة إدارة الجيش للمترو لتحسين الخدمة وتجنب الخسائر.
من جانبه، قال أحمد عبدالهادى، المتحدث الرسمى باسم هيئة مترو الأنفاق، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن مترو الأنفاق يقدم الخدمة الأرخص والأسرع والأكثر أمنًا على مستوى المواصلات العامة، مشيرًا إلى أن الإدارة في انتظار قرار الزيادة من وزير النقل لتطبيقه على الفور.