يعانى عدد كبير من مرضى فيروس «سى» بمحافظة الدقهلية للحصول على العلاج المجانى، ويتطلب إجراء التحاليل والحصول على العقار المعالج سفراً لمسافات طويلة، يزيد ألمهم ألماً ويضاعف حالتهم المرهقة بالأساس، فضلاً عما ينفقونه من أموال.
«المصرى اليوم» رصدت معاناة المرضى بمراكز المحافظة، الذين قالوا إنهم يعانون وجع المرض وعذاب تكاليف التحاليل للحصول على العلاج المجانى.
قالت حكمت عبدالدايم، 55 سنة، من إحدى قرى مركز منية النصر: «فوجئت بإصابتى بفيروس سى، أثناء إجراء تحاليل دم طلبها منى الطبيب بسبب وجود آلام شديدة بالكليتين، وعندما طلب منى إجراء تحليل لوظائف الكبد والكلى، ووصف لى الطبيب أنواعاً كثيرة من الأدوية لكنها لم تأت بنتيجة، وتوجهت لمستشفى منية النصر للحصول على العلاج، لكن للأسف لم أتمكن من ذلك».
وأضافت: «عندما ذهبت للمستشفى طلبت منى الموظفة المختصة بتسجيل الأسماء إجراء تحاليل جديدة على نفقتى وأنا لا أمتلك دخلاً، وزوجى متوفى فلم أقم بإجراء التحاليل، وعندما استفسرت من الموظفة عن أن العلاج مجانى قالت لى إن العلاج مجانى لكن إجراء التحاليل على حساب المريض، وأعطتنى اسم معمل لإجراء التحاليل به، ومعظم المرضى لا يمتلكون تكاليف إجراء التحاليل».
وأشار محمد الرفاعى أحمد، فلاح، 58 سنة، من منطقة حفير شهاب الدين، إلى أنه مريض بالفيروس منذ 5 سنوات، ويضطر للسفر عشرات الكيلو مترات للمنصورة من أجل تقديم طلب لإجراء التحاليل والحصول على العلاج المجانى، وأضاف: «صحتى لا تسمح بالسفر، وقمت بشراء علاج على نفقتى الخاصة لكن للأسف كانت له آثار جانبية زادت الحالة سوءاً، وأصبحت أعانى أكثر من المرض ولا أقدر على العمل وأعيش عالة على أولادى».
وأضاف رزق محمد رزق، 47 سنة، موظف: «طالبنا أكثر من مرة بافتتاح وحدة علاج فيروسات بمستشفى الأمل بمنطقة الحفير أسوة بعدد من المناطق بالمحافظة، رحمة بالمرضى وأسرهم، لكن للأسف لم يتحرك أحد لمساعدتنا، وكأن المسؤولين عن الصحة يتعمدون بهدلة المرضى وإجبارهم على قطع مسافات طويلة للحصول على العلاج المجانى، رغم معرفة الجميع أن مريض فيروس سى لا يتحمل السفر والإجهاد»، وأشار إلى أن عددا كبيرا من شباب قرى الحفير مصابون بالفيروس قائلاً: «المرض منتشر عندنا بسبب حالة المياه السيئة التى تصلنا، بالإضافة للاعتماد على مصرف كوتشنر فى رى الأراضى الزراعية».
المعاناة تتكرر أيضاً لدى مرضى الفيروس من أبناء مركز المنزلة وميت سلسيل والجمالية، الذين يضطرون للسفر لمسافات طويلة حتى مستشفى منية النصر للحصول على العلاج وإجراء التحاليل.
وقال سامى العوضى، 49 سنة، عامل بمركز الجمالية: «ظروف المرضى سيئة ولا نملك نفقات المواصلات يومياً لمنية النصر أو المنصورة للتقديم لإجراء التحاليل والحصول على العلاج، لذلك معظمنا لا يذهب لطلب العلاج وننتظر الموت بهدوء حتى لا نكبد أسرنا أعباء وتكاليف زيادة».
وطالب الأهالى بتخصيص وحدة لعلاج الفيروسات الكبدية فى مستشفيات الصحة بالمراكز، رأفة بحالة المرضى وفقرهم قائلين: «كفاية مذلة المرض والآلام علينا مش هنتذل كمان علشان نستلف فلوس المواصلات وتكاليف التحاليل».
من جانبه قال الدكتور وليد سمير، نائب رئيس مجلس إدارة مستشفى ومعهد بحوث الكبد المصرى بشربين، إن النسبة الأكبر للمصابين بالفيروس من الفئة العمرية ما بعد سن الأربعين، بالإضافة لوجود نسبة كبيرة من المصابين فى فئة العشرين من العمر، وينتشر المرض بشكل كبير فى القرى.
وأضاف: «أعراض المرض لا تظهر بوضوح فى بدايته، ولكن بعد ظهور نظام الوقاية والمسح الشامل أصبح الأمر سهلاً فى إثبات الأعراض المبدئية»، مشيراً إلى أن مصر هى البلد الوحيد الذى يحاول تخفيف عبء التكاليف التى تبلغ 5 آلاف جنيه ويتحمل جزءاً منها بواقع 2000 جنيه للتحاليل والأشعة قبل بداية العلاج والباقى لمراحل العلاج».
ومن جانبه، أكد المحافظ حسام الدين إمام أنه جارٍ دراسة كيفية توصيل العلاج للمرضى فى منازلهم من خلال استغلال مستشفيات الصحة بالقرى، وأنه تم تكليف وكيل الوزارة بتحديد آلية لتنفيذ ذلك.