أكد الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، أن معظم المشاكل التي ظهرت بالفعل في بداية فعاليات دورة الألعاب الأوليمبية (ريو دي جانيرو 2016) تلاشت خلال الأيام الأولى للدورة وأن الأمور تسير على نحو أفضل في الوقت الحالي.
وكانت العديد من الشكاوى أثيرت مع بداية فعاليات الأوليمبياد الحالي، منها ما يتعلق بالتنظيم ومنها ما يتعلق بالناحية الأمنية بخلاف المشاكل الخاصة باستعدادات ريو للتنظيم.
وفي مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» ، قال الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولي لليد: «المشاكل لا تقتصر على دورة أوليمبية دون غيرها، فالعديد من الدورات الأوليمبية والبطولات العالمية في مختلف الرياضات تشهد بعض المشاكل.. وفي دورة أوليمبية تشهد 28 رياضة مختلفة لكل منها متطلباتها ومشاكلها، من الطبيعي أن تظهر العديد من المشاكل في البداية».
وأضاف: «أود أن أوضح أنه عندما فازت ريو دي جانيرو بحق استضافة هذه الدورة الأوليمبية، كانت البرازيل قوة اقتصادية صاعدة ومنطلقة وكانت تمتلك سابع أفضل اقتصاد في العالم ولكنها واجهت في الآونة الأخيرة بعض المشاكل السياسية والاقتصادية التي من المؤكد أنها ألقت بظلالها على الاستعدادات للأوليمبياد.. ورغم هذا، أرى التنظيم معقول في ظل هذه الظروف».
وكشف رئيس الاتحاد الدولي لليد عن اثنتين من أبرز المشاكل التي ظهرت في بداية هذه الدورة الأوليمبية، حيث تتعلق المشكلة الأولى بكرة اليد بشكل خاص فيما كانت المشكلة الثانية عامة.
وقال مصطفى: «عانينا في البداية من مشكلة كبيرة تتمثل في أرضية الملعب بقاعة (فيوتشر آرينا) التي تستضيف جميع مباريات مسابقة كرة اليد على مستوى الرجال والسيدات. فوجئنا بعد بداية فعاليات المسابقة بوجود هبوط واضح في أجزاء عدة من أرضية الملعب، مما دفعنا إلى الاجتماع باللجنة الأوليمبية الدولية واللجنة المنظمة للأوليمبياد وطالبنا بتغيير أرضية الملعب».
وأوضح: «رغم صعوبة الأمر نظراً لإقامة المباريات بشكل يومي على هذا الملعب بالتبادل اليومي بين مباريات السيدات والرجال، أصر الاتحاد الدولي لليد على أن يلبي المنظمون هذا الطلب وحذرنا وأكدنا للمنظمين أن المسابقة ستلغى بشكل فوري في حال التباطؤ في استبدال الأرضية، خاصة أن أكثر ما يهمنا هو سلامة اللاعبين واللاعبات وهو ما لن نتنازل أو نتراجع عنه أبداً».
وأشار: «وبالفعل، لجأ المنظمون لتغيير أرضية الملعب بعد منافسات اليوم الثالث مباشرة لتستمر المسابقة بعد التغلب على هذه المشكلة».
وأضاف: «موضوع الانتقالات أيضا كان مشكلة في البداية ولكن تم التغلب عليها في الأيام الأولى حتى سارت الأمور على ما يرام».
واستطرد مصطفى قائلاً: «في مثل هذه الدورات والأحداث الرياضية الضخمة، لابد من تعاون الجميع وأن يؤدي كل فرد أو كل جهة الدور المنوط به من أجل نجاح الحدث. لابد من عدم تصيد الأخطاء».
وعن المقارنة بين هذه الدورة وما سبقها من النسخ الماضية للدورات الأوليمبية، قال مصطفى: «لا أميل للمقارنة بين الدورات الأوليمبية أو بين النسخ المختلفة من البطولات، فلكل دورة وبطولة ظروفها وطبيعتها».
وعن مسابقة كرة اليد في الدورة الأوليمبية الحالية، قال مصطفى: «حضرت إلى ريو قبل بدء الأوليمبياد بعشرة أيام عندما علمت من التقارير أن هناك مشكلة في بيع التذاكر وأن نسبة الإقبال عليها لا تتجاوز 25 بالمائة، واجتمعنا باللجنة المنظمة واتخذنا عدة إجراءات للتغلب على هذا الوضع وأتت ثمارها بالفعل لدرجة وصلت فيها مبيعات التذاكر حاليا إلى نحو 85 بالمائة».
وعن مستوى المسابقة من الناحية الرياضية بعيدا عن الأمور التنظيمية، قال مصطفى: «مستويات المنتخبات المشاركة كانت مرتفعة سواء على صعيد مسابقة الرجال أو النساء، خاصة تلك المنتخبات التي جاءت من خارج أوروبا حيث تضاءلت الفروق بين تلك المنتخبات ونظيرتها الأوروبية وهو ما يسعدنا مثلما يسعدنا أن التغييرات الخمسة التي أجريت على قوانين اللعبة أتت ثمارها».
واسترشد مصطفى على ارتفاع المستوى وتقارب المستويات بين مختلف الفرق بأن المنتخب الألماني الذي فاز بلقب البطولة الأوروبية قبل ثلاثة شهور خسر أمام نظيره البرازيلي في دور المجموعات، كما فاز المنتخب المصري على نظيره السويدي.
وعن المنتخب الذي كان مستواه مفاجأة بالنسبة له، قال مصطفى: «المنتخب البرازيلي بالتأكيد وأقصد منتخب الرجال لأن منتخب السيدات هو بطل العالم.. أما المفاجأة الحقيقية في مسابقة السيدات فهو منتخب أنجولا، خاصة أن الفريق يحقق هذه الطفرة تحت قيادة مدرب وطني حيث أعتبره المفاجأة الأكبر في هذه المسابقة».
وعما إذا كانت هذه المستويات والتقارب بين مستوى المنتخبات الأوروبية وغيرها من خارج القارة العجوز يمثل تغيرًا في خريطة اللعبة، أوضح رئيس الاتحاد الدولي: «بالتأكيد هناك بعض التغييرات في خريطة اللعبة على مستوى العالم وهو ما يسعدنا لأنه يؤكد التطور في المستوى من ناحية وتزايد شعبية اللعبة من ناحية أخرى.. عندما بدأت رئاستي للاتحاد الدولي، كانت النظرة لكرة اليد على أنها لعبة أوروبية ولكنها الآن أصبحت أكثر انتشارا ونجد منتخبات عديدة من خارج القارة الأوروبية يمكنها الفوز على المنتخبات الأوروبية».
وعن مستوى المنتخبات العربية في المسابقة، أكد مصطفى أن المنتخب المصري تسبب في خروجه المبكر من البطولة بنفسه.
وأوضح: «خسر الفريق نقاط في مباراتين كانت في متناوله وهما مباراة سلوفينيا التي قدم فيها أداء رائعا وكان يمكنه الفوز ببعض التركيز أو على الأقل التعادل لأن الفريق كان متأخرا بهدف وكانت الكرة بحوزته قبل خمس ثوان من نهاية اللقاء وكان لابد من التصويب السريع عن طريق الجناح الذي لم يكن مراقبا على الإطلاق وكذلك مباراة البرازيل التي كان متقدما فيها حتى قبل النهاية بلحظات وكان لابد من الفوز على سلوفينيا والبرازيل فيما كانت مباراة بولندا خارج يد الفريق حيث لم يقدم أداء جيدا أمام بولندا».
وأشار: «كان المفروض أن تكون مصر أول أو ثاني المجموعة لكن الأمر الجيد أن الفريق قدم هذه العروض القوية وتغلب على المنتخب السويدي العنيد رغم التغيير في نجوم الفريق وعدم الاعتماد على نجوم بعينهم، مما يؤكد أن الفريق لديه احتياطي استراتيجي ولكن يعيبه الأخطاء السهلة التي تؤثر على النتيجة».
وأضاف: «المجلس الحالي للاتحاد المصري بذل جهدا رائعا وقدم عملا جيدا وعاد للمنتخب المصري اتزانه ليعود الفريق إلى الأوليمبياد من خلال ريو 2016 بعد غياب عن أولمبياد لندن 2012 والتي كانت أول دورة أوليمبية يغيب عنها أحفاد الفراعنة بعد خمس مشاركات متتالية في الدورات الأوليمبية من 1992 إلى 2008».
وأشار: «المنتخب المصري أيضا عاد لمنصة التتويج باللقب الأفريقي في عهد الاتحاد المصري الحالي بقيادة خالد حمودة بعدما كان في المركز الثالث خلال فترة الاتحاد السابق».
وعن المنتخب التونسي، قال الدكتور حسن مصطفى: «المنتخب التونسي قدم مسيرة في هذه المسابقة موائمة للإمكانيات التي حضر بها إلى ريو حيث افتقد الفريق عددا من اللاعبين من بينهم اللاعبون الذين تم إيقافهم بسبب المشكلة التي أعقبت المباراة النهائية لبطولة أفريقيا في مصر والتي أصدر على إثرها الاتحاد الدولي قرارا بإيقاف حارسي مرمى المنتخب التونسي ولاعبي بالفريق بخلاف تغريم المدرب الفرنسي 20 ألف يورو ليرحل بعدها المدرب عن قيادة الفريق».
وأشار مصطفى إلى أن هذا لا يعني أن المنتخب التونسي ظهر بشكل سيئ ولكن الحقيقة أن المجموعة التي خاض فيها فعاليات الدور الأول للمسابقة بالأوليمبياد الحالي كانت الأقوى.
وأكد مصطفى أن المفاجأة بالنسبة له كانت مستوى المنتخب القطري، حيث كان يتوقع منه أداء أفضل في الدور الأول بل إنه كان يتوقع منه بلوغ المباراة النهائية للمسابقة.
وأوضح مصطفى أن توقعاته بنيت على عوامل مختلفة منها أن المنتخب القطري هو وصيف بطل العالم ويمتلك بين صفوفه مجموعة من أفضل اللاعبين في العالم بخلاف المدرب الذي يقود الفريق وهو من أفضل المدربين في العالم أيضا وسبق له التتويج باللقب العالمي كما فاز مع المنتخب القطري بالمركز الثاني في بطولة العالم العام الماضي في قطر.
وتابع: «المنتخب القطري أيضا يحظى بدعم من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، كما أن الفريق لا يعاني من مشاكل في الإعداد حيث يستطيع التدريب مع المدير الفني للمنتخب على مدار العام على عكس ما هو الحال في أوروبا حيث يواجه مدربو المنتخبات في أوروبا وفي مناطق أخرى من العالم مشاكل في إقناع الأندية بالتخلي عن لاعبيها من أجل التدريب في صفوف المنتخب».
ولدى سؤاله عن الفريق الذي يستطيع تهديد عرش اليد المصرية والتونسية في القارة الأفريقية، قال مصطفى: «المنتخب الجزائري بالطبع لأنه فريق جيد ولكنه يعاني من بعض المشاكل الداخلية تحد من انطلاقه».
وأشار إلى أن المنتخب الأنجولي للسيدات أثبت أنه فريق عملاق قادم في الطريق وأنه قادر على فرض هيمنته على اللعبة في القارة الأفريقية بشرط أن يتم إعداده بشكل جيد.
وعن الفريق الذي يعتبره قادمًا بقوة على الساحة العالمية، قال مصطفى: «المنتخبان المصري والبرازيلي لديهما مستقبل رائع في السنوات المقبلة».
ولدى سؤاله عما إذا كان يفكر في الترشح مجددا للانتخابات لدورة جديدة على رئاسة الاتحاد الدولي من خلال الانتخابات المزمع إجراؤها في 2017، قال الدكتور حسن مصطفى إنه عندما بدأ دورته الأولى في رئاسة الاتحاد واجه العديد من المشاكل مع الأوروبيين، خاصة أنهم كانوا يعتبرون كرة اليد كرة أوروبية كما أن رئيس الاتحاد السابق كان وزيرا لخارجية النمسا ولكنه تغلب على هذه المشاكل وحقق العديد من النجاحات على مدار السنوات التي ترأس فيها الاتحاد.
وعن إمكانية ترشحه مجددا، قال مصطفى: «لم أفكر بعد. هذا الأمر يحتاج إلى تفكير عميق، لاسيما أن المسؤولية ليست سهلة فهو أمر شاق للغاية لأن الاتحاد الدولي يضم في عضويته 204 اتحادات وطنية وإدارة الاتحاد وشؤون اللعبة ليست أمرا يسيرا.. خلال الفترة الماضية، زرت عشر دول في غضون 20 يوما فحسب وهو أمر شاق للغاية».
وعن الحلم الذي يسعى لتحقيقه خلال الفترة المقبلة من خلال رئاسته للاتحاد الدولي، قال مصطفى: «أحلم بأن تكون بطولات ومسابقات البنات تحت إشراف وإدارة البنات فقط بنسبة مائة بالمائة.. إنني أؤمن دائما بأن المرأة لا تقل عن الرجل، نسير بشكل جيد في هذا الطريق لكن ما تحقق من هذا الحلم حتى الآن لا يزال 25 بالمائة فقط».