أكد الدكتور فاروق الباز، مدير معهد بوسطن للاستشعار من بعد، أن الدراسات المستفيضة على الأراضى الزراعية فى مصر، والتى جرت بناء على الصور الفضائية، أثبتت أن الأراضى المنتجة فى مصر تختفى بمعدل 30 ألف فدان سنوياً، بسبب أعمال التجريف والتبوير، وأن استمرار التعديات على الأراضى بهذا المعدل سيؤدى إلى اختفاء الرقعة الزراعية للدلتا ووادى النيل، تحت كتل الأسمنت خلال 180 سنة.
وأضاف الباز فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، قبل ساعات من مشاركته فى مؤتمر المركز العالمى لدراسات الأراضى الجافة والزراعة «ICARDA» فى مصر، برعاية الدكتور عادل البلتاجى، رئيس المجلس الأعلى للبحوث والتنمية الزراعية، أنه مهما كانت مساحات الأراضى التى يجرى استصلاحها فى الصحراء، فإن إنتاجيتها لا تقارن بأراضى الدلتا ووادى النيل، حيث يوجد الطمى الذى ترسب على مدار ملايين السنين، ولم يعد يتجدد منذ بناء السد العالى.
وحول ما ذكره الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، عن مشاركته فى تطوير مناهج التعليم، قال الباز إن بدر أول وزير تعليم مصرى يسعى للاتصال به ويطلب مشورته للنهوض بالتعليم، وهذا دليل واضح على رغبة الرجل فى الإصلاح. وأضاف أن وزير التعليم وضع أمامه جميع المناهج الحالية، فى أول لقاء بينهما، وسأله عن كيفية تطويرها، فأكد له أن المشكلة ليست فى المناهج، بل فى وسائل تدريسها، وعرض المساهمة فى التعريف بطرق تدريس العلوم فى الخارج،
وقال الباز إن اللقاء تضمن اقتراحه بوضع خطة للنهوض بالتعليم، مدتها عشر سنوات على الأقل. وأضاف أنه من المتوقع أن يعقد اجتماعاً مع وزير التعليم يوم 16 من الشهر الحالى ليعرض عليه الدراسات التى أجريت مؤخرا للنهوض بالتعليم فى الولايات المتحدة، بهدف الاطلاع عليها وليس العمل بها، لأن تطوير التعليم فى مصر لابد أن يجرى على يد مصريين لهم دراية تامة بالثقافة واللغة وطبيعة الحياة فى مصر.