x

الورش الفنية تغزو «الثغر».. و«هولندا» تدعم منتدى للمسرح المستقل والفنون المعاصرة

الثلاثاء 14-12-2010 08:00 | كتب: محمد المالحي |
تصوير : اخبار

فيما يشبه عودة الروح للحياة الفنية والثقافية بـ«الثغر»، بدأت مؤخراً فى الانتشار ظاهرة الورش الفنية والمسرحية المستقلة، فى محاولة من جانب بعض فنانى ومثقفى المدينة التمسك بالخيوط الأخيرة لوجود «الثغر» على الخريطة الفنية، «المسرحية» فى مصر، وسط حنين مغلف بالأمل فى نجاح تجاربهم بعيداً عن قيود أجهزة ومسارح الدولة الرسمية.

أحد أهم هذه التجارب يقوم بها حالياً ثلاثة من شباب المخرجين بـ«الثغر»، وهم أحمد صالح، عادل عبدالوهاب، مهاب صابر، استطاعوا خلق حالة «فنية» أصبحت مثار اهتمام وشغف وتتبع العاملين بالحقل الفنى والمسرحى بالمدينة، بسبب لجوئهم لطريقة غير تقليدية لمخاطبة فنانى المدينة، ولفت أنظارهم لتجربتهم، ونجحوا فى إقناع السفارة الهولندية بالقاهرة بتمويلها ودعمها.

بوسترات و«فلايرات» متوسطة الحجم ذات تصميم فنى جذاب لافت، كانت وسيلة دعايتهم داخل المقاهى والأماكن الثقافية وتجمعات فنانى المسرح ومثقفى «الثغر» للفت الانتباه لتجربتهم، بالإضافة لدعوات على «فيس بوك» تحمل دعوتهم شباب المسرحيين للانضمام إلى منتدى الإسكندرية للمسرح المستقل والفنون المعاصرة.

الفكرة عبارة عن ورشة لتكوين وتنشئة الممثل، بشكل احترافى غير أكاديمى ، وعلى يد مجموعة من الممثلين والمخرجين، أحدهم سكندرى وهو شريف الدسوقى، الذى قام ببطولة فيلم «حاوى» مع المخرج إبراهيم البطوط، بالإضافة إلى الكاتبة والمخرجة المسرحية نور أمين، التى تقوم بتدريس التمثيل كأستاذ زائر بكلية ماونت هوليوك بالولايات المتحدة الأمريكية، والممثل أو المخرج المسرحى والسينمائى المغربى إدريس الروخ، الذى شارك فى عدد من الأفلام العالمية منها «بابل» مع النجم الأمريكى «براد بيت» وغيره.

 

«الحكومة» ترفض دعم «المستقلين» والتمويل الهولندى «صدفة»

 

عن فكرة المنتدى والهدف منه، ودعمه من السفارة «الهولندية» فى مصر، بدلاً من وزارة الثقافة المصرية، قال مدير المنتدى المخرج المسرحى أحمد صالح، مؤسس فرقة «المدينة» المستقلة: «نهدف إلى إقامة قاعدة حوار بين الفرق المسرحية المستقلة بالثغر، والفرق الأخرى فى دول البحر المتوسط وأوروبا، إيمانا منا بأن المسرح هو أفضل وأقدم وسيلة للتقارب بين الشعوب، وبهدف دعم الحركة المستقلة والمبادرات المسرحية الشابة بالمدينة وبناء وتطوير قدراتها الفنية».

وأضاف: «نهدف أيضًا إلى تقديم الدعم التدريبى والاستشارات حول كيفية إدارة وتنمية الفرق المستقلة وتوفير المعلومات وفرص العمل المتاحة لهم، فى الثغر والقاهرة، وتسجيل وتوثيق الحركة المسرحية المستقلة والدراسات والمقالات النقدية والأدبية المتعلقة بها عبر موقع إلكترونى على شبكة الإنترنت، وللأسف الفرق المسرحية المستقلة بالثغر حتى هذه اللحظة خارج أجندة وزارة الثقافة، وهناك محاولات من فرق بالقاهرة لوضعها على أجندة الوزارة ونأمل فى ذلك، وحلمنا نجاح المنتدى، وحصول الفنانين على أقصى استفادة منه».

وقال المخرج المسرحى الشاب عادل عبدالوهاب، مسؤول التخطيط: «المنتدى عبارة عن فكرة شبكة تعاون للفرق المسرحية المستقلة بالمحافظة، بهدف تدريب راغبى ومحبى التمثيل والفن المسرحى، وإنشاء موقع على شبكة الإنترنت، لخدمة المسرحيين بالمحافظة، وربطهم بالمهرجانات العالمية الخارجية وقاعدة بيانات لها، وكذلك توفير معلومات عن ورش التمثيل فى دول البحر الأبيض المتوسط وفنانيها أيضا».

وأضاف: «وجود كيان مسرحى بالمدينة التى تعانى الإهمال من مسؤولى وزارة الثقافة، الرافضين لدعم الفرق المسرحية المستقلة، وتحكمهم عقلية الموظفين، أمر نرفضه، لأنه ضد الإبداع بل قاتل له، وكنا نتمنى أن يكون الدعم من وزارة الثقافية المصرية، لأنها تعتبر أول ورشة إعداد ممثل مسرحى احترافى بالثغر، بعد ورشة الدكتور الفنان محمود أبودومة، والتمويل الهولندى كان بالمصادفة حيث حضرنا أنا وأصدقائى ورشة تدريب مسرحى بالسفارة الهولندية، وطلبوا مقترحات فنية تدعمها هولندا فى مصر، وقدمنا تصورا لاقى قبولاً لديهم، وهو عبارة عن ورش لتكوين وتنشئة الممثل المسرحى للمحترفين والمبتدئين» - حسب قوله.

وأكد الممثل والمخرج مهاب صابر، منسق برامج المنتدى، أن ورش التمثيل وإعداد الممثل التى تتم حاليا بالمنتدى تعد محاولة لعودة الثغر مرة أخرى على خريطة المسرح المصرية كسابق عهده، خاصة أن تيار المسرح المستقل فى تزايد بالمحافظة، حيث يبلغ عدد الفرق المستقلة نحو14 فرقة مسرحية سكندرية. وتابع: «الهدف الرئيسى أنه خلال 3 سنوات يكون بالثغر، تيار مسرحى مستقل لديه إمكانيات وحرفية الممثل، فالسنة الأولى مقرر لها إنتاج 7 ورش فى التدريب على كل مجالات العمل المسرحى، وتقوم كل ورشة بعرض إنتاجها على خشبة المركز الثقافى الفرنسى ومسرح الجامعة، وفى السنة الثانية مقرر إنتاج المشاريع الأعلى جودة، أما السنة الثالثة والأخيرة فمقرر لها عرض المشاريع الفنية بمصر والمشاركة بها فى مهرجانات الخارج».

 

وزارة «الثقافة» تتجاهلنا.. ولا نجد أماكن لـ«الدراسات الحرة»

 

من جانبها قالت هند الحريرى (مهندسة معمارية) إحدى المشاركات فى ورشة إعداد وتكوين الممثل: «منذ المرحلة الابتدائية وأنا أشارك فى العروض الفنية بقصر ثقافة الحرية مع المخرج عادل شاهين، وشاركت فى أكثر من ورشة إعداد ممثلاً بالمدينة، وكانت تواجهنى دائما مشكلة أن القائمين على هذه الورش يتعاملون مع الملتحقين بها، على أنهم يعلمون كل شىء عن التمثيل وأكاديميين، بالإضافة إلى أن مدة غالبية الورش السابقة، كانت لا تزيد على 3 أيام، وهو ما وجدت عكسه نهائيا هنا، حيث تم التعامل معنا على أننا جميعا هواة، وكانت غالبية التدريبات على كيفية استخدام الحركة المسرحية، والتركيز على مناطق الذهن والخيال والانفعالات وتفجير الطاقات داخل الممثل، وهى محطة كنت أنتظرها لإثبات موهبتى».

وقال أحمد الرافعى (21 سنة) طالب بكلية الهندسة، عضو بفريق المسرح العربى بـ«كلية سان مارك»: «استغربت جدا من الحزم والانضباط فى المواعيد، وشاركت فى أكثر من ورشة من قبل، لكن الحالية هى الأولى التى يتم بها تدريب تمارين الخيال، الذاكرة الانفعالية».

وأكد محمد أحمد سعدون (23 سنة) خريج الأكاديمية البحرية، أن مشكلة المسرح فى الثغر تتمثل فى عدم وجود ورش تمثيل، خاصة أن فرع أكاديمية الفنون بالمحافظة، ليس به قسم للدراسات الحرة، وغالبية ورش «إعداد الممثل» موجودة بالقاهرة، وهدفها الربح بالإضافة لارتفاع أسعار الالتحاق بها، حيث يصل مبلغ الالتحاق بها نحو 4 آلاف جنيه لمدة 6 شهور، قائلا: «الممثل معرض للصدأ أيضا لو لم يقم بالتمثيل ويعمل، ومشكلتنا هنا أننا كلنا قافلين على بعض وعارفين بعض، وليس لدينا جديد أو خبرات عكس القاهرة، حتى الجمهور عارفنا وعارفينه، لأننا نعرض فى قاعات لا يتجاوز عدد جمهورها 150 فرداً».

وعلق أحمد حمدى (24 سنة) بكالوريوس نظم معلومات، بقوله: «هذه ثانى ورشة أشترك بها، حيث سبق لى الاشتراك فى ورشة الدكتور أيمن الخشاب، مؤسس فرقة «أنتيم» المسرحية، وغالبية الممثلين لا تعرف معنى كلمة فرقة مستقلة، وهى وجود منتج ومشروع مسرحى تنوى تقديمه، وأعتقد أن الورشة تحدث نهضة مسرحية بالثغر، لأنه ليس هدفها الربح ومتاحة لجميع الفنانين، وتجربة فريدة من نوعها فى المدينة الساحلية التى تعانى أزمة وصناعة مسرح».

وهو ما أكده محمد جابر(22 سنة) طالب بكلية التجارة، وعضو فريق التمثيل ومنتخب الجامعة، قائلا: «اشتركت من قبل فى ورشة حرفية ممثلاً منذ عامين، وواجهتنى مشكلة التعامل مع الدارسين على أنهم محترفون، عكس ما نحن فيه حاليا، حيث تم التعامل معنا من منطلق أننا نمثل لأول مرة فى حياتنا، ولا أدرى كيف تكون مدينة بحجم الثغر، وأكاديمية الفنون ليس بها دراسات حرة فى التمثيل والإخراج المسرحى، وأتوقع أن تحدث هذه الورشة انتعاشة مسرحية فى نهايتها عندما يتم إنتاج وعرض أعمالنا والمشاركة بها فى مهرجانات المسرح الخارجية».

ويرى مسعد سالم (38 سنة) فنان مسرحى، أن على الفنان أن يكون مهتماً دائما بفنه وأدواته من صوت وحركة وثقافة وتدريبات، وأن أزمة الفرق المستقلة بالثغر، أنها لا تدرك دلالة التعبير، متسائلا كيف تكون فرقة مسرحية مستقلة وتعمل مع الثقافة الجماهيرية ووزارة الثقافة، مضيفا: «مستقلة تعنى أن لديها هدفاً أو فكرة عرض مسرحى تمنع عرضها على مسارح الدولة بسبب القيود المفروضة على النص، لكن تعبير فرقة مسرحية مستقلة أصبح موضة الآن»- حسب تعبيره

«ورش الممثل سر نجاح نجوم السينما والمسرح العالميين»

 

داخل أحد معاهد اللياقة البدنية بشارع فؤاد، كان يجرى أحد تدريبات وإعدادت ورش التمثيل بـ«المنتدى»، بعنوان «الممثل تنشئة وتكوين» ويهدف إلى مناقشة حرفة الممثل وقواعدها للممثلين، سواء كانوا مبتدئين أو الذين يمتلكون خبرة على خشبة المسرح، بهدف تحرير أداء الممثل.

تهدف التدريبات إلى تعريف الممثل بأدواته من كيفية استخدام الجسد، الصوت، الذاكرة الانفعالية، غرفة الخيال بالعقل الباطن، الارتجال، الألعاب السحرية، الموسيقى والغناء والحركة، والاسترخاء وبناء الشخصية الدرامية، كانت محور تدريبات الممثلين بالورشة، التى يقوم بالتدريب فيها الممثل والمخرج المسرحى والحكاء شريف الدسوقى، والذى سبق له الحصول على العديد من الجوائز الدولية فى مجال تدريب الممثلين، والمشاركة مع المخرجة العالمية النمساوية «إيديتا براون» فى ورشة تمثيل بمدينة «سالزبورج» لمدة 6 أشهر عام 2005، بالإضافة لمشاركته عام 2002 فى فيلم «العنف والسخرية» للمخرجة أسماء البكرى، عن قصة الروائى المصرى الفرنسى «ألبير قصير»، مؤخرا فى فيلم «حاوى» مع المخرج السينمائى إبراهيم البطوط.

وعن التجربة قال «الدسوقى»: «تدربت على يد العديد من المدربين الأجانب فى ورش التمثيل التى ينظمها الدكتور محمود أبودومة، ودائما يتم فيها التركيز على كيفية استخدام مهارات الجسم لدى الممثل، وتنمية غرفة الخيال الداخلى له، باعتباره المخزن الرئيسى للمشاهدات اليومية، وأهم راصد للذاكرة الانفعالية، وفى الخارج ورش الممثل أحد أهم عوامل نجاح الفنانين والنجوم، حيث يقوم الفنان يوميا برصد مشاهدات البشر فى الشوارع لمدة ساعتين على الأقل، وغالبية نجوم السينما والمسرح العالميين يلتحقون بهذه الورش، قبل أدائهم غالبية أدوارهم، لكنها للأسف لا تحظى بالاهتمام فى مصر والعالم العربى». وأضاف: «كل ورش التمثيل وإعداد الممثلين السابقة بالثغر، كانت تتم على استحياء، وفيها يتم التدريب على الارتجال فقط، أما الورشة الحالية فهى الأولى من نوعها بالمدينة، بأسلوب أكاديمى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية