x

محمد فائق: المجلس العسكرى سيفقد شرعيته إذا استمر

الخميس 28-07-2011 17:55 | كتب: وائل علي |
تصوير : أدهم خورشيد

حذر محمد فائق، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وزير الإعلام الأسبق، من خطورة الصدام بين المجلس العسكرى والثوار، معتبراً أن هناك 3 إشكاليات تمثل انتكاسة على ثورة 25 يناير ويجب تلاشيها خلال المرحلة الانتقالية وهى: «التشرذم بين جميع القوى، والبعد عن القضايا الخلافية، والالتزام بطريق الشرعية».وطالب فائق فى حواره لـ«المصرى اليوم» المجلس العسكرى بـ«سعة الصدر»، وتفهم مطالب المتظاهرين الذين يطالبون بتصحيح مسار الثورة، رافضاً فى الوقت نفسه محاولات التخريب من البعض، معتبرا أنه من غير المقبول الخروج لمنع حركة القطارات أو قطع الطرقات، مشدداً على أهمية حفاظ الثوار على تضامن الجماهير الواسع، لأن قوتهم الأساسية تنطلق من التأييد المطلق للعمل الرائع الذى تغنى به العالم ورشح مصر لجائزة نوبل للسلام.ورفض فائق انفراد تيار سياسى وحده بالقرار وكذلك استخدام الإخوان كفزاعة، وإنما يجب الاعتراف بهم كفصيل سياسى فى الساحة.وأكد أنه مع تفعيل قانون «الغدر» الذى صدر خلال ثورة يوليو، مشيراً إلى أنه يمكن أن يتم العمل به، ولكنه اشترط أن يوضع ضمن إطار قانونى وإدخال بعض التعديلات من حيث تشكيل تلك المحاكم، بحيث لا تضم عسكريين، نافياً استخدام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر هذا القانون ضد معارضيه، وقال: عبدالناصر لم يستخدم هذا القانون ضد معارضيه، ولكنه استخدمه لتطهير البلاد من الفساد.

وإلى نص الحوار:

كيف ترى المشهد السياسى فى ظل تصاعد الأحداث الأخيرة؟

- هناك أحداث أراها مؤسفة جداً، وأى صدام بين الثوار والمجلس العسكرى، أو التشرذم بينهما أمر خطير، ولابد أن يفهم الثوار أن قوتهم الأساسية فى تأييد الشعب لهم وأن الانقسام بينهم يضعف موقفهم.

هل تخشى من محاولات الانقضاض على الثورة؟

- أحيانا أقلق، ولكنى أرى أن المستقبل سيكون أفضل، وهذا نتيجة لدراسة ما حدث فى بعض الدول الأخرى، ومنها مثلاً بولندا وجورجيا وأوكرانيا وغيرها، وبدأت تلك الدول تنهض نهضة حقيقية وتحولت إلى النظام الديمقراطى، وميزتنا أن الثورة اختارت طريقاً صعباً.

وما هذا الطريق؟

- الديمقراطية، وعادة لكى تقضى على الفساد أو تنتقل من حالة إلى حالة لتغير هذا الوضع يتطلب الأمر استخدام القوة، ولكننا ومنذ بداية ثورة 25 يناير اختار الثوار والجيش الانتقال إلى الديمقراطية بطريقة سلمية وشرعية قانونية، وهو اختيار صعب، لأنك تستند إلى شرعية قوية من الجميع منذ البداية، وهذا جيد جداً، ويجب أن نكون واعين أن ذلك سيحتاج إلى بعض الوقت، وأيضا بحاجة إلى سعة صدر من المجلس العسكرى لأنه اختار هذا الطريق.

ولكن يبدو أن المجلس العسكرى ضاق صدره بمطالب الثوار والقوى السياسية؟

- لا أعتقد ذلك، وأتمنى أن تكون أحداث العباسية الأخيرة حادثاً فردياً، ونوعاً من سوء الفهم أو سوء التفسير، ومعلومات خاطئة هنا أو هناك، أو التعجل هنا أو هناك.

كيف ترى استمرار الاعتصامات والدعوة إلى مليونيات إلى الآن؟

- أخشى أن تتحول الثورة إلى مظاهرات احتجاجية، وعلى الثوار أن يكون جذبهم للجماهير حتى تستمر الثورة، وأن تكون هناك قواسم مشتركة يتفق عليها الجميع.

وماذا عن تهديد الإسلاميين بتنظيم مليونية رداً على بعض الحركات؟

- ليس لدى حساسية - بداية - من أى تيار، وأرفض فكرة استخدام الإخوان كفزاعة وإنما يجب أن نعترف بأن هذا فصيل سياسى فى الساحة، ولا يمكن استبعاده، ولكنى أناشد هذا التيار بألا ينفرد وحده بالقرار، وإظهار أنه يستطيع أن يقضى على كل الآخرين، وأنه لا يجوز ذلك لأى تيار أو فصيل، وأطالب التيار الإسلامى الذى يفكر باستعراض عضلاته أن ذلك ليس فى صالحهم ولا فى صالح الوطن والوحدة الوطنية.

ما أبرز المخاطر التى تواجه ثورة 25 يناير الآن من وجهة نظرك؟

- هناك 3 أشياء أساسية تهدد الثورة، أولها: التشرذم، وثانيها: القضايا الخلافية، وثالثها: الالتزام بطريق الشرعية، وأرى أنه يجب أن تكون هناك سعة صدر من جانب المجلس العسكرى والمهم أن نتفهم ذلك ونصحح المسار، وفى الوقت نفسه من غير المقبول الخروج لمنع حركة القطارات، وعلى الثوار الحفاظ على الجماهير لأنهم القوة الأساسية، وعملوا شيئاً رائعاً تغنى به العالم كله، وكما قال عدد من رؤساء الدول الأجنبية بأن مصر دائما تؤرخ التاريخ وإنها قدمت ثورة ملهمة للعالم أجمع أو كما طالب بعضهم بأن مصر تستحق جائزة نوبل، وأرى أن ذلك ممكن فعلاً.

كيف ترى الانتقادات الموجهة للمجلس العسكرى والتباطؤ فى تلبية المطالب؟

- هناك أشياء بعضها تم تداركه، وبعضها لم يتدارك حتى الآن، وعلى سبيل المثال نحن بحاجة ماسة إلى عودة الشرطة للشارع وحركة التغييرات الأخيرة داخل جهاز الشرطة كانت يجب أن تحدث منذ البداية، وعدم ثقة الناس فى الشرطة فذلك لأن الأوضاع التى كانوا عليها من قبل كانت فى ولائهم لمبارك، وأشياء أخرى أفسدت العلاقة ويجب تغييرها تغييراً جذرياً واعتقد بعضها بدأ يتغير.

تطالب بحركة تطهير داخل الجهاز الشرطى؟

- ثورة 52 عندما حدثت قامت بعزل جميع الرتب من رتبة عقيد، فضلاً عن ضرورة التعجيل بالمحاكمات، كما حدث مؤخراً لتخصيص دوائر لمحاكمة رموز النظام السابق، حتى نشعر بأن هناك جدية، وعلينا ألا نضيع هذه الفرصة العظيمة حتى يعود الاستقرار، وتعود مصر لمكانتها العربية والأفريقية والدولية، لأن ما حدث يجب أن يأخذ مصر على أعتاب نهضة إيجابية، و لا يكفى أن نعمل على إيقاد الشعلة الأولى فالثورة تغير الواقع، حتى نصل لوضع مصر على باب الديمقراطية والدولة الحديثة.

بطء المحاكمات يثير مخاوف وقلق الكثيرين بأن هناك توجهاً بعدم محاكمة مبارك؟

- الذى أوجد التناقض أن بعض الشباب يحاكم أمام محاكم عسكرية لأنه تجاوز فى مظاهرة، بينما الذين أفسدوا الحياة السياسية بهذا القدر الكبير من الفساد يحاكمون أمام قاضيهم الطبيعى. هناك تناقض شديد فى التعامل مع الذين أفسدوا الحياة السياسية وقتلوا المتظاهرين، إذ نجدهم يحاسبون لارتكابهم جرائم فساد مالى.

كيف ترى الدعوة إلى إحالة مبارك والعادلى للمحاكمة العسكرية؟

- نحن نرفض كمنظمات حقوق إنسان إحالة المدنيين أمام محاكم عسكرية، ويمكن أن تكون هناك سرعة فى إجراءات محاكمة رموز النظام السابق من خلال إجراءات، كما أعلن مؤخراً، وكان المفروض أن يعملوا ذلك مبكراً.

كيف ترى الاتجاه الرسمى لتفعيل محاكم الغدر؟

- أرى أنه يمكن أن يتم العمل بها، ولكن بشرط أن توضع ضمن إطار قانونى من خلال إدخال بعض التعديلات من حيث تشكيلها بحيث لا تضم عسكريين.

البعض يخشى من استخدام هذا القانون ضد الثوار مثلما فعل عبد الناصر؟

- عبدالناصر لم يستخدم هذا القانون ضد معارضيه، ولكنه استخدمه لتطهير البلاد من الفساد، فضلا عن أن دولا عديدة الآن قدمت أشياء مشابهة، منها على سبيل المثال لجنة الحقيقة والمصالحة فى جنوب أفريقيا، أو كما حدث فى شيلى، وعلينا أن نعمل على تفعيل الاتفاقيات الدولية المعنية بمكافحة الفساد لإحداث إصلاحات جذرية ضد الفساد مستقبلا.

البعض يرى أن ثورة 25 يناير غير مكتملة؟

- الثورة بدأت، ولكن الثورة تعنى هدم الفساد الموجود وإعادة بناء الدولة، وهى ليست مجرد إسقاط، أو مجرد تغيير، وهناك آخرون يطالبون بتغيير القيادات، والبعض لديهم مصالح فى الأوضاع القائمة، ونحن بحاجة إلى التغيير الحقيقى، وأنت مازلت فى مرحلة بداية الثوران، وهذا وضع مشابه لما حدث فى ثورة 23 يوليو، حيث لم يطلق عليها ثورة فى بدايتها، وقالوا عنها حركة ثم بدأ فى التغيير داخل المجتمع من خلال الإصلاح الزراعى والاقتصادى، ولم تطلق ثورة يوليو على نفسها مصطلح الثورة، وإنما من قال هذا طه حسين نفسه وأصبحت حقا ثورة ووقف الجميع الشيوعيون والليبراليون وغيرهم مع الثورة، وأيدها الجميع عندما كانت تسير فى الطريق الصحيح، ولكن يمكنك القول إن هناك بعض الثورات تشهد انتكاسة.

ما أوجه الشبه بين ثورة يوليو وثورة 25 يناير؟

- لا تنجح الثورات إلا إذا كانت تعبر عن رغبات الجماهير، والثورات لا تموت، ولكنها قد تشهد انتكاسة بين الحين والآخر، ومصر شهدت ثورات عديدة منذ عرابى و19 و52 و2011 وهناك تشابه بينها يكمن فى أنها قامت بإرادة كاملة للشعب المصرى، الثوار استلموا السلطة فى 52 واستخدموا الشرعية الثورية، ولكننا الآن فى وضع مختلف حيث التزم الجيش والثوار بالتغيير عن طريق الشرعية القانونية وهذا هو الفرق بينهما.

فى تقديرك ما أسباب انتكاسة ثورة يوليو؟

لا يمكن الحكم على فترة يوليو بالكامل، وإنما الثورة الأخيرة صححت كثيرا من الاوضاع المنتكسة، ومنها شعار «ارفع رأسك يا أخى» والعدالة الاجتماعية، وفى رأيى أن أسباب الانتكاسة كانت فى غياب الديمقراطية، وإعطاء الرئيس سلطات كبيرة جدا ترتب عليها أن الرؤساء الذين جاءوا بعد الرئيس عبدالناصر، عملوا تغييرات أدت إلى مخالفة مبادئ ثورة يوليو، وفلسفة الثورة، وهذا الذى أدى إلى انتشار الفساد، وانعزال مصر وتقوقعها منذ كامب ديفيد، والعمل وفق الفكرة التى ترى أن 99% من الأوراق فى يد أمريكا، فهى فلسفة مختلفة عن جوهر فلسفة ثورة يوليو التى كانت ترى أن قضية الاستقلال فى جميع المجالات، ومنها الاقتصادى والسياسى، هامة جدا وتؤثر فى المحيط العربى والدولى، ومنذ قدوم السادات انكفأت مصر على نفسها.

متى بدأت الانتكاسة الحقيقية لثورة يوليو 52؟

- منذ التغيير الحقيقى ضد مبادئ الثورة عقب سياسة الانفتاح الاقتصادى، أو كما سماها الكاتب أحمد بهاء الدين سياسة «السداح مداح» التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه واستفادت منها طبقات معينة.

ألا تخشى من حدوث انتكاسة على ثورة 25 يناير؟

- هناك مشاكل شهدتها جميع الثورات وخرجت منها سالمة، وعلينا أن نكون منتبهين لها ويقظين ونخاف من تلك المخاطر الحقيقية التى تواجهها، لأننا قد نواجه مخاطر أسوأ ولكن لا نصل إلى مرحلة أن نفقد الأمل ونقول الثورة ضاعت ونبتعد عن التوجه الأساسى لها.

هناك قوى مضادة للثورة الآن.. ما تأثيرها؟

بالتأكيد تمثل خطراً حقيقياً.. الثورات فى التاريخ تغير، والقوى المستفيدة من الوضع السابق تقاوم بجبهة مضادة داخليا وخارجيا لأنهم مستفيدون من وجود النظام السابق.

قوى الداخل معروفة، فماذا عن قوى الخارج تحديدا؟

- هذا صحيح.. لأنك فى منطقة بالغة الحساسية وكثير من دول العالم لها مصالح فى مصر، وأنت لديك أنظمة عربية لا تريد لك الاستقرار، وهذا ليس اتهاما لنظام بعينه، لأن من تلك الأنظمة من لديه رؤية للأمام، وهناك أيضا إسرائيل التى تعمل مباشرة من خلال إرسال الجواسيس أو من خلال محاولاتها لإفساد علاقاتك مع بعض الدول، وتختلق أعذاراً، وربما تكون تلك الدول الخارجية عربية أو غربية، إذاً إسرائيل موجودة والقوى الحليفة لإسرائيل أيضا موجودة.

وما السبيل للخروج من هذا المأزق؟

- يمكنك أن تفرض على العالم تغييرات، ولا يمكن أن نأخذ العالم كله كتلة واحدة، للأسف نحن سلمنا للأمريكان منذ 74 ونتعامل بمنطق أن أمريكا لديها 99% من الأوراق، وهذا خطأ فيجب أن نعمل على تغيير تلك السياسة وألا يكون هدفنا نيل رضا الأمريكان طوال الوقت، أو أن نتعامل معهم بفكرة العميل المطيع لأن ذلك خطأ كبير، ولن يعملوا «لنا حساب»، ويجب التعامل معهم بالحكمة التى تقول: «لا تكن لينا فتنحنى أو صلبا فتنكسر».

لماذا يخشى الخارج من إقامة نظام ديمقراطى فى مصر؟

- الثورة المصرية ملهمة، وتهدف للإصلاح، وهو دور من الأدوار التى يجب أن تلعبه مصر وتقدم نموذجا جيدا لأنه سيكون أكبر دافع للتغيير فى المنطقة العربية، ولذلك النجاح يهم الداخل والخارج، ويجب أن يكون هناك حدود قاطعة ونكون حريصين على معاداة من يعادينا، ويمكنك التعاون مع من يرغب معك من دول المنطقة فى التغيير، وبالتالى سيكون هناك دور أكبر وتظهر قوة جديدة لها تأثير فى توازن العلاقات الدولية الجديدة.

وماذا عن إسرائيل؟

- إسرائيل تخشى من إقامة نظام ديمقراطى لأنه فى الدول المستبدة لا وجود لحياة ديمقراطية، ومن السهل جدا فى الأنظمة الاستبدادية أن يكون الضغط على رئيس الدولة اسهل لأنه لا يوجد لديه برلمان حقيقى منتخب كما كان يحدث معنا، وحتى الآن لا توجد دولة عربية واحدة بها نظام برلمانى منتخب، فالرئيس والبرلمان فى منطقتنا العربية شىء واحد، على سبيل المثال انظر إلى ما حدث فى تركيا فى قضية الحرب على العراق عندما طالبت أمريكا تركيا بضرب العراق من خلال الأراضى التركية رفضت تركيا، لأنها عرضت الأمر على برلمانها الذى رفض وقتها، هل هناك دولة عربية قامت بهذا من قبل.. لم يحدث، قوة إسرائيل أنها تتعامل بالجملة مع الدول العربية.

وهل تتوقع أن تشهد تلك السياسة تغيرا فى ظل المستجدات الأخيرة؟

- الآن يجب أن تحاول إسرائيل إرضاء الشعوب العربية إذا كانت كما تدعى تريدالعيش، ولكن كيف لها ذلك وهى تتعامل باعتبارها كيانا استعمارياً، وتفرض أكبر حصار وتسجن نحو مليون ونصف مليون مواطن فى غزة، ربما تقبل الأنظمة هذا بل وتساعدها فى فرض الحصار على المعابر، ولكن الشعوب لن ترضى بهذا، أو حتى لو هناك برلمان منتخب، حتى ميدان التحرير نفسه لن يقبل بهذا مجددا.، وأعتقد أنه آن الأوان أن يشهد التوازن العربى والإقليمى والدولى تغيرا حقيقيا.

هل مازالت ترى أن دور الجيش مساند للثورة وليس مفجراً لها؟

- التفجير جاء عن طريق الشباب فأصبحت ثورة، ثم تأييد الشعب لها، والجيش شارك فى حفظ الثورة ولم يستخدم القوة فهو شريك فيها.

ذكرت أن المجلس العسكرى سيفقد الشرعية إذا استمر فى السلطة ؟.

- شرعيته المستمدة من إعلانه البناء الديمقراطى فإذا لم ينجح ورغب فى الاستمرار فى السلطة سيفقد شرعيته وهدفه الذى أعلنه منذ البداية والتأييد المطلق للناس التى وقفت معه، وأعتقد أنه فى مهمة، فإذا خرج عنها الوضع يختلف، لأنه أخذ السلطة من الناس وليس نتيجة أوضاع دستورية.

البعض يرى المجلس العسكرى يتعامل مع مطالب المتظاهرين بانتقائية شديدة؟

- صحيح، لذلك ركزت على أنه من المصلحة استنهاض مصر والأخذ بالمبادئ التى جاءت بها تلك الثورة، لا أن يأخذ الموضوع بالقطاعى، ولا انتظارا لموافقة ميدان التحرير من عدمها على تلك المطالب، ويتعامل وفقا لاستجابتهم لأننا فى مرحلة انتقالية وطبيعتها بها مطالب عاجلة يجب أن تنفذ سريعا ومطالب يمكن تأجيلها بعض الوقت، لأن الشعب والثوار والجيش شركاء فى تلك الثورة.

الثوار يرون أن هناك بطئا شديدا فى اتخاذ قرارات تثير شكوكهم من وقت لآخر؟

- المرحلة الانتقالية بها أشياء عاجلة واخرى بحاجة إلى وقت ويجب أن نكون حريصين فى ذلك، ولا أرغب فى الخوض بشأن فكرة الدستور أولا أم الانتخابات لأنها حسمت وتجاوزنا تلك المرحلة رغم أننى أرى أن إجراء الانتخابات أولا خطأ كبير، ولكن يجب أن يكون هناك توافق بين الجميع وأن يتقبل كل مصرى بصدر رحب نتيجة الانتخابات أو من يتسلم الحكم، لأنه لديه دستور يسمح له ويحافظ على الضمانات وإنما لا أتركه للهواء ولمن يحصل على الأغلبية داخل البرلمان فهذا هو الخطر الحقيقى.

من تعنى بالأغلبية؟

أى أغلبية تأتى، واتركها تعمل للدستور فهذا خطر، انظر إلى ما قام به الحزب الوطنى عندما كان أغلبية وأجرى تعديلات على 34 مادة فى الدستور لكى يعيد إنتاج نفسه، المشكلة أنه عند وصول الأغلبية للسلطة تشعر بأنك عنصر مؤثر وتقصى الآخرين، وهذا يتطلب التوافق على مبادئ دستورية أساسية تكون ملزمة.

تقصد مسودة مبادئ حاكمة يلتزم بها القائمون على إعداد الدستور المقبل؟

- ليس الخلاف فى مصطلح الكلمة، وهل هى حاكمة أم لا وإنما أعنى مبادئ أساسية يكون عليها توافق بين جميع القوى السياسية حتى يرتاح الناس عندما تأتى أى أغلبية ونستطيع أن نحاسبها ولا تنفرد بالسلطة، وتعمل على بقائها فى السلطة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية