نجحت «المصرى اليوم» فى الوصول إلى القاعة التى ستشهد أهم محاكمة فى تاريخ مصر الحديث، وهى التى سيمثل فيها الرئيس السابق حسنى مبارك ونجلاه علاء وجمال، بالإضافة إلى وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، و6 من قيادات الوزارة كمتهمين فى قضايا قتل المتظاهرين، ومعهم رجل الأعمال الهارب حسين سالم، الصديق الشخصى لمبارك.
القاعة هى قاعة الاستثمار الموجودة بأرض المعارض، والتى تقع قرب كوبرى الفنجرى وتبلغ مساحتها 1000 متر مربع وارتفاعها 12 متراً مربعاً، ومكونة من طابقين، وبدأت استعدادات القاعة لاستقبال المحاكمة بقرار من رئيس هيئة المعارض بإعطاء إجازة لجميع الموظفين والعاملين بأرض المعارض تبدأ من يوم الإثنين الموافق الأول من أغسطس حتى الخميس 4 أغسطس، استعداداً لتسليمها للأجهزة الأمنية من الشرطة والقوات المسلحة لتأمين مداخل ومخارج أرض المعارض قبل محاكمة 3 أغسطس.
وقاعة الاستثمار تم افتتاحها فى عهد مبارك، وفى شهر مارس 2003 حدث حريق بإحدى الصالات المجاورة لها وامتدت ألسنة النيران إليها، مما أدى إلى صدور قرار بتطويرها، وتم ضم القاعة المحترقة لها وافتتحت عام 2004، بالإضافة إلى صدور قرار حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، المتهم فى القضية المنظورة بنفس القاعة بتأمينها، عبر وضع كاميرات مراقبة فى الطابقين، وجعل نوافذها من الحديد، فيما تتكون أرضية القاعة من الداخل من الرخام وبها سلم كهربائى يوصل إلى الطابق الثانى.
وتقع القاعة من الناحية اليمنى بعد الدخول من البوابة رقم 7 بالقرب من منزل الرئيس السابق بكوبرى الفنجرى، ولا يوجد بها سوى باب رئيسى مفتوح من الناحية اليمنى، وخلف القاعة أرض فضاء بها رمال وخالية من المبانى، وفى حالة الدخول للقاعة من الباب الرئيسى سيتم السير داخل أرض المعارض للوصل إليها فى مدة لا تقل عن نصف ساعة، ويكون الطريق من اليمين ثم اليسار، كما توجد أبواب مغلقة من الناحية الخلفية للقاعة لا يدخل منها الموظفون ولا الجمهور.
«المصرى اليوم» تمكنت من دخول القاعة، المعروفة باسم «صالة الاستثمار»، ويتم استخدامها عند افتتاح المعارض الدولية التى تتم إقامتها فى أرض المعارض سنوياً.
الحوائط محفور عليها رسومات فرعونية بارزة، بالإضافة إلى أن جزءاً منها مصنوع من الرخام، وهذا الجزء هو بوابة الدخول إلى القاعة التى يصل ارتفاعها إلى ما يقرب من مترين ونصف فى 4 أمتار، والمبنى محاصر بالأجهزة الأمنية من الشرطة والقوات المسلحة المسؤولة عن تأمينه بعد صدور قرار بأن تكون القاعة التى ستشهد محاكمة الرئيس مبارك، بالإضافة إلى أن القاعة تقع فى الطابق الأرضى.
وبالوصول إليها تبين أنه ممنوع الاقتراب منها والتصوير حتى من جانب الموظفين والعاملين بأرض المعارض، حيث يقف أمام القاعة «بلدوزرات» خاصة بشركة المقاولون العرب، تقوم بتجهيز وتنظيف الأرض التى تقع أمام القاعة وحولها، بالإضافة إلى عدد من المهندسين الذين يقومون بعمل الرسومات الهندسية وتحديد شكل الصالة من الداخل بعد تحويلها إلى قاعة.
تبين أن المسؤولين فى أرض المعارض تعاقدوا مع شركة المقاولون العرب بعد وقوع الاختيار على القاعة، وتم تشكيل فريق هندسى من الإدارة الهندسية بأرض المعارض لمعاينة الصالة، وتحويلها إلى قاعة تشبه قاعات المحكمة، حيث تم تحديد جزء منها لعمل غرفة مداولة لهيئة المحكمة برئاسة المستشار أحمد رفعت، وتحاول الإدارة تصميم باب خارجى من الخلف لدخول وخروج هيئة المحكمة والمتهمين، حيث إن القاعة لا يوجد بها سوى باب واحد.
وتقوم اللجنة الهندسية بتقسيم القاعة، حيث يتم عمل مقاعد من الناحيتين اليمنى واليسرى للجمهور، وتقسيم مكان لوسائل الإعلام، وبالنسبة للقفص سيتم تجهيزه فى منتصف القاعة ومن المحتمل أنه سيكون من الناحية اليمنى فى القاعة.
وقال مصدر بأرض المعارض: «القاعة تمت معاينتها من خبراء وزارة العدل منذ عدة أيام، وتم اختيارها بسبب مساحتها الكبيرة، التى تتسع عدداً كبيراً من الجمهور، حيث يصل عدد الحضور بها إلى أكثر من ألف و200 شخص، بالإضافة إلى أنها تقع بعيداً عن مكاتب الموظفين بأرض المعارض.
وأضاف المصدر: «القاعة تعتبر أبعد القاعات عن أماكن الموظفين، حيث تقع حولها مساحة واسعة من أرض فضاء، مشيراً إلى أن هيئة المعارض تعاقدت مع «المقاولون العرب» حتى يتم تمهيد الأرض المجاورة حولها حتى يتمكن الجمهور من الوقوف فيها عند المحاكمة لأنه متوقع أن يكون الحضور فى هذه المحاكمة كبيراً جداً ولا يمكن أن تستوعبه القاعة - حسب المصدر.
وأكد المصدر أنه سوف يتم الانتهاء من تجهيزات القاعة «مساء غد السبت» حتى تتم معاينتها من خلال مسؤولى خبراء وزارة العدل، بالإضافة إلى أجهزة الشرطة.
وأوضح أن عدداً من قيادات الشرطة والجيش قاموا بمعاينة القاعة لوضع خطة تأمين منافذ ودخول الجمهور، بالإضافة إلى منفذ دخول هيئة المحكمة والمتهمين، مشيراً إلى أنه سيتم وضع شاشات عرض أمام القاعة، لعرض وقائع المحاكمة فى أولى جلسات محاكمة الرئيس مبارك.
وكشف المصدر عن أن اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، وعدداً من قيادات وزارة الداخلية والقوات المسلحة حضروا، الأربعاء، إلى القاعة لمعاينتها ومعرفة جميع منافذ الدخول والخروج منها.
وشهدت أرض المعارض ما يقرب من 5 محاكمات سابقة لمسؤولين، منها قتلة رفعت المحجوب، وقضية الريان وتنظيمات الجماعات الإسلامية وثورة مصر، والناجون من النار.
داخل الملف
وزير العدل لـ«المصرى اليوم»: شاشات عرض لنقل وقائع المحاكمة فى الميادين الرئيسية بالقاهرة
شركة المقاولون العرب تبدأ فى تجهيز «قفص الاتهام» بـ«قاعة الاستثمار»
«عبدالنور»: محاكمة مبارك فى القاهرة «مفيدة للسياحة»
لجنة قضائية تعاين قاعة محاكمة مبارك في أرض المعارض
