x

سارة سمير في حوار خاص لـ«المصرى اليوم»: حققت حلم عمري.. و«البرونزية» مجرد بداية

الخميس 11-08-2016 23:37 | كتب: محمد الشرقاوي |
سارة سمير سارة سمير تصوير : اخبار

للأبطال دائماً قصة نجاح، كل واحد منهم لديه ما يرويه ليفيد به الأجيال التالية التى ربما تود الاستفادة من قصة نجاحهم.. و«سارة سمير»، ابنة مدينة الإسماعيلية، واحدة من هؤلاء الأبطال الذين تستحق قصتهم أن يعرفها الجميع، بعدما كافحت من أجل الوصول إلى منصة التتويج الأوليمبى، لتكون أول رباعة مصرية تقف على منصة التتويج- إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن عبير عبد الرحمن حصلت على ميداليتها بعد أربع سنوات. «المصرى اليوم» حرصت على لقاء سارة صاحبة الـ 18 عاماً بعد التتويج مباشرة فى ريو، وسط أجواء من الاحتفالات غير الرسمية، فكان الحوار التالى:

■ بداية، كيف تصفين شعورك بعد الحصول على الميدالية؟

- أكيد سعيدة، فهو إنجاز بكل المقاييس كنت أحلم به من صغرى.

■ لمن تهدين الميدالية؟

- لمصر كلها وأسرتى التى صبرت كثيراً معى فى التدريبات.

■ هل كنت واثقة من الفوز بميدالية؟

- فى البداية كنت مرعوبة، بعدما دخلت إلى الصالة ووجدت الجماهير والعيون تترقبنى، لكنى ركزت فقط على الحديد، ولم أنظر للجماهير أو حتى أسمع لهم خصوصاً أن منافستى الكولومبية كان لها مشجعون كثر، ومع بداية الرفع بدأت ألعب على طبيعتى، والحمد لله أنهيت رفعة الخطف فى المركز الثالث، فزادتنى إصراراً على مواصلة المشوار، وقلت لنفسى هانت فاضل ساعة وتعبى مايروحش على الأرض.

■ ومتى بدأت تشعرين بالخطر؟

- بعد أن رفعت منافستى بطلة كولومبيا وزن 140 كيلو، وضعتنى تحت ضغط كبير، لأننى كنت أفرق عنها بـ 2 كيلوجرام، وهى زادت فوق الوزن الذى رفعته، لكن بعدما رفعت وزن الـ 143 كيلو، شعرت بالارتياح، وشعرت أن الميدالية قريبة منى، ووقتها شعرت أن شريط حياتى يمر أمامى، وتذكرت فى ثوان أمى، فالمركز الرابع جيد جداً فى الأوليمبياد، لكن الميدالية لها طعم مختلف، وعندما تشعر بأنك قريب من أمر ما،ثم يضيع من بين يديك فى اللحظات الأخيرة، يكون الشعور بالحزن أكبر.

■ من أول من هنأكِ من مصر؟

- والدتى، فوالدى متوفى منذ سنة، كما أن أهل «منطقتى فى الإسماعيلية» اتصلوا بى، حيث كانوا يتابعوننى فى الشارع، والحقيقة أننى لا أريد فى الدنيا أكثر من حب الناس وفرحتهم.

■ دخلت فى حوار مع الوزير خالد عبدالعزيز، فماذا قال لك؟

- أنا قابلت الوزير فى القرية الأوليمبية قبل المباراة بيوم، ووقتها قلت لسيادته، هل ستحضر لمشاهدتى، فرد علىّ سأحضر علشان أحتفل بفوزك، وبعد المباراة تذكرنا هذا الحديث، والحمد لله على كل شىء، وأشكر مدربى خالد القرنى، الذى ساعدنى كثيراً، وأشكر أيضاً اتحاد رفع الأثقال، وكل شخص ساعدنى، وأشكر أمى التى تحملت كثيراً وصبرت من أجلى، خصوصا بعد وفاة والدى.

«سارة» مع صاحبتى الميدالية الذهبية والفضية

■ أنت أول لاعبة مصرية فى رفع الأثقال تقف على منصة التتويج، فما شعورك؟

- أكيد أشعر بالفخر، لكنى لن أكتفى بالبرونزية، فى الدورة المقبلة إن شاء الله يكون الذهب من نصيبى.

■ ماذا قالت لك والدتك؟

- كانت فرحانة جداً وأخذت تزغرد لى فى التليفون، والحقيقة أننى تلقيت اتصالات كتيرة من أهلى، وكلهم فرحانين لى.

■ فى أى سنة دراسية؟

- فى الثانوية العامة، وقد تركت الامتحانات هذا العام من أجل الاستعداد للبطولة، حيث كنت فى معسكر خارجى.

■ هل أنت نادمة على هذا الأمر؟

- إطلاقاً، أنا مقتنعة بما أفعله، ولكنى كنت أريد من المسؤولين أن يتفهموا ظروف استعداداتى للأوليمبياد، وطلبت من الاتحاد التدخل لإقناع وزارة التربية والتعليم بعمل استثناء لى، لكنهم قالوا لى إنها قوانين لا يمكن تغييرها.

■ ألم تخافى من الندم فى يوم من الأيام؟

- إطلاقاً، فكل شيىء فى يد الله سبحانه وتعالى، والثانوية العامة تتعوض، لكن الميدالية لا يمكن أن تتعوض، وعموماً.. أنا أناشد المسؤولين فى مصر عمل استثناء لى حتى لا تضيع السنة، وأنا سمعت أن كل دول العالم يكون لأبطالهم الأوليمبيين استثناء، فأنا لا أريد واسطة، لكن لا بد من وجود حل خصوصاً أننى مشغولة دائما فى المعسكرات والبطولات، والمفروض أن يعدنى الاتحاد من أجل دورة طوكيو 2020.

■ لكن هذا الأمر فى يد وزير التربية والتعليم.

- إذن أناشد وزير التربية والتعليم أن يساعدنى، فأنا أمثل مصر، أريد فقط حل لمشكلة التعليم.

■ إذا تم تخييرك بين الرياضة والاستمرار فى التعليم.. ماذا تختارين؟

- الرياضة طبعاً، وأنا اخترت من زمان.

■ رياضة رفع الأثقال ربما تبدو غير مناسبة للبنات، فما تعليقك؟

- أى رياضة مناسبة للبنات، وللعلم أنا مخطوبة، وكانت هناك خلافات مع خطيبى رجب عبدالحى بطل الأثقال، لكن الميدالية صالحتنا على بعض هنا.

■ ماذا ستفعلين بالمكافأة النصف مليون جنيه من وزارة الشباب؟

- لسه مش عارفة، ده مبلغ كبير ولسه هافكر مع والدتى.

■ مصر كلها الآن تتحدث عنك، فما تعليقك؟

- أكيد سعيدة، لأننى أصبحت مشهورة مثل لاعبى كرة القدم، لكن فى نفس الوقت عايزة أقول لكل المسؤولين إن مصر عامرة بالمواهب فى كل مكان، لكن ظروفهم لا تسمح لهم بالظهور، ويحتاجون للدعم، وصدقنى مصر تقدر تنافس على أكثر من ميدالية، لكن من الضرورى الاهتمام بالمواهب فى الأقاليم.. وعموما، لا يزال هنالك زملاء لى لم يلعبوا فى المنافسات بالأوليمبياد، أتمنى لهم كل التوفيق، وأن تكون الأمور بالنسبة لهم جيدة.

■ ماخطتك المستقبلية؟

- سأفرح قليلاً، ثم أبدأ من جديد التدريبات والمعسكرات، فالبرونزية هى البداية إن شاء الله، ولن تكون الختام.

■ كلمة أخيرة.

- نفسى أقابل الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد العودة إلى القاهرة، فهو أكبر تكريم لى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية