قال الرئيس مبارك إن انتخابات مجلس الشعب تمت فى الغالب الأعم من الدوائر بما يتفق مع صحيح القانون والإجراءات، وبعيدا عن العنف والانحراف والتجاوز. منوها بأن الحزب الوطنى استعد للانتخابات الأخيرة بعمل تنظيمى جاد ومتجدد أفرز قيادات وكوادر قادرة على تحمل المسؤولية، وانتقل لمرحلة جديدة تضع الالتزام الحزبى فوق أى اعتبار آخر.
وأضاف مبارك - فى كلمته أمام اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب الوطنى الأحد - إن هذه الانتخابات بما كشفت عنه من إيجابيات وسلبيات هى خطوة مهمة على الطريق، فلقد مثلت تجربة جديدة بعد التعديلات الدستورية لعام 2007 فى أول تطبيق لما أرسته هذه التعديلات من أحكام، بما فى ذلك المقاعد الجديدة لكوتة المرأة بمجلس الشعب، والدور المهم والمستقل للجنة العليا للانتخابات».
ووجه الرئيس التهنئة لنواب الحزب الوطنى الناجحين، كما هنأ الدكتور أحمد فتحى سرور ووكيليه عبدالعزيز مصطفى محمود عن العمال، والدكتورة زينب رضوان عن الفئات، بثقة الحزب.
وأشار إلى أن «هذه الانتخابات شهدت سلوكيات سلبية ومرفوضة من بعض المرشحين ومؤيديهم، نسعى جاهدين لتغييرها إلى الأفضل، سلوكيات ندينها حاولت الافتئات على إرادة الناخبين باستخدام المال واللجوء للعنف والترهيب»، مؤكدا أن هذه السلوكيات والتجاوزات تعاملت معها اللجنة العليا للانتخابات بشكل مسؤول ومحايد ومتوازن، كما تعاملت معها أجهزة الدولة بما يضمن سلامة الانتخابات والناخبين.
وأكد مبارك ثقته فى أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطنى وقدرتها على تحمل المسؤولية، وشدد على ضرورة التنسيق بين الحزب والحكومة ومجلس الشورى والتواصل مع الدوائر ومع مشكلات المواطنين وتطلعاتهم. وأضاف: إننى أتطلع لأداء رفيع تحت قبة البرلمان لتحقيق رؤية الحزب وسياساته، والحوار والتفاهم مع باقى طوائف الشعب من أحزاب ومستقلين». لافتا إلى أن استكمال الإصلاح يحتم تطوير بنيتنا التشريعية فى فصل تشريعى عاشر نبنى على ما حققناه حتى الآن.
وعقب كلمة الرئيس مبارك، أكد صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى، فى كلمته، أن الحزب خاض انتخابات مجلس الشعب حزبا جديدا موحد الكلمة والصف مستوعبا المتغيرات، وتوقف بإمعان أمام حقائق مسيرة العمل السياسى منذ عام 2000. وأضاف: «هذا اليوم هو من الأيام التى سيسجلها تاريخ الوطن فى صفحة من صفحات الديمقراطية ويوثقها الحزب الوطنى فى تاريخ مسيرته»، مشيرا إلى أن هذا اليوم «سيسجل لقاء القائد والزعيم محمد حسنى مبارك بنواب الهيئة البرلمانية الذى نالوا ثقة وتأييد أبناء شعبهم ليتحملوا المسؤولية تحت قبة برلمان مصر الأول بعد التعديلات الدستورية التى تمت فى عام 2007، والأكبر بعد أن حصلت المرأة المصرية على 64 مقعدا فى أول تمثيل نيابى جاء استجابة للدستور وتتويجا لكفاحها ونضالها». وخاطب الشريف الرئيس بالقول: «لقد أطلقتم يومها يا سيادة الرئيس لمصر كلها البرنامج الانتخابى الذى خاض به مرشحو الحزب الوطنى الديمقراطى تلك الانتخابات، خاضها الحزب ملتزما أمامك بأن يحقق الأغلبية بشرف وإخلاص»، معربا عن تهنئته لأعضاء الهيئة البرلمانية الذين حصدوا أصوات الواثقين فى قدراتهم وقدرة الحزب الوطنى على تحقيق آمالهم فى غد أفضل.
وأعرب الشريف عن الفخر لقيادة الرئيس مبارك للحزب الوطنى، واعتزاز مصر كلها بزعامة الرئيس ورئاسته للوطن، موضحا أن «كلمات الرئيس مبارك فى نفس القاعة أمام الهيئة العليا للحزب الوطنى والمجلس الأعلى للسياسات فى أكتوبر الماضى هى ميثاق عمل التزمنا به وبكل القيم والمبادئ التى أكدتم عليها ونحن نستعد لخوض انتخابات مجلس الشعب 2010». وأضاف الأمين العام للحزب الحاكم: «لدينا لقاء مشترك لمجلسى الشعب والشورى فى التاسع عشر من هذا الشهر»، إضافة إلى لقاءات أخرى مع الرئيس فى المؤتمر العام السنوى للحزب الوطنى الذى يبدأ أعماله فى الخامس والعشرين وينتهى فى السابع والعشرين من الشهر نفسه.
واستطرد الأمين العام للحزب الوطنى أنه كالعادة مع كل تشكيل لبرلمان جديد يحدد الرئيس مبارك على مدار الشهور المقبلة لقاءات مع مجموعات من الهيئة البرلمانية.