تضاربت الأنباء بشأن تقدم القوات الحكومية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب حلب. يأتي هذا في وقت طالبت فيه الأمم المتحدة طرفي النزاع بالالتزام بهدنة إنسانية في حلب مبدية خشيتها على وضع المدنيين في المدينة.
نفى مسؤولان بالمعارضة السورية المسلحة أي تقدم للقوات الحكومية في مناطق سيطرتهم في حلب اليوم الثلاثاء بعدما ذكرت وسائل إعلام موالية للحكومة أن القوات الحكومية قطعت طريقا رئيسيا تستخدمه الفصائل. وقال قيادي بارز في تحالف فتح حلب، الذي يتألف من فصائل للمعارضة المسلحة داخل المدينة، يدعى أبوالحسنين «ما في تقدم.. ما في شيء». كما أكد أحمد حماحر المتحدث باسم جماعة نور الدين زنكي المعارضة المسلحة أن «القوات الحكومية اقتحمت لفترة وجيزة منطقة تسمى تلال الصنوبرات- مثلما أفادت قناة موالية للحكومة- لكنها دحرت واستعاد مقاتلو المعارضة السيطرة على المنطقة».
وكانت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني حليف الحكومة السورية قد أفادت في وقت سابق اليوم الثلاثاء أن القوات الحكومية مدعومة بقصف جوي كثيف سيطرت على بعض الأراضي وقطعت الطريق الذي تستخدمه المعارضة جنوب حلب.
يأتي هذا فيما أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن طريق الإمدادات الذي شقه مقاتلو المعارضة لم تتمكن قوات النظام من الاستيلاء عليه، ولكن القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها أحرزت تقدما نحوه بدعم من الغارات الجوية المكثفة، بحيث أصبح في مقدورها الآن إطلاق النار عليه.
وكانت القوات الحكومية وحلفاؤها قطعوا الشهر الماضي طريق إمداد رئيسيا للمعارضة يؤدي من شمال حلب إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق المدينة واضعة تلك المناطق تحت حصار فعلي. واقتحم المسلحون يوم السبت شرق حلب المحاصر في هجوم على مجمع عسكري حكومي كبير على الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة فاتحين بذلك ممرا لإعادة ربط شرق المدينة بالمناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة المعارضة في غرب سوريا.
وقطع التقدم أيضا طريق الإمداد الرئيسي الذي تسيطر عليه الحكومة في غرب حلب مما أثار احتمال أن تقع تلك المناطق بدورها تحت حصار المعارضة. الأمم المتحدة تدعو إلى الهدنة في هذه الأثناء، دعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في حلب مبدية خشيتها على مصير المدنيين المعرضين للحصار. وأثارت التطورات الأخيرة في حلب الخشية على حوالي 1،5 مليون شخص في المدينة.
ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة وخبراء عدد سكان الأحياء الشرقية بـ 250 ألف شخص مقابل مليون و200 ألف نسمة في الأحياء الغربية. وبعد إبداء خشيتها على مصير سكان حلب، أكدت الأمم المتحدة في بيان أنها «مستعدة لمساعدة المدنيين في حلب، المدينة التي توحدها المعاناة».
وطالب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو والمنسق الإقليمي كيفن كينيدي «بوقف تام لإطلاق النار أو بهدنة إنسانية أسبوعية من 48 ساعة للوصول إلى الملايين من الناس الذين هم بأمس الحاجة في كل أرجاء حلب وإعادة تموين مخزونهم من الطعام والأدوية الذي تدنى إلى مستوى الخطر». وألحقت أعمال العنف، بحسب الأمم المتحدة، أضرارا بالمستشفيات والعيادات وشبكتي المياه والكهرباء في المدينة. وأوضح صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن سكان مدينة حلب بالكامل محرومون من المياه الجارية منذ أربعة أيام، واصفا الوضع بـ «الكارثي».