«وحدتنا الوطنية فوق أى اعتبار ولا تهاون مع مثيرى الفتن» و«إجماع رسمى وشعبى على إدانة أحداث الشغب».. هكذا كانت العناوين الرئيسية للصحف الأردنية، الأحد، بعد إصابة 250 شخصا فى مبارة بين الوحدات والفيصلى.
وأوردت صحيفة الدستور «تستدعى الأحداث المؤسفة، التى أعقبت مباراة الفيصلى والوحدات، مساء الجمعة، الضرب بيد من حديد، على تلك الفئة، التى تطاولت بالقول والفعل، على الوحدة الوطنية المقدسة».
ولاشك أن الصبغة السياسية للعناوين تنعكس على الطابع السياسى و«الفئوى» للمصادمات، حيث إن فريق الوحدات يحظى بتأييد اللاجئين الفلسطينيين فى البلاد، بينما يحظى الفيصلى بتأيين الأردنيين من البدو، الذين يشكل كل منهم قرابة نصف عدد سكان البلاد. وأكد مجلس الوزراء، أن «الحكومة ستستمر فى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن والاستقرار وروح الأخوة والتماسك التى تسود المجتمع، وحماية سلامة جميع المواطنين من مدنيين ومنتسبى الأجهزة الأمنية، التى تسهر على حماية أمن الوطن والمواطن»، فيما تعد تعبيرات قوية توضح أن المسألة تتعدى كثيرا كونها مصادمات بين مشجعى فريقين حول كرة القدم. ويشكل الفلسطينيون نسبة كبيرة –غير محددة فى الإحصائيات الرسمية - ممن يحملون الجنسية الأردنية، حيث أدت موجات التهجير الجماعى من الضفة الغربية إلى الأردن إلى زيادة لافتة فى أعداد الفلسطينيين هناك.
ولا تعد هذه هى المرة الأولى التى تثير فيها التوترات فى الأردن بسبب الانقسام بين الأردنيين والفلسطينيين بسبب كرة القدم أو غيرها، ففى عام 1996 حدثت مصادمات مباشرة بين الجمهورين، كما تثور توترات كثيرة فى الشارع الأردنى بسبب الاختلافات الأردنية ـ الفلسطينية، وهو ما يرجعه الكثيرون إلى المواجهات التى دارت بين الطرفين عام 1970، فيما عرف وقتها بـ«أيلول الأسود».
