أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن شكره بشكل شخصي لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إزاء الدعم غير المشروط الذي عبر عنه في الدقائق الأولى من محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا، وذلك في بداية القمة الثنائية المنعقدة حاليا في سان بطرسبرج.
وقال أردوغان في بداية الاجتماع -في بث مباشر على الهواء بالتلفزيون الروسي- لبوتين «مكالمتك (الهاتفية) في الحال بعد محاولة الانقلاب أسعدتني وزملائي وشعبنا بشكل كبير».
ورد بوتين على ضيفه الذي يقوم بأول زيارة للخارج منذ التمرد الفاشل أن روسيا «تعارض دائما بشكل قاطع أي محاولة للتصرف بشكل غير دستوري»، وتابع: «أود أن أعرب عن أملي في أن يحل الشعب التركي في ظل حكومتكم هذه المشكلة ويستعيد النسق الدستوري».
وأعرب الرئيس الروسي عن ثقته في أن يساهم اجتماع اليوم في التغلب على التوتر بين موسكو وأنقرة، وقال رئيس الكرملين إن «زيارتكم اليوم، على الرغم من الوضع السياسي الداخلي المعقد في تركيا تدل على أننا جميعا نريد استئناف حوارنا، واستعادة العلاقات لما فيه صالح شعبي تركيا وروسيا».
وأشار بوتين إلى أن القمة ستتناول إعادة العلاقات التجارية بين البلدين والقضايا المتعلقة بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وذكر الرئيس التركي: «أعتقد أننا بالخطوات التي سنتخذها اليوم، سنبدأ عملية أوسع نطاقا (للتعاون)»، وتم الاتفاق على عقد هذه القمة بعد أن قدم أردوغان اعتذارا في نهاية يونيو/ حزيران الماضي عن إسقاط طائرة روسية مقاتلة في حادث وقع على الحدود السورية- التركية، وهو ما أسفر عن مقتل أحد الطيارين اللذين قفزا بالمظلات.
وأتاح الاعتذار التركي بدء عملية تطبيع العلاقات بين البلدين، التي كانت قد تجمدت تقريبا منذ نوفمبر2015، ومن غير المتوقع أن يقوم بوتين وأردوغان بتوقيع اتفاقيات خلال القمة رغم أنه سينبغي التوافق على خارطة طريق لرفع تدريجي للعقوبات، لا سيما الحظر المفروض على المنتجات الزراعية التركية، الذي أضر كثيرا اقتصاد هذا البلد.
وترغب تركيا في الاستئناف المبكر لرحلات الطيران بين البلدين، لأن السياحة الروسية تعد واحدة من أهم مصادر الدخل في هذا القطاع، وزار 3.6 ملايين سائح روسي تركيا خلال العام الماضي.
وتراجع التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 43% في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي.
أخبار متعلقة
