تحت عنوان «الثقة المتبادلة»، نشر السفير الإسرائيلي الجديد في مصر، دافيد جوفرين، قصة يستعيد فيها ذكرياته في حي المعادي بالقاهرة، حيث كان يعالج أسنانه عند طبيب مصري يُدعى عمر عبدالعظيم.
ووجدت القصة اهتمامًا من المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية للإعلام العربي، أوفير جندلمان، فأعاد نشرها في صفحته على «فيس بوك»، الإثنين، لافتًا إلى أنها أول منشور لسفير تل أبيب الجديد في مصر.
وكتب جوفرين بصفحة «إسرائيل في مصر»، التابعة لسفارة تل أبيب بالقاهرة، على «فيس بوك»: «من كذا يوم من رجوعي لمصر، زرت العمارة اللي سكنت فيها في التسعينات في حي المعادي، ومن إحدى الذكريات المحفورة في دماغي لحد النهارده هي العلاج عند دكتور الأسنان الفاضل عمر عبدالعظيم بسبب الوجع اللي كنت أشكو منه».
وأضاف جوفرين: «عيادة الدكتور عمر عبد العظيم كانت موجودة في الدور الأرضي من العمارة اللي سكنت فيها، وعدد كبير من المصريين والأجانب كانوا بيزوروا العيادة بسبب سمعتها المعروفة، وعشان كده قررت أروح عند الدكتور عمر عبدالعظيم عشان يكشف عليا».
وقال: «الدكتور رحب بي وفحص بصبر وبأسلوب مهني وضع الأسنان، وفي الآخر قال لي إنه لازم نعمل عملية بسيطة وسريعة وإنه مفيش أي سبب للانزعاج، فأخذ الدكتور الإبرة وقال: (بسم الله الرحمن الرحيم) ودخل الإبرة في بُقي».
ويستطرد السفير الإسرائيلي، فيقول: «تفاجأت الأول لكن بعد لحظة قلت لنفسي ده كلام الله، وكلنا نستعين بالله، وبعد دقائق قليلة من العلاج، الوضع اتحسن بكثير والألم خف بكثير».
ويضيف جوفرين، البالغ من العمر 53 عامًا وكان يشغل في التسعينيات من القرن الماضي منصب السكرتير الأول في السفارة الإسرائيلية لدى مصر: «بعد 10 سنين من الحادث زرت عيادة أسنان في بلدي القدس للكشف عادي، وأول ما ابتدى الكشف قال لي: (يا حبيبي أسنانك زي الفل)».
واختتم: «القصة القصيرة دي ممكن نتعلم منها أن العلاقات بين الشعوب زي العلاقات بين الناس، والثقة المتبادلة ضرورية ولا بديل لها في الدنيا كلها، وحتساعدنا كتير بإذن لله لو اعتمدنا عليها».
وتنوعت ردود فعل متابعي صفحتي «إسرائيل في مصر» وجندلمان على «فيس بوك»، فكتب: حازم الكاشف عن سفير تل أبيب: «يقولك الكلام اللي تحب تسمعه، والنفاق في قلبهم طول حياتهم»، بينما جاء في حساب شيروان صادق إسماعيل: «احذروا من الفراعنة»، بينما كتب محمد عياد: «يا ريت الفعل يبقى زي الكلام»، فيما قال أحمد عبدالعزيز: «كلامك يدل إنك دبلوماسي فاهم كويس أوي طبيعة المهمة الصعبة اللي مطلوبة منك، ومن أعقد المهام اللي ممكن تطلب لأي سفير متوجه لدولة غالبية سكانها يكرهون وجوده على أراضيها، ورغم إني مختلف تماما مع سياسات بلادك، لكنني أبدي احترامي الطريقة التي تبدأ بها عملك الصعب والمعقد في مصر»، بينما علق كريم حورس: «يا سعادة السفير تحسين وتقوية العلاقات مع مصر تأتي عن طريق الاتفاق السلمي لحل القضية الفلسطينية مع صدق النوايا، يا ريت يكون لكم إسهام جاد حثيث نحو هذا الهدف.. وسلامة أسنانك».
وسبق للسفير الإسرائيلي أن قدم نفسه للمصريين باللغة العربية، منتصف يوليو الماضي، في 3 دقائق ونصف، من خلال فيديو نشرته صفحة «إسرائيل في مصر» على «فيس بوك»، بمناسبة توليه منصبه الجديد.
وقال السفير الإسرائيلي إن «أصحابي العرب بيسموني داوود»، لافتًا إلى أنه لديه 3 أبناء «ولدين وبنت».
ونشر السفير الإسرائيلي صورتين له في مصر، واحدة أمام أهرامات الجيزة، والثانية أمام قبر الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، الذي أشاد بزيارته إلى الكنيست لتحقيق عملية السلام، كما وصفه بـ«الشجاع».
وكشف وقتها أن بداية عمله الدبلوماسي كانت في مصر عام 1989، موضحًا أن والده كان سفيرًا في رومانيا والنمسا، مضيفًا: «لما بشروني بتعييني سفيرًا في مصر كنت سعيدا جدا»، وعبر عن فخره بالعودة للعمل في مصر سفيرًا لإسرائيل، قائلا: «اللي يشرب من النيل يرجع له تاني».
كما أوضح أن دراساته الأكاديمية تخصصت في الشرق الأوسط والعلوم الإسلامية، مشيرا إلى أنه حصل على درجة الدكتوراه في دراسته عن الليبراليين العرب الجدد وكان معظمهم من المصريين، موضحًا أنه نشر دراسته باللغتين العبرية والإنجليزية.
وقال السفير إن الثقة والاحترام المتبادل أساس العلاقات الثنائية، مضيفا أن المصالح المشتركة بين مصر وإسرائيل تتلخص في الأمن والاستقرار والرخاء، لافتا إلى أن بلاده لديها خبرات في تحلية المياه والزراعة، وأنها على استعداد على تقديم الدعم بشأن تلك الأمور عملًا بالمثل القائل: «جارك القريب أحسن من أخوك البعيد».
وأشاد في الفيديو – الذي تظهر به مجموعة صور تجمع الرئيس السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن- بحسن الضيافة وروح الفكاهة بمصر، مبديًا إعجابه بالفنان عادل إمام، الذي اعتبره أفضل ممثل كوميدي في العالم.
اضغط على الصورة لمشاهدة الفيديو