جدّد رفض البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقصية، رسامة المرأة «قساً» الجدل بين الكنيستين الأرثوذكسية والإنجيلية حول دخول المرأة «الكهنوت» بدرجاته الثلاث «الشموسية والقسوسية والأسقفية».
كان البابا شنوده قد رفض طلب بعض السيدات- خلال لقائه مؤخراً أقباط الإسكندرية- برسامتهن قساً مبرراً رفضه بوجود موانع طبيعية تحول دون دخول المرأة هذا الحقل مثل الحمل والرضاعة وتربية الأولاد، فى حين أقرت رابطة الكنائس الإنجيلية فى الشرق الأوسط بأحقية المرأة فى أن تكون «قساً» وأسقفاً كما أقرت ذلك الكنيسة الإنجيلية الأم فى حق المرأة بأن تكون قساً وأسقفاً أيضاً.
وقال الدكتور كميل صديق، سكرتير المجلس القبطى الملى فى الكاتدرائية الارثوذكسية، إن حقل الكهنوت بدرجاته الثلاث «الشموسية والقسوسية والأسقفية» يُعد «سراً مقدساً» وليس مجرد وظيفة رعوية يمكن أن يتقلدها أى شخص كما تراه الكنيسة الإنجيلية، مشيراً إلى أن الحديث عن الموضوع بدأ عندما تم تعيين أول امرأة «قسيسة» عام 1994 بإنجلترا، الأمر الذى تطور تدريجيا حتى أصبح لديهم «قسيسة» من النساء، وتوالت المطالب فى بعض دول الأغلبية الإنجيلية حتى وصلت إلى طلب تعيين المرأة أسقفا أى «كبير قساوسة».
وأضاف صديق لـ«المصري اليوم» أن قرار البابا شنودة الثالث رفض رسامة المرأة جاء من منطلق أن «الرجل هو رأس المرأة»، حسب تعاليم الكتاب المقدس، والكاهن يمثل المسيح نفسه، كما أن العذراء مريم على الرغم من تقديسنا وتعظيمنا لها، فإنها لم تتول أياً من أعمال الكهنوت، فلو كان يحق الكهنوت للمرأة لكانت هى أولى به من غيرها.
وأشار إلى أن شرطاً أساسياً لابد أن يتوافر فى الكهنوت هو الطهارة، والمرأة وهى حائض لا يليق بها أن تحضر القداس وتمارس شعائره، فكيف تقيمه من الأساس، كما أن المسيح لم يتخذ تلاميذ له من النساء، مشيراً إلى أن هناك موانع طبيعية مثل الحمل والرضاعة ورعاية الأطفال تعوق تولى المرأة درجة «القس».
من جانبه قال القس راضى عطا الله إسكندر، راعى الكنيسة الإنجيلية فى العطارين، إن الكنيسة الإنجيلية فى مصر قامت برسم المرأة شيخاً وهى وظيفة مساعد القس، فضلاً عن أنه فى عام 1971 قام القس لبيب مشرقى بتعيين أول شيخة امرأة بالكنيسة الإنجيلية، وفى عام 2002 قامت الكنيسة الإنجيلية فى أسيوط بنفس الخطوة.
أضاف إسكندر لـ«المصري اليوم» أنه فى عام 2009 تقدمت أول قبطية إنجيلية وتدعى «آن زكى» بطلب إلى رئاسة الطائفة الإنجيلية فى مصر لتصبح «قسيسة» مشيرا إلى أن رابطة الكنائس الإنجيلية بالشرق الأوسط طالبت الدول الأعضاء من بينها مصر باتخاذ التدابير اللازمة لتعيين المرأة قساً فى الكنيسة الإنجيلية.
وأوضح إسكندر أن تطبيق الرسامة لن يتم إلا بعد موافقة المجلس الإنجيلى المصرى على القرار، متوقعاً أن يتأخر التنفيذ لسنوات طويلة، نظراً لأننا نعيش فى مجتمع تسوده أغلبية مسلمة لا تعطى للمرأة هذا الحق، وكذلك أغلبية مسيحية أرثوذكسية ترفض الفكرة نفسها.