طالبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بسرعة إجراء تطوير وتخطيط شامل لمنطقة أبومينا الأثرية الواقعة غرب المحافظة لإدراجها على قائمة مناطق الحجيج الأثرية، باعتبارها ثانى منطقة حجيج مسيحية حول العالم.
قال المهندس محمد رضا يوسف عرفة، رئيس الإدارة الهندسية لآثار ومتاحف الوجه البحرى وسيناء، إن طلب منظمة اليونسكو جاء بعد قرار المنظمة برفع المنطقة من مجلد الآثار المعرضة للخطر إلى المناطق المدرجة فى سجل التراث العالمى لليونسكو.
وأضاف يوسف لـ«إسكندرية اليوم»-: «اللجنة بدأت زيارتها للمنطقة، أمس الأول، وعاينت المشروعات التى تم الانتهاء منها فى المنطقة مثل مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية، حيث تم خفض المعدل عن الوضع السابق قبل التنفيذ بنحو 4 أمتار، فضلا عن المشروعات التى يجرى حاليا تنفيذها بالمنطقة، والتى يطلب المجلس الأعلى للآثار سرعة الانتهاء منها مثل مشروع درء الخطورة والتدعيم بمنطقة الكنائس والدير».
وأشار يوسف إلى أن اللجنة عاينت مشروع إنشاء السور الحديدى الذى يجرى تنفيذه حاليا حول المنطقة الأثرية لحمايتها من التعديات، وكذا معاينة المناطق الواقعة خارج المنطقة الأثرية، والتى يمكن استغلالها فى عمل التجهيزات المطلوبة لإعداد المنطقة لاستقبال الزائرين من جميع أنحاء العالم للحجيج.
ولفت إلى أنه يجرى إعداد المنطقة لاستقبال نحو 5 ملايين زائر سنويا، حيث إنها تمثل ثانى منطقة حجيج لجميع الطوائف المسيحية حول العالم.
وقال الأثرى أحمد عبدالفتاح، مستشار المجلس الأعلى للآثار المشرف العام على آثار ومتاحف المحافظة، إن منطقة آثار أبومينا الأثرية شيدت فى القرن الرابع الميلادى، وحتى القرن الحادى عشر وعانت على مدار أعوام عديدة من تعرضها لأعمال السرقة والنهب عن طريق اللصوص، حيث كانت تسمى بالمدينة الرخامية لكثرة العناصر الرخامية الموجودة بها من أعمدة وتيجان وقواعد رخامية كانت تحيط بالكنيسة «البازيلكا»، والتى يوجد بها القبر الأصلى للقديس مارمينا العجايبى.
وأضاف «عبدالفتاح» لـ«إسكندرية اليوم» أن المنطقة كانت غارقة فى المياة الجوفية، والتى كانت تغمر طوابق بأكملها، فضلا عن تسببها فى تدهور الحالة الفنية والهندسية لمنطقة الكنائس والدير، مشيراً إلى أن جهود المجلس الأعلى للآثار بتنفيذ عدد من مشروعات الترميم ودرء الخطورة للعديد من العناصر والمقابر الأثرية الموجودة فى المنطقة ساهم بشكل كبير جداً فى مراجعة منظمة اليونسكو قرارها بإدراج المنطقة ضمن سجل الآثار المعرضة للخطر فى العالم.
وقال المهندس ياسر سيف، رئيس المنظمة الدولية للثقافة والبيئة والآثار، إن المناطق الأثرية فى الإسكندرية، خاصة آثار أبومينا لم تنل حظها مثل باقى المحافظات فى الاهتمام بالآثار الموجودة بها خصوصا أن «أبومينا» تعد ثانى أكبر منطقة حجيج مسيحى فى العالم مشيرا إلى أن إهمال الآثار والمناطق الأثرية المهمة فى المحافظة يؤثر سلباً على حركة السياحة فى مصر.
كانت لجنة مشتركة من المنظمة ومركز التراث العالمى والمجلس الدولى للآثار زارت المنطقة عدة مرات لمتابعة حالة موقع أبومينا الأثرى الذى كان مسجلاً ضمن المواقع المهددة بالخطر على قائمة التراث العالمى باليونسكو، وتم اتخاذ بعض التوصيات للحكومة المصرية ومسؤولى الآثار لإمكانية إدراجها مرة أخرى ضمن الآثار العالمية، خاصة أنها تعد المنطقة الوحيدة فى المحافظة المدرجة فى مجلد الآثار العالمى لليونسكو.
وأصدر زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قراراً بتشكيل لجنة أثرية عاجلة، برئاسة رئيس الإدارة المركزية لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية فى المجلس وعضوية كل من المهندس طارق هريدى، مدير قطاع المشروعات فى المجلس ومدير الإدارة الهندسية بمكتب الأمين العام للهيئة، وذلك لوضع مخطط عام لمنطقة آثار أبومينا وتجهيزها بناء على طلب هيئة اليونسكو لوضعها على خريطة زيارة الحجيج المسيحية فى العالم.