للمرة الأولى في أرض الفراعنة، نظمت «حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام» مؤتمرا يدعو إلى إنهاء تجارة تهريب البشر وذلك بمشاركة منظمات للقطاع الخاص ومنظمات للمجتمع المدني وسفراء وأساتذة جامعات ومسؤولين أفارقة كبار.
وفي أكبر تجمع عالمى يشهده العام الحالى لمناهضة الاتجار بالبشر، يشارك فى منتدى «أوقفوا الاتجار بالبشر الآن» نحو 500 ممثل لأجهزة الأمم المتحدة والممثل الشخصى لأمينها العام ورؤساء الأجهزة المعنية ومجتمع الأعمال وكبار الشخصيات النسائية ولفيف من الإعلاميين والفنانين، بهدف التعريف بالمشكلة والحث على مواجهتها لوقف الإتجار فى البشر وحماية الأفراد والمجتمعات والتأكيد على أهمية التعاون على الصعيد الدولى لمحاصرة هذه الجريمة التى تتصل بجوهر الكرامة الإنسانية الأساسية.
ويسلط الاجتماع الذي يعقد يومي السبت والأحد في محافظة الأقصر الضوء على تجارة شائنة وصفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بأنها جريمة القرن الحادي والعشرين.
ويعمل المكتب في دول عربية وفي شمال إفريقيا للتصدي للأشخاص الذين يمارسون هذه التجارة.
وتفيد تقارير أن أكثر من 2.4 مليون شخص يعانون من العبودية والرق مما دفع السيدة سوزان مبارك لتوجيه الدعوة لكل الذين يستطيعون المساعدة في مكافحة هذه التجارة.
وقالت علية حماد العضو المؤسسس بحركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من اجل السلام: «أود القول بأننا وصلنا اليوم في الأقصر إلى علامة فارقة. وصلنا إلى علامة فارقة في الاعتراف بأن هذه المشكلة قائمة وذلك بالاتفاق على أننا سنفعل شيئا بشأنها وبتحديد معايير حتى نكون قادرين على معرفة ما حققناه بعد عامين وهذا حدث في (مؤتمر) الأقصر».
ويسعى المؤتمر لإيجاد حلول لعدد من الجرائم المتعلقة بضحايا غالبا ما يتعرضون للخطف ويجبرون على العمل لساعات طويلة في ظروف مروعة وبدون أجر.
وقالت ميلين فيرفير السفيرة الأمريكية المتجولة لقضايا المرأة في العالم: «الرسالة التي تخرج من هذا المؤتمر الأكثر أهمية هي أن السيدة (سوزان) مبارك جمعت سويا من جميع أنحاء العالم مؤسسات أعمال وحكومات ومجتمعات مدنية ووسائل إعلام وترفيه للمشاركة. الرسالة الواحدة هي أننا جميعا لدينا دور نقوم به، لدينا دور لحماية الضحايا بشكل أفضل ولدينا دور لمنع الاتجار (بالبشر) والقيام بحملات توعية وإقامة برامج للتوظيف وبرامج للتدريب».
وتأسست حملة «إنهاء الاتجاربالبشر الآن» في عام 2000 عندما رسم بروتوكول باليرمو خريطة لمنع الاتجار بالبشر وبصفة خاصة النساء والأطفال.
وفي عام 2006 تبنت «حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام»، «مباديء أثينا الأخلاقية» التي صاغت نهجا يقضي بعدم التسامح فيما يتعلق بالاتجار بالبشر.
ومؤتمر الأقصر بشأن الاتجار بالبشر لديه خطوط عريضة معينة للتنفيذ مثل إطلاق حملة لزيادة الوعي وجلسات تدريب وورش عمل وإنتاج أفلام وثائقية ووضع خطط استراتيجية لتطبيق سياسة عدم التسامح وتعاون حكومي لمراجعة القوانين والتشريعات.
وقال لويس سديباكا السفير الأمريكي المتجول لمراقبة ومكافحة الاتجار بالبشر: «المؤتمر فرصة طيبة لجمع حكومات ومنظمات غير حكومية ومؤسسات أعمال لتوجيه رسالة للعالم بأن هذه ليست مشكلة منظمة واحدة فقط بل إنها مشكلة الجميع. إذا وجدنا حلا لإنهاء الرق في القرن الحادي والعشرين فإننا نحتاج إلى مؤسسات تجارية ونحتاج إلى المجتمع المدني ونحتاج إلى حكومات لزيادة الفاعلية».
وأطلقت في وقت سابق من هذا العام المبادرة العربية لمكافحة الاتجار بالبشر في الدوحة بمشاركة جامعة الدول العربية.