«عرس أفسده فشل التنظيم».. هذا هو لسان حال المشاركين فى دورة الألعاب الأوليمبية بمدينة ريو دى جانيرو، بعد الصدمة والغضب اللذين أصابا البعثات المشاركة فى البطولة نتيجة سوء التنظيم، وواصلت اللجنة المنظمة فشلها فى إخراج العرس الرياضى بالشكل الأمثل، لدرجة أن الكثير من البعثات تساءلت عن سبب تنظيم البرازيل للدورة، وموافقة اللجنة الأوليمبية الدولية على استضافة مدينة ريو دى جانيرو هذا الحدث الأكبر عالمياً، الذى لا يتكرر إلا كل أربع سنوات. ونال توماس باخ، رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، الكثير من الانتقادات بسبب سوء التنظيم وعدم متابعة لجانه لمنظمى الدورة، خصوصاً الفنادق، والملاعب، والقرية الأوليمبية، التى وصفها لاعبون مصريون بأنها «الأسوأ»، فلم يروا مثيلاً لها فى تواضع الإمكانيات. وتواجه أغلب البعثات فى القرية، ومنها البعثة المصرية، العديد من المشاكل داخل القرية الأوليمبية، أهمها الصرف الصحى والروائح الكريهة التى تفوح داخل القرية.
وعانت بعثتا أمريكا وإنجلترا كثيراً داخل القرية الأوليمبية بسبب التسكين، لكن مع كل مرة تحدث مشكلة، تكون الإجابة بأن الضغوط على اللجنة المنظمة كبيرة. كما زادت مشكلة ازدحام الشوارع، خصوصاً منطقة وسط البلد بمدينة ريو، من معاناة الوافدين من البعثات الإدارية والمشجعين، حيث تُعتبر مدينة ريو من أكثر المدن البرازيلية ازدحاما، ما يعيق السير بصورة سلسة وطبيعية، ويتسبب فى التأخير.
وكانت البعثة الإعلامية المصرية قد عانت الأَمَرَّين، فى أول ليلة لها بالمدينة، بعدما فوجئ الإدارى المسؤول بعدم توفر حجرات للزملاء، على الرغم من سابق حجزهم. واضطر بعضهم إلى افتراش الأرض، بعدما لجأوا إلى السفارة المصرية بالبرازيل، خصوصاً مع مشقة رحلة السفر من القاهرة، وعبثاً حاول مسؤولو السفارة مساعدتهم، لكن كل الفنادق كانت كاملة العدد بسبب الحدث الذى تستضيفه المدينة. الأحوال بصفة عامة قبل حفل الافتتاح لا توحى باستضافة حدث كبير، فكل ما يشغل البرازيليين هو سوء الأحوال الاقتصادية لديهم، وبسببها عمَّ الكثير من المظاهرات داخل البلاد، لهذا تجد أن أغلب البرازيليين غير مكترثين بهذا الحدث الرياضى، فكل ما يشغل بالهم هو «لقمة العيش»، وما زاد الطين بلة السمعة غير الطيبة للبطولة. وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التى يروج لها البرازيليون لمدينة ريو، فإن أغلب أحياء المدينة يعمها الفقر المدقع، لدرجة أن هناك أحياء كاملة بالمدينة تمنع السفارات رعاياها من دخولها، خوفاً من التعرض لأى مكروه.
وحاولت السلطات البرازيلية تجميل الصورة، ففصلت هذه الأحياء الفقيرة بأسوار إعلانية عن البطولة، حتى لا يرى أى زائر قادم من المطار إلى منطقة وسط البلد هذه الأحياء الفقيرة التى يعيش أصحابها تحت خط الفقر، وكل مبانيها من العشوائيات بدون تنظيم، كما أن أغلبها لا تدخله مياه نقية، فتجد فوق البيوت خزانات زرقاء اللون لاستخدامها فى الشرب.