قال وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير اليوم الجمعة إنه سيعمل من أجل العودة إلى الحوار المباشر مع تركيا، فيما استمر تبادل التهم بين أنقرة وفيينا ودعوة الأخيرة إلى ضبط النفس. قال وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير اليوم الجمعة إنه يأمل في العودة للمحادثات المباشرة مع أنقرة رغم القلق من استخدام تركيا لعمليات اعتقال وفصل جماعية لقمع من يشتبه في أنهم مدبرو محاولة انقلاب فاشلة.
وأضاف بعد اجتماع مع وزراء خارجية دول أخرى متحدثة بالألمانية في فادوز في ليشتنشتاين «سأعمل لضمان ألا يجري الحوار مع تركيا عبر مكبرات صوت وكاميرات فقط... لا بديل عن العودة للحوار المباشر مع تركيا حتى وإن كان الأمر صعبا في الوقت الراهن». وقال شتاينماير إنه يركز على «الطريقة التي يمكن بها إدارة العلاقات مع تركيا في هذا الوضع الصعب وما الذي يمكن أن نفعله لمن اعتقلوا».
وأضاف أن العودة لتطبيق عقوبة الإعدام في تركيا لن يتوافق مع قيم الاتحاد الأوروبي. في غضون ذلك، تبادلت تركيا والنمسا كلاما غير ودي الجمعة، حيث اتهمت أنقرة فيينا بالعنصرية في حين دعتها الأخيرة إلى تخفيف لهجتها غداة تبادل انتقادات حادة بينهما بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو للتلفزيون التركي إن «العنصرية هي عدو حقوق الإنسان.
الأفضل للمستشار النمساوي كريستيان كيرن أن يهتم بشؤون بلاده«وتابع أن»النمسا هي اليوم عاصمة العنصرية المتشددة«. وسرعان ما رد وزير خارجية النمسا سيباستيان كورز على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بقوله»أحض وزير الخارجية التركي على ضبط النفس وارفض انتقاداته بشدة. على تركيا تخفيف لهجتها وأفعالها«. ووصف وزير التركي تصريحات كيرن بـ»البشعة«حيث دعا إلى وقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال كيرن «علينا إن نواجه الحقيقة: مفاوضات الانضمام لم تعد سوى وهم»، وأضاف «القوانين الديمقراطية التركية غير كافية لتبرير انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي». أما وزير الدفاع النمساوي هانس بيتر دوسكزيل فشبه النظام التركي بـ«الديكتاتورية» في وقت ينفذ الرئيس رجب طيب أردوغان حملة تطهير واسعة منذ محاولة الانقلاب في منتصف تموز/يوليو. وفي ذات السياق صعد وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر تشيليك من لهجته ووصف تصريحات المسؤولين النمساويين بأنها «معادية لتركيا وتتسم بخطاب يميني متطرف».
وقال «أولئك الذين لم يعربوا عن تضامنهم مع ديمقراطيتنا ليس لهم الحق بالتشكيك في مكتسباتنا الديمقراطية»، وذلك بعد أن لامت أنقرة الغرب واتهمته بعدم التضامن معها اثر الانقلاب. من جهته أكد وزير الدفاع التركي الجمعة إن خطط بلاده لإعادة هيكلة القوات المسلحة تهدف إلى القضاء على احتمال محاولة انقلاب أخرى وإن الخطوات ستجري بما يتفق مع هيكل وروح حلف شمال الأطلسي.
وأضاف الوزير فكري إيشيق لرويترز «تهدف إعادة الهيكلة إلى إلغاء الآلية التي نفذت ستة انقلابات صغيرة وكبيرة في الأعوام الستين الماضية. الخطوات التي ننفذها تتلاءم تماما مع هيكل وروح حلف شمال الأطلسي». وقال الوزير «إن أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ما زالوا يقصفون أهداف الدولة الإسلامية في سوريا من قاعدة إنجيرليك الجوية بجنوب تركيا بعد أن استخدم جنود مارقون القاعدة خلال محاولة الانقلاب».