أكد المهندس جلال الديب عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق والخبير الملاحى أنه من الظلم أن يتم الحكم على قناة السويس الجديدة فى ذلك التوقيت بالنجاح أو بالفشل، فالقناة الجديدة لا يتم الحكم عليها، إلا بعد عام 2023 وإقامة المناطق الصناعية واللوجيستية المخطط لها سواء فى شرق القناة، أو فى منطقة شرق التفريعة وشمال غرب خليج السويس.
وأضاف الديب لـ«المصرى اليوم»أنه لو تم حساب إيرادات قناة السويس الجديدة والحالية فسنجدها فى زيادة بالجنيه المصرى حيث بلغت نسبة الإيرادات، فى العام المالى 2013/ 2014 «36 مليارا و903 ملايين جنيه» وكانت الإيرادات فى العام المالى 2014/2015 بلغت«39 مليارا و169 مليونا» بينما بلغت إيرادات العام المالى 2015/2016 بدون الثلاثة أشهر الأخيرة، التى لم تصدر هيئة قناة السويس إيراداتها «39 مليارا و924 مليون جنيه».
وأشار الديب إلى أن هناك زيادة فى إيرادات القناة بالجنيه المصرى بينما هناك انخفاض لو تم حسابها بالدولار أو بوحدات السحب الخاصة «SDR» يصل إلى نسبة 2.5%..
وأرجع الديب انخفاض الإيرادات بالدولار لانخفاض سعر البترول وتباطؤ حركة التجارة العالمية موضحا أن ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه يجعل إيرادات القناة هذا العام هى الأكبر بالجنيه المصرى مشيرا إلى أن وحدات حقوق السحب التى تتعامل بها القناة انخفضت من 1.5 دولار لعام 2014 إلى 1.4 دولار فى عام 2015 ما تسبب فى تراجع تحصيل الرسوم. ويشير الديب إلى أن عام 2008 هو أعلى الإيرادات فى تاريخ قناة السويس خاصة أن قيمة الدولار فى سلة العملات سجلت أعلى قيمة لها بلغت 1.5796، وهى أعلى قيمة له منذ إنشائه. ويرجع ارتفاع وانخفاض صندوق وحدات السحب الخاصة «s.d.r» طبقا لقوة العملات المشتركة فى تكوينه وبمقارنة الصندوق بالأعوام السابقة بالعام الحالى يكون هناك ارتفاع فى الإيرادات بالجنيه المصرى حيث وصل الدولار الى 8 جنيهات، مشيرا إلى انخفاض سعر البترول، وبالتالى يكون طريق رأس الرجاء الصالح أوفر بالنسبة للسفن أثناء العبور، لذلك قامت القناة بعمل تخفيضات للخطوط الملاحية الطويلة، تصل نسبتها إلى 65% على الحمولات، وتمر السفن فقط بـ21% من الرسوم المقررة لها.
وأكد الديب أن انخفاض حركة التجارة العالمية لأكثر من 16%، أثر بالسلب على معدلات عبور السفن، مشيرا إلى أن قناة السويس الجديدة لن تستطيع أن تصل بالإيرادات إلى 13.5 مليار دولار عام 2023 فقط بمرور السفن وحدها، ولكن لابد من تنمية إقليم محور القناة ومنطقة شرق بورسعيد، وشرق خليج السويس، والمنطقة الاقتصادية بشكل عام، مع زيادة حركة التجارة، ولابد من إنشاء المرافق للمشروعات ومن بينها الأنفاق أسفل القناة والتى تربط شرق القناة وسيناء بالغرب والدلتا.
وأشار الديب إلى أن هناك تعتيما إعلاميا من قبل الهيئة حول إعداد السفن العابرة بالمجرى الملاحى الجديد بعد مرور عامه الأول، وأيضا لم تقم الهيئة بإصدار الإيرادات الخاصة بالقناة خلال الربع الأخير من العام المالى الحالى، منذ بداية مارس الماضى، مرجعا ذلك إلى أن الفريق مهاب مميش سوف يعلن الأرقام أمام الرئيس خلال حفل الذكرى الأولى لافتتاح القناة الجديدة.