يستهل المنتخبان الجزائري والعراقي مشوارهما في مسابقة كرة القدم بالألعاب الأوليمبية في ريو دي جانيرو بمواجهتين مهمتين مع هندوراس والدنمارك، يسعيان من خلالهما إلى إحراز نتيجة إيجابية وتمثيل الجانب العربي، حيث تنطلق غدًا الخميس مسابقة كرة القدم في بطولة الألعاب الأوليمبية ريو 2016.
وستكون الكرة العربية في هذا العرس الرياضي ممثلة بمنتخبين هما العراق والجزائر.
وسيلعب «أسود الرافدين» في مجموعة قوية تضم البرازيل والدنمارك وجنوب إفريقيا، في حين يلعب «محاربو الصحراء» في المجموعة الرابعة إلى جانب الأرجنتين والبرتغال وهندوراس.
ويطمح المنتخب العراقي في مشاركته الخامسة لتكرار أو تجاوز الإنجاز الذي حققه في أوليمبياد أثينا عام 2004 حين وصل لنصف النهائي فحصل على المركز الرابع، محققا أفضل إنجاز في تاريخ كرة القدم العراقية والعربية على حد سواء.
ولن تحظى مباراة المنتخب العراقي غدا باهتمام المشجعين العرب فحسب وإنما أيضا بمتابعة شديدة من قبل البرازيليين أنفسهم نظرا لوقوع المنتخب العراقي ضمن مجموعتهم.
وسيدشن المنتخب العراقي مبارياته في هذه البطولة بلقاء نظيره الدنماركي على استاد «ماني جارينشا». وأكد مدرب العراق غني شهد جاهزية منتخبه قائلا «مررنا بمحطات استعدادية جيدة ومهمة، وتحضيراتنا انطلقت منذ وقت ليس بالقصير ووصلنا إلى جاهزية تامة الآن».
وأضاف «نملك عناصر مهمة جدا ومؤثرة ستساعد كثيرا على احتواء أجواء المباريات المقبلة». العراق يحن لأمجاد الماضي واستعد المنتخب الأوليمبي العراقي الذي يضم في صفوفه أكثر من 12 لاعبا من فرق المنتخب الأول في محطات تدريبية قل نظيرها قياسا بباقي المنتخبات العراقية، إذ أقام 3 معسكرات في اسبانيا والسويد وألمانيا، خاض خلالها مباريات تجريبية مهمة فضلا عن معسكر تدريبي رابع أقيم في الجزائر قبل أن ينتقل إلى البرازيل.
وأوضح غني شهد قائلا: «مجموعتنا ليست سهلة كما يتصور البعض، انها صعبة لكننا نركز ونهتم كثيرا بلقاء الدنمارك غدا، إنها مباراة حاسمة وتكاد تكون مصيرية، علينا ان نجتاز الدنمارك كي نواصل المشوار».
وتابع شهد: «نريد أن نلعب من اجل الفوز غدا وقد يفتح هذا الأمر الطريق أمامنا للتأهل إلى الدور التالي. ولم يسبق للمنتخب العراقي أن خسر المباراة الأولى في أي من مشاركاته الأربع السابقة في الأوليمبياد حيث شهدت مبارياته الأولى في المشاركات الأربع السابقة انتصارين وتعادلين وهو ما يضاعف من حظوظ»أسود الرافدين«في التوقيع على بداية قوية للمسابقة غدا. ويحن العراق إلى استعادة أمجاده في المسابقة الأوليمبية خصوصا عندما بلغ ربع النهائي في مشاركته الأولى عام 1996 ونصف النهائي عام 2004 عندما حلت رابعة. وهي المرة الخامسة التي يخوض فيها العراق الأوليمبياد بعد خروجه من الدور الأول عامي 1984 و1988.
ويبدو أن المهمة هذه المرة لن تكون سهلة بسبب تواجد أسود الرافدين في مجموعة صعبة، حيث يبقى المنتخبان البرازيلي والدنماركي المرشحين الأوفر حظا لانتزاع بطاقتي التأهل لربع النهائي. الجزائر تعود بعد غياب دام 36 عاما وفي المجموعة الرابعة التي تضم العملاق الأرجنتيني، سيسعى المنتخب الجزائري إلى بداية قوية في مواجهة منتخب هندوراس على ملعب «جواو هافيلانغ» وهو الملعب الأوليمبي لهذه الدورة. ويستضيف هذا الملعب أيضا فعاليات ألعاب القوى بعد أيام من الافتتاح الرسمي للدورة، فيما يستضيف استاد ماراكانا الأسطوري حفلي الافتتاح والختام.
ومع عودة الفريق إلى مسابقة كرة القدم الأوليمبية بعد غياب دام 36 عاما، يكون المنتخب الجزائري صاحب الغياب الأطول على المسابقة بين جميع المشاركين في أوليمبياد ريو 2016 والذين سبق لهم المشاركة في هذه المسابقة. واستعد لاعبو المنتخب الجزائري جيدا للحدث الأوليمبي وخاضوا مباراتين وديتين أمام العراق بالبليدة، خسروا في الأولى (2-3) وفازوا في الثانية (2-0) قبل أن يتعادلا مرتين في معسكرهم التدريبي بإسبانيا أمام الفريق الرديف لفالنسيا (1-1) وغرناطة (صفر-صفر).
وأكد مدرب الأوليمبي الجزائري ،السويسري بيار-أندريه شورمان، أن لاعبيه يركزون على المباراة الأولى ضد هندوراس فقط، وقال «سنخوضها بعزيمة وإرادة قويتين بهدف تحقيق نتيجة ايجابية». وأضاف «نستعد في ظروف جيدة وعلينا أن نكون في مستوى الحدث الأوليمبي دون الضغط على اللاعبين. كانت لدينا فترة مريحة للتحضير وترتيب الاختيارات». وتابع قائلا: «جميع المبارايات مهمة وعلينا التقدم في المسابقة مباراة بعد أخرى. علينا التركيز على كل المباريات والدفاع بقوة عن حظوظ المنتخب».
وأوضح أن هندوراس «منتخب قوي وتغير كثيرا في السنوات الأخيرة، لذا علينا الحذر. لديه 4 أو 5 لاعبين ينشطون في المنتخب الأول. علينا التركيز على النقاط الايجابية لمنتخبنا وعدم الاكثرات بتلك التي يتميز بها المنافس». وتعود آخر مشاركة لمحاربي الصحراء في الأوليمبياد إلى عام 1980 في موسكو بقيادة المدربين المحلي محي الدين خالف واليوغوسلافي زدرافكو رايكوف.
وقد نجحت الجزائر آنذاك في بلوغ الدور ربع النهائي وخسرت أمام يوغوسلافيا بصفر-3. ويطمح المنتخب الجزائري الأوليمبي إلى ترك بصمة جديدة لبلاده في بلاد السامبا حيث سبق للمنتخب الجزائري الأول أن أبهر الجميع في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل عندما قدم عروضا رائعة واستحق بلوغ الدور الثاني لكنه خسر أمام نظيره الألماني الذي توج لاحقا باللقب. المهمة هذه المرة لن تكون سهلة، أيضا في ظل وجود منتخبات كبيرة مثل الأرجنتين والبرتغال في مجموعة الجزائر.
رغم ذلك فإن محاربي الصحراء عازمون على تحقيق نتائج إيجابية وتمثيل بلادهم أحسن تمثيل وهو ما أكده أيضا عبدالحميد تصفاوت بقوله «»اللاعبون جاهزون لرفع التحدي رغم صعوبة المهمة«.
وأضاف «لقد دخلنا أجواء الأوليمبياد. ونحن هنا لتشريف كرة القدم الجزائرية». يذكر أن الجزائر برزت في كأس أمم إفريقيا للمنتخبات الأوليمبية في السنغال العام الماضي، حيث بلغت المباراة النهائية وخسرت أمام نيجيريا 1-2.