لا يوجد كثيرون عاصروا الدكتور أحمد زويل، في البحيرة، فقد عاش في دمنهور مع خاله خلال مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية، ثم عاد إلى دمنهور للإقامة مع خاله خلال الكلية، حيث كان يركب القطار يوميًا من الإسكندرية إلى دمنهور ذهابًا وإيابًا.
«المصري اليوم» التقت عصام محمود النقيدي، موجه عام كيمياء سابقا بمدير التربية والتعليم بالبحيرة، مدير جمعية الحسن والحسين الخيرية بدمنهور، والذي قال: «أنا خرجت للمعاش عام 2005، كنت زميلاً لزويل في كلية العلوم جامعة الإسكندرية، ودخلنا سويًّا فرع كيمياء جيولوجيا فيزياء رياضيات، في الفرقة الأولى، وحصل زويل على امتياز في الفرقة الأولى، والأساتذة في الكلية انبهروا به، ودخل في الفرقة الثانية تخصص كيمياء خاصة، وترك القسم العام، وكان هناك صراع بين أستاذة الكيمياء والجيولوجيا للانضمام إلى الأقسام الخاصة بهم ولكنه اختار الكيمياء، ونبغ فيها».
ويضيف: «كان نفسه يدخل كلية الطب، وكان اجتماعيا ويحب الناس ويحب يفيد الناس وكل الناس كانوا يحبونه، ولكنه كان منغلقاً بالنسبة للبنات، واستمرت علاقتنا طوال 4 سنوات الكلية، وفى الفرقة الأولى كنا نعود دائماً في القطار من الإسكندرية إلى دمنهور، وكان يقضي فترة المواصلات في قراءة المراجع التي يستعيرها من الكلية، وانقطعت العلاقة بيننا بعد سفره إلى أمريكا، وخاله كان يوفر له غرفة خاصة تطل على الشارع في الدور الأرضي، وكنا نذاكر سوياً فيها وكنا ندق له على الشباك ويفتح لنا».
وتابع زميل العالم الراحل: «كنا نسافر في قطار الصحافة الساعة السادسة والربع ونعود في قطار 2.20، وكان يشرح لزملائنا في الفرقة الرابعة وهو في الفرقة الأولى، وكنت بروح له البيت أقوله له الحتة دي مش فاهمها فيقول إيه اللي إنت مش فاهمه فيها، ثم يأتي بورقة ويبدأ الشرح».
ويؤكد أنه كان يقيم في دمنهور مع خاله قبل المرحلة الابتدائية، ثم انتقل إلى كفر الشيخ وتخرج في مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية بدسوق، ثم عاد إلى دمنهور في مرحلة الكلية.
ويتذكر وكان يوجد معيد من دسوق وقتها يسهّل له الاستعارة من المكتبة لأنه كان ممنوعاً أن يخرج الطالب بالمراجع خارج المدرسة.
ويضيف «جاء زويل إلى دمنهور سنة 1999 بعد حصوله على جائزة نوبل، بحضور محافظي البحيرة والإسكندرية وكفر الشيخ، وأطلق أحمد الليثي، محافظ البحيرة وقتها اسمه على شارع ومدرسة ثانوية بمدينة دمنهور».
وتابع «كنت أسأل عليه زوج شقيقته مدرس الفيزياء بمدرسة شاكر فرج الثانوية بنين بأبوحمص، وعلمت منه بحضوره إلى دمنهور ودعاني زوج أخته لقضاء اليوم معهم، وعندما شاهدني أخذني بالحضن وهو يقول «عصام حبيبي»، وأشار للإذاعية آمال فهمي عندما طلبت عمل لقاء من أشخاص كانوا يعرفونه في صغره، قائلاً «عصام أهوه سجلي معاه».
وأردف «زرنا كفر الشيخ بالإضافة إلى دمنهور، وافتتح الشارع الذي سمي باسمه، وبالصدفة كان لي فيه شقة، وقلت له شقتي في هذا الشارع، فأجاب باسمًا «يبقى إنت اللي قايل لهم»، ثم حضرنا الاحتفال في مجمع دمنهور الثقافي في نهاية اليوم، وبعدها لم أرَه».
وطالب «النقيدي» بتكريم زويل من خلال الاهتمام بجامعته، حتى يتم تخريج أكثر من زويل جديد في مصر، لأن بها الكثير من الشباب النابغ.