رحلة زويل مع المرض: بدأ في 2013 وحرمه من افتتاح مدينة علمية في 2017

«الالتهاب الرئوي»، المرض الذي استطاع هزيمة الدكتور أحمد زويل، صاحب جائزة نوبل في الكيمياء، الذي ردد كثيرًا: «أنه يتحلى بالإيمان والمعرفة لمحاربة المرض»، ليرحل بعد صراع معه دام 3 سنوات و4 أشهر.

بداية رحلة الألم كانت مع سرطان النخاع الشوكي، الذي شفي منه وطمأنه الأطباء المعالجون في أمريكا، لكن المرض الخبيث ترك خلفه المناعة في حالة يرثى لها، مهددة حياته من أي مرض يتعرض له، وبعد إصابته خلال الأيام الماضية بالأنفلونزا، تطورت الحالة المرضية ليصاب بالتهاب رئوي كان كفيلًا بإنهاء مسيرة العالِم الذي شرف مصر عالميًا.

يقول شريف فؤاد، المستشار الإعلامي للعالم الراحل، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، البداية مع المرض كانت في مارس 2013 عندما شعر الدكتور زويل بآلام في مطار ميونيخ أثناء استقلاله الطائرة في زيارة لمصر، لكن الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى بالشرق الأوسط، لم يبلغه بحالته وأخفى عليه طبيعتها، لكنه بعودته إلى أمريكا اكتشف الحقيقة ليبدأ رحلة العلاج بإجراء عملية جراحية لتغطية الخلايا الجذعية في أغسطس 2013.

يضيف «فؤاد»: لفظ زويل أنفاسه الأخيرة في بيته بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وسط عائلته التي تقيم هناك والمكونة من زوجته الدكتورة السورية الأصل، دينا الفحام، و4 أبناء أكبرهن مها، كيميائية وكانت تنشر أبحاثا مع أبيها الراحل، وأماني، طبيبة، ونبيل، خريج اقتصاد من أمريكا، وهاني، يدرس في جامعة كاليفورنيا»، ويؤكد أن أول مرة زار فيها «زويل» مصر كانت بعد مرور عام على مرضه في 4 سبتمبر 2014، وتتوالى الزيارات لتصل إلى 4 مرات.

وتابع المستشار الإعلامي للعالم الراحل أن جثمان «زويل» نقل إلى المركز الإسلامي في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، تمهيدا لنقل جثمانه ودفنه في مقابر طريق الواحات في مدينة 6 أكتوبر بناء على وصية منه، حيث اشترى مقبرة جديدة قبل 6 أشهر من وفاته، مؤكدا أن كل عائلته ستحضر من أمريكا لحضور جنازته، وله أخت مقيمة في الإسكندرية سيتم التواصل معها، حيث أبلغت الرئاسة أسرة الفقيد بعمل جنازة عسكرية للعالم الراحل.

وعن مخططه الذي لم يمهله القدر لعمله، يشير «فؤاد» إلى أنه كان مخططا له أن يزور مصر في 15-8-2016 للاطمئنان على العمل الجاري في مدينة زويل العلمية، التي تُشرف على إنشائها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمعاونة 6 شركات أخرى بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتكلفة قدرت في المرحلة الأولى بـ2 مليار جنيه التي كان مقررا افتتاحها في 2017 في ذكرى الاحتفال بعيد تحرير سيناء، وسط حضور حافل من 15 عالما من شتى أنحاء العالم 5 منهم حاصلون على جائزة نوبل.

ويتابع أنه كان يجرى التحضير لعمل فيلم تسجيلي يذاع يوم افتتاح مدينة زويل العلمية لتسويق مصر عالميا وعودة السياحة وإظهار الأمان الذي تتمتع به مصر في الوقت الحالي، وللنهوض اقتصاديا بالبلد.

ويؤكد «فؤاد» أن الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة تعمل ليلا نهارا لإظهار مدينة زويل للنور، متابعا أنه تم الانتهاء من إنشاء مبنى النانو تكنولوجي، وأيضا معهد الدكتور حسن عباس حلمي للعلوم الطبية، كما تم تخصيص فندق للطلبة يضم 1000 غرفة مجهزة، وأنه مبنى الجامعة في المرحلة النهائية من التشطيبات.

وعما سيحدث لحلم زويل، الذي تركه لمصر وهو مدينته العلمية، فيضيف «فؤاد» أنه ستتم الدعوة لعمل انتخابات مجلس إدارة جديد عقب رحيل «زويل»، الذي يضم الدكتور مجدي يعقوب والدكتور محمد أبوالغار والدكتورة فايزة أبوالنجا والدكتور فاروق العقدة وكلا من محمود صقر وعمر شعراوي، متابعا أن الباحثين والأساتذة وطلاب مدينة زويل أقاموا صلاة الغائب على العالم الجليل، وتعهدوا باستكمال حلم زويل بنهضة مصر علميا.

وشدد شريف فؤاد، المستشار الإعلامي للعالم الراحل أحمد زويل، على أن علاقته بالرئيس عبدالفتاح السيسي كانت خاصة، ووجهة نظره أنه «مخلص وصاحب رؤية وصاحب قرار، مؤكدا أنه كلما كان يجيء في زيارة إلى مصر كانت تجمعه بالسيسي مقابلات يتناقشان فيها حول مستقبل مصر والأوضاع التي تمر بها، وكيفية النهوض بها، وكان زويل يرى أن البحث العلمي أساس النهضة والحل لجميع القضايا التي تعاني منها الدولة».

وحول الأوضاع الاقتصادية الأخيرة التي كانت تمر بها مصر يقول إن «زويل كان دائما متفائلا ومقتنعا بأن مصر ستخرج من كبوتها وستنطلق».