يرحل المبدعون وتظل ذكراهم «حاضرة» رغم الغياب، فى الوقت الذى يغيب فيه «حضور» كثيرين من الأحياء، وهو الفارق الحقيقى بين المبدعين وغيرهم.. أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ، أحد الذين يستحقون عن جدارة لقب مبدع، فعلى الرغم من وفاته فلا يزال حاضراً، متصدرا مشاهدات ذاكرة «حرافيشه» وعشاقه.
حرافيش «محفوظ» كانوا أحد جوانب شخصيته، وأحد مفاتيح «إلهامه» فى أحيان أخرى، وأحد المعاصرين لجوانب متعددة فى حياته، بحكم اقترابهم من عالمه «الساحر». وبعكس حرافيش القاهرة، ظل حرافيش محفوظ بـ«الثغر» مجهولين بعيدين عن الأضواء والصخب والضجيج، على الرغم من إلتصاقهم بـ«محفوظ» طوال فترة إجازته الصيفية بالمدينة الساحلية، التى وصفها فى روايته «ميرامار»: «بأنها قطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع».
كان يقضى فيها نحو 5 أشهر سنويا كعادته بشقته بسان ستيفانو ملتقيا بهم يوميا، فى مجلسه بحديقة الفندق الشهير، وكانت تضم عدداً كبيراً من أدباء ومثقفى «الثغر»، ومنهم أحمد الريان (66 عاما) المدير الأسبق بالتربية والتعليم، الذى يصف نفسه بأنه آخر «حرافيش» محفوظ بـ«الثغر»- حسب قوله لـ«إسكندرية اليوم» فى ذكرى ميلاد أديب نوبل الـ«99».
أحمد فؤاد الريان، آخر حرافيش الثغر، يروى ذكريات وملامح غير معروفة عن أديب نوبل نجيب محفوظ فى الإسكندرية، وقال: «بداية تعرفى عليه كانت بالصدفة عندما كنت مع أسرتى فى فندق «سان ستيفانو» القديم وقابلته وسط مجموعة من أصحابه منهم سيد قناوى الذى أصبح أحد أصدقائى وذهبت للتعرف عليهم، فقالولى مين سيادتك.. عرفتهم بنفسى ومن بعدها بقيت أروح معاهم كل مرة، وكان الأستاذ بييجى إسكندرية فى السبت الأول من مايو حتى الأربعاء الأخير من سبتمبر ويسافر الخميس ويرجع تانى.. وخلال هذه الأشهر الخمسة لا يكتب أو يشتغل بالأدب نهائياً».
وتابع: «ذهبت فى اليوم التالى ووجدته جالسا مع عميد الأدب السكندرى، الدكتور يوسف عز الدين عيسى، الذى كان يلازمه طوال الخمسة أيام، التى يزور فيها المدينة وبعدها بدأت أتعرف على «الأستاذ» عن قرب وأتعمد الذهاب إليه فى مكان تجمعنا قبل وصول باقى (الشلة)، لأنه كان منضبطاً جداً، وياتى يومياً فى السادسة مساء من كل يوم يكون فيه المدينة يأخذ دوران الفندق، بعد أن يعبر الطريق ثم يدخل ويجلس فى مكانه المفضل، مواعيده كانت مظبوطة بالثانية والفندق كان سوره قليل الارتفاع وممكن أى شخص يخترقه للعبور إلى الجهة المقابلة من الطريق دون أن يزعجك أحد من الفندق حتى أن يوسف عزالدين، قال فى إحدى المرات إن هذا الفندق إذا تم هدمه سيصيبه بحزن شديد، لكنه فارق الحياة قبل أن يراه مهدوماً».
وأضاف: «بدأت أقرب منه، وهو كان كريماً جداً ومعطاء فى مشاعره يقربك منه وعمره مايبعد عن حد بيحبه، كان عنده ود غير عادى حتى إن أحد الأصدقاء وهو (عصام الإنة) عندما توفى كتب عنه الأستاذ فى مقاله بالأهرام (وجهة نظر). أضاف «الريان» عن «سلسلة أصدقاء أديب نوبل» فى الثغر، أن منهم عصام الإنة ونعيم تكلا والشاعر السكندرى عبدالله الوكيل والروائى سعيد الإسكندرانى وعصام الجمل والدكتور أنس داوود عميد كلية رياض الأطفال سابقاً والروائى على المغربى ومحمد صالح أبوبكر والدكتور صفر وهو من الأصدقاء المقربين، بالإضافة إلى موريس خليفة. وتابع: «كنت أنا آخر من انضم إليهم.. آخر حرافيش إسكندرية».
وتابع: «كان فيه رواد بيحضروا معانا بس مش ثابتين منهم الكاتب ثروت أباظة والدكتور يوسف زيدان، لكن أغلب لقاءاتنا لم يكن لها علاقة بالأدب أو الفن، هو كان بيقعد مع أصحابه فقط، نتكلم فى أى موضوع، والاستاذ كان آخر واحد بيتكلم فينا وأكتر واحد بيسمع اللى بنقوله وأسرع واحد فى الرد».
واستطرد: «جلساتنا لم تكن مرتبة نتكلم فى حاجات قديمة أو حديثه مثل عشقه لـ(الوفد) وسعد باشا زغلول، هو كان وفدياً معتزاً جداً بوفديته لكن كان دايماً بيخبى الموضوع ده، لأنه كان بيقول إن الكاتب لازم يكون حر دون أى توجه أو انتماء سياسى».
وعن شخصية «محفوظ» وتعامله مع الآخرين قال «الريان»: «كان بيتحرك فى إطار اسمه التواضع، حتى فى سيره فى الشوارع كان يذهب هو بنفسه للناس يصافحهم ويتكلم معاهم قبل أن يأتوا إليه ويردد عباراته الشهيرة فى المصافحة وهى (أهلا وسهلا) بيقولها من قلبه».
جلسات «الأستاذ» كما يحلو لـ«الريان» أن ينادى «أديب نوبل»، لم تختلف عن جلساته فى القاهرة وتحديداً فى قصر النيل مع أصحابه الذين ذكر منهم مصطفى أبوالنصر، أحد المقربين منه والروائى نعيم صبرى ومحمد الكفراوى وصديقه المقرب جدا الذى لازمه فى أيامه الأخيرة، زكى سالم وبعد الحادثة التى تعرض لها محفوظ لازمه وكان يرافقه من وإلى المنزل وقت خروجه.
شخصية «محفوظ»، ظهرت خلال حديث آخر «حرافيش الثغر» لـ«إسكندرية اليوم» وفى كلماته عن طفولته التى رواها لهم أديب نوبل وذهابه مع والدته إلى مسارح روض الفرج والمتاحف الأثرية إذ كان أصغر أخواته الثمانية وارتبط بوالدته بشدة ومنها بدأ فى التعرف على ثقافة كل مكان، ومنها قصر الشوق ومنطقة السكرية وزقاق المدق والتى حولها فيما بعد إلى روايات خالدة اقتنص بها لقاطنى هذه الأماكن، صفحة فى تاريخ الأدب العالمى.
«كانت أعظم أعماله».. هكذا وصف «الريان» ثلاثية نجيب محفوظ، التى قال إنها كانت عملاً واحداً فى البداية، وعندما حاول نشرها رفضت دور النشر إنتاجها بشكلها الكامل، لكبر حجمها، ونصحوه بأن يقسمها إلى أجزائها الثلاثة إلى ظهرت بها وأطلق عليها «قصر الشوق» و«بين الأطلال» و«السكرية».. «كان بيشوف نفسه فى العمل ده».. شهادة أطلقها «الريان»، مؤكداً أن «محفوظ» كان يرى نفسه فى شخصية «كمال» وكل شخصيات العمل التى حاول من خلالها رسم ملامح شخصيته.. تاريخه وطفولته.. ونظراته لحى الجمالية وهو يروى قصص «الفتوات» بصوتهم «الأجش» يرفعون جلابيبهم ويمسكون بـ«شوم» يصيحون فى كل من يقف أمامهم.. «كان معجون بالكتابة»، يتحدث الريان عن حالة الإبداع التى كان يخلقها «محفوظ» فى جلساته وطريقة روايته للأحداث كما يراها بعين الأديب.. «بصراحة محدش حيقدر يقرب ويتعامل مع الأماكن دى أدبيا أو يكتب عنها مثلما فعل الأستاذ».
أسرار «محفوظ» وعلاقته بالإسكندرية وقصصه لا تنتهى.. ورغم أنها كانت قليلة الذكر فى رواياته وأعماله الأدبية، إلا أنها كانت محببة إليه. وكشف «الريان» عن سر جديد يعلنه لأول مرة، حول رواية «القاهرة الجديدة»، التى كشف عن اسمها الحقيقى وهو «فضيحة فى القاهرة» قائلاً: «إلى الآن لا نعلم لماذا غير اسمها ولانستطيع الجزم بتدخل الرقابة فى ذلك، لأننا قليلاً كنا نتحدث عن الأعمال الخاصة به، لكن الرواية الأصلية باسمها الأول لاتزال معى محتفظاً بها».
«لم يكن مغروراً أو متعالياً».. صفات لمسها «الريان» فى تعامله مع «الأستاذ»، قائلاً: «أحياناً كثيرة يأتى إليا بمجموعة من القصاصات ويعرضها على موريس وقناوى وأنا ويطلب رأينا فيها لكن كنا بنرفض.. أنا كنت آخر واحد ممكن يبدى رأى فى حاجة كتبها الأستاذ، لكن موريس وقناوى كانا متمكنين شوية».
وأضاف: «عمرى ما فكرت أكتب لأنى غير متمكن بشدة من اللغة العربية بس درست الإنجليزية طوال حياتى، ولما عرفت «الأستاذ» بدأ اهتمامى بالأدب يزيد، وكتبت بعدها حاجات عمرى ما كنت أتخيل أو أصدق أن أكتبها بأيدى، خاصة زياراتى له التى كنت أسجلها. وأوضح: «أذكر أول شئ كتبته كان عن الأستاذ نفسه عندما شاهدته من المدرسة القومية فى سان ستيفانو التى كنت مديرا لها وقتها وشاهدت الاستاذ وهو يقف أمام وردة يحاول قطفها، لكن بتردد شديد وخوف بدا للوهلة الأولى كما لو كان يغازلها وبعدها ذهب إلى الكافيتريا التى اعتدنا الجلوس فيها ينتظر الجرسون أن يحضر (الشلتة) التى يجلس عليها، ولم يكن ينادى الجرسون مطلقا طوال حياته، ينتظر مجيئه من نفسه، من شدة أدبه.. وكانت دى أول مرة أكتب فيها وعنونتها باسم (العجوز والوردة).
وتابع: «عرضت ما كتبت على محمد صالح أبوبكر، أحد أصدقائنا وصحح فيها بعض الكلمات النحوية والأسلوبية وعمل تقديم وتأخير لبعض الجمل وأعجب بها وقالى (جميلة)، المهم تانى يوم رحت لـ«الأستاذ» وعرضتها عليه فأنصت لما أقول بشدة ولم يكن يعلم أنه هو المقصود منها إلى أن جاء مشهد الوردة فبدأ يتنبه أنه المقصود، وكانت جلسته المفضلة أن يضع يده اليمنى على اليسرى ويضع فوقها وجنتيه متكئاً على العصا التى يحملها، وبدا الانتباه ونظر إلىَّ كثيراً وطلب منى أن اغير اسم العجوز والوردة إلى (الشيخ والوردة)، وكان ذلك بأدب شديد جداً، وقال لى (قصتك بتنقط حب).
إحدى عادات «محفوظ» والتى وصلت إلى «الثوابت» فى برنامجه اليومى، هى تدخين السجائر مع القهوة السادة، التى لايمكن أن يدخنها دون القهوة، مثلما يؤكد الريان، الذى يروى عن أحد المواقف الطريفة، التى تعرض لها «الأستاذ» أثناء ذهابه إلى «إدكو» للقاء أحد الأصدقاء قائلاً: وإحنا فى العربية كان عاوز يشرب سيجارة، وهو مستحيل يعمل كده من غير القهوة، يشرب أول (شفطة) من القهوة وبعدها يشرب السيجارة.. ومش مهم القهوة ممكن ما يكملهاش لكن لازم يبدأ بيها، بس حيعمل كده إزاى وإحنا فى العربية، وبدا مضطرباً إلى أن وصلنا «إدكوا» واستقبلنا صديقنا محمد كمون، بحفاوة شديدة وأول ما دخل «الأستاذ» طلب قهوة سادة، وبعدها تمكن من شرب أول سيجارة له فى هذا اليوم، تحس أنه انتعش بعدها وبدأ الضحك والحديث مجدداً، قائلاً (الحمد لله إن جدتى علمتنى أشرب القهوة من زمان سادة)، لأنه كان بيعانى من مرض السكر.
وحكى «الريان» موقفاً طريفاً آخر فى حياة «أديب نوبل» جمعه مع توفيق الحكيم، بعد أن اقتربت «خواجاية جميلة» إلى «محفوظ» وصافحته بحرارة ثم قبلته بشدة.. فقلناله «أيوا يا عم ماشية معاك»، لكن توفيق الحكيم، قال له: «يا نجيب لما تتباس كدا اعرف إنك كبرت خلاص ومفيش خوف منك».
الحادث الذى وقع فى حياة «محفوظ» والذى أحزن جميع عشاقه فى مصر والعالم كان أهم اللحظات التى توقف عندها «الريان» قائلاً: (عقب حادث الاعتداء الشهير على «أديب نوبل» عام 1994، سافرت القاهرة للاطمئنان عليه، وذهبت لزيارته فى المستشفى، وكانت الممرضة تناوله الدواء، وسعد جدا بزيارتى واحتضننى وقال لى: «أنا عارف اللى عندك، وانت عارف اللى عندى»، وانصرفت بعدها مباشرة، وفهمت أنه لا يريد التحدث من شدة تعبه).
وأضاف: (كان مخلصا جدا لأصدقائه، ويحزن كثيرا لفقدانهم، وحزن على وفاة الفنان أحمد مظهر حزناً كبيراً، وشاهدت حبه وإخلاصه لأصدقائه عن قرب، حيث تصادف أحد أعياد ميلاده مع ذكرى «الأربعين»، لوفاة الأديب الكبير يحيى حقى، وسافرت للقاهرة لحضور حفل عيد ميلاده مع «شلة حرافيش» هناك، فى كازينو قصر النيل، وحضر أحمد مظهر بصحبة مريم فخر الدين، وفوجئنا بعدم وجود «محفوظ» وذهابه لحضور أربعين «حقى»، وحضوره بعدها إلينا، رغم رغبتنا نحن فى الذهاب إليه فى أى مكان للاحتفال به لعدم إرهاقه، إلا أنه أصر على الحضور إلينا بعد تأدية واجب العزاء».
وعن تفاصيل حياة «محفوظ» التى يعرفها، قال: «كان فى شدة النظام، ويرفض استقبال أحد فى منزله نهائيا، وكان يقابل أصدقاءه فى الخارج، لأنه يرى أن المنزل مخصص للراحة والكتابة فقط، حيث يبدأ الكتابة من الساعة 6 مساء حتى الساعة 8، بعدها يغادر المنزل لمقابلة أصدقائه ولا يكمل الكتابة حتى لو لم ينته من الجملة أو الفكرة التى يحملها».
وحول طقوسه بـ«الثغر» قال «الريان»: «كان نجيب بك -كما كان يناديه، يستيقظ مبكرا ويرتدى ملابسه، ويتناول إفطارا خفيفا، ثم يتوجه للجلوس فى تريانون الحلوانى بمحطة الرمل، أو كافيتريا فندق «بلازا» القريبة من منزله فى «سان ستيفانو» فى الصباح، ويرفض الجلوس مع أحد فى تلك الأثناء مكتفيا بالتأمل، ولو طلب أحد الحديث معه يرد عليه بعبارة واحدة لا تتغير وهى (تعالى بالليل فى سان ستيفانو)، كان لا يحب أن يخترق أحد لحظات تأمله للبشر والحياة، وكان يكره الإزعاج بشدة، ثم يتناول غداءه فى أحد مطاعم محطة الرمل، ويعود للمنزل للراحة، ثم يقابلنا من الساعة 6 مساء حتى الساعة 10، بعدها ينصرف بصحبة أى منا للتوجه لتناول العشاء فى مطاعم محطة الرمل». وتابع «الريان»: «رغم ذلك كان نجيب محفوظ فى شدة الأدب والذوق ومحبا للناس جدا، ومستمعا جيدا، وأتذكر فى إحدى المرات أثناء جلوسنا معه فى كافيتريا سان ستيفانو، حضر تلميذ ثانوى، أصبح صحفيا شهيرا الآن، مجلسنا وهاجم أعماله بشدة، وكنا نود طرده من مجلسنا، فرفض الأستاذ وقال جملة لن أنساها: (اتركوه يعبر عن رأيه بحرية، لازم نسمعه إحنا كبرنا خلاص وبقينا متطفلين على العصر، وكويس إن العصر الحالى متقبلنا).
واستطرد: «كان يعشق الإسكندرية بطريقة غير عادية، ويصفها دائما بأنها معشوقته الأثيرة، بالرغم من أن القاهرة هى التى تجرى بها غالبية أحداث روايته وأعماله، باستثناء روايتين فقط عن الإسكندرية، هما السمان والخريف، وميرامار، وهو بنسيون لايزال موجودا حتى الآن بمحطة الرمل، وكان يقول ضاحكا: «عبدالحليم عبدالله ماسك الريف والفلاحين فى كتاباته، وأنا ماسك المدينة، قاصدا القاهرة».
وقال: «أثناء وجوده فى الثغر، كان نجيب محفوظ يبعد تماما عن الكتابة والعمل، ويكتفى فقط باختزال تأملاته للحياة والبشر فى ذاكرته القوية، وفى إحدى المرات حضرت إلينا فى مجلسنا بسان سيتفانو، تهانى راشد المذيعة الشهيرة بعربة التليفزيون، وطلبت التسجيل معه على انفراد فرفض، وقال لها أنا جاى إسكندرية أقعد مع أصحابى ممكن تسجلى هنا معانا كلنا، فقالت له أنا جاية من القاهرة بعربة التليفزيون، فرد عليها وأنا معنديش دماغ»- حسب قوله.
وأضاف: «فى افتتاح دورة الألعاب الأفريقية، التى نظمتها مصر فى بداية التسعينيات وحضرها ليوبولد سنجور، الرئيس السنغالى الأسبق، الشاعرالشهير، كان نجيب بك موجودا وقتها فى الثغر، وطلب منه المسؤولون حضور لقاء مع (سنجور) بجامعة القاهرة، ثم حضور افتتاح الدورة باستاد القاهرة، ووجود سيارة خاصة لانتقالاته، إلا أنه رفض السفر والحضور للقاهرة، وبعد إلحاح منهم وافق على حضور لقاء جامعة القاهرة فقط والعودة مرى أخرى للثغر، بالرغم من أنه كان يعشق كرة القدم التى يجيد لعبها ولا يشاهدها إلا قليلاً».
وعن المقتنيات التى لديه وتحمل توقيع أديب نوبل، قال «الريان»: «كان يعلم حبى وهوايتى لجمع طوابع البريد والعملات، وعقب حصوله على نوبل، أصدرت هيئة البريد أظرف خطابات تحمل صورته عليها طابعان، بالإضافة لطبع صورته على طوابع البريد، وقمت بشراء فرخين من الطوابع تسمى (تو شيتس) بكل منها 100 طابع، بفئات مختلفة، وقام بالتوقيع لى عليهما واعتز بامتلاكها جدا وتوقيعه عليهما، بالإضافة لتوقيعاته على عدد من الروايات، منها رواية أولاد حارتنا طبعة بيروت، التى كتب لى فيها.. إلى أحمد الريان، مع صادق حبى وتقديرى، المخلص نجيب محفوظ، بالإضافة لتوقيعه إهداءات لابنتى أميرة وإيمان، على روايات «ثرثرة فوق النيل»، «حديث الصباح والمساء» و«قشتمر».
وتابع: «أثناء ذهابه إلى لندن للعلاج، جمعت كل ما كتب عنه فى الصحف والمجلات المصرية، وسميتها رحلة الشفاء والثمانون عاما، وشاهدها بعد عودته وسعد بها جداً، وقام بالتوقيع عليها أيضا فى وجود المفكر الراحل الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيرى، الذى أعجب بها، وأهديتها له». واختتم حديثه وهو يغالب دموعه قائلا: «نجيب بك على المستوى الإبداعى والإنسانى يستحق 100 (نوبل)، وكان يرى أن الجائزة جاءته متأخرة وكان يتمنى الفوز بها فى سن صغيرة، حتى يمتع الناس بأدبه».