شنت عدة فصائل سورية مسلحة، الثلاثاء، هجوماً على منطقة الزارة، بمحافظة حماة، وتقاتل العديد من الجماعات المسلحة، بينها «جبهة فتح الشام» المسمى الجديد لـ«جبهة النصرة»، والقوات الحكومية في إطار العملية التي تحمل اسم «اليوم يومك يا حلب».
ويأتي إطلاق العملية الهجومية بعد أن قام المعارضون بإطلاق عملية أخرى، أمس الأول، بمدينة حلب لكسر الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة بشرق المدينة، ولقي ما لا يقل عن 28 مدنياً مصرعهم بينهم 6 قُصَّر و8 سيدات جراء إطلاق الصواريخ من جانب المعارضة ضد المناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية في حلب.
وفي سياق متصل، قالت خدمة إنقاذ سورية التي تعمل في منطقة تسيطر عليها المعارضة، إن مروحية أسقطت عبوات من الغاز السام، أمس، على بلدة قريبة من مكان أسقطت فيه هليكوبتر عسكرية روسية قبل ساعات، وقال متحدث باسم الدفاع المدني السوري إن 33 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال تأثروا بالغاز في بلدة سراقب، وقال عُمال الدفاع المدني الذين توجهوا للموقع إنهم يشتبهون في أن الغاز المستخدم هو غاز الكلور لكن يتعذر التحقق من ذلك، كما نشر الدفاع المدني السوري الذي يصف نفسه بأنه مجموعة محايدة من المتطوعين في أعمال البحث والإنقاذ، تسجيلًا مصورًا على «يوتيوب» يظهر فيه عدد من الرجال يحاولون التنفس بصعوبة ويزودهم أفراد يرتدون زي الدفاع المدني بأقنعة أكسجين.
في المقابل، نفت القوات الحكومية وقوات المعارضة استخدام الأسلحة الكيماوية خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ 5 سنوات، فيما تقول قوى غربية إن الحكومة مسؤولة عن هجمات بغاز الكلور ومواد كيماوية أخرى، واتهمت الحكومة السورية وروسيا قوى المعارضة باستخدام الغاز السام.
وعن المروحية الروسية التي أسقطت مساء أمس الأول، قال رئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، سيرجي رودسكوي، إن المروحية طراز ام.آي 8 أسقطت بضربة أرضية فوق منطقة خاضعة لسيطرة «جبهة النصرة» وفصائل «المعارضة المعتدلة، موضحاً أن طاقم المروحية يتكون من 3 أشخاص وضابطين من مركز المصالحة الروسية، وأنهم قتلوا جميعاً حسب المعطيات الأولية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المروحية أُسقطت في منتصف الطريق تقريبًا بين حلب وقاعدة جوية روسية في حميميم قرب ساحل البحر المتوسط، مشيرة إلى أنها أسقطت بعد أن قامت بتوصيل مساعدات إنسانية لمدينة حلب وأثناء عودتها إلى القاعدة الجوية الروسية الرئيسية في محافظة اللاذقية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة.
وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية أنه من المتوقع أن تشن القوات الجوية الروسية سلسلة جديدة من الضربات المكثفة على مواقع الإرهابيين بسوريا، ردا على إسقاط مروحية «مي-8» ومقتل العسكريين الروس على متنها.
ونفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، وجود تعاون أو تبادل معلومات بينها وبين العسكريين الروس في سوريا، وأنه لا يوجد نية لفعل ذلك مستقبلا، وأوضح المتحدث باسم الوزارة، ميشيل بالدانتسا أن العسكريين الأمريكيين والروس يتقابلون بشكل منتظم في إطار مذكرة تفاهم حول ضمان أمن الطلعات الجوية فوق سوريا، وأن «هذه اللقاءات مكرسة فقط لمسألة أمن الطيارين».
من جانبه، طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الاثنين، روسيا بعدم تنفيذ عمليات هجومية في سوريا وأن تمنع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من القيام بذلك أيضا، فيما دعت الأمم المتحدة لوقف الأعمال القتالية قرب حلب بأسرع ما يمكن، وأكد فرحان حق، مساعد المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة، إن المنظمة «تواصل مناقشات مع السلطات الروسية والسورية عن كيفية التعامل مع الاحتياجات الإنسانية لسكان حلب وغيرها من المناطق السورية».