أعرب وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، عن «استغرابه» قرار السلطة الوطنية الفلسطينية رفض التفاوض مع بلاده فى حال استمرارها فى بناء المستوطنات، وقال بعد لقاء عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، إن عمليات الاستيطان كانت أكبر بـ4 مرات أيام الزعيم الفلسطينى الراحل، ياسر عرفات، لكن ذلك لم يعرقل المفاوضات.
وقال باراك إن الجانب الفلسطينى «لم يكن لديه فى السابق مشاكل مع مواصلة الاستيطان خلال محادثات السلام»، ولكنه اعتبر أن المشكلة التى تعرقل مباحثات السلام حالياً هى «فقدان الثقة المتبادلة وليس عمليات الاستيطان».
وتسعى واشنطن جاهدة لإيجاد مخرج لدفع عملية المفاوضات المتوقفة، خاصة بعد إعلانها فشلها فى إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان فى الضفة الغربية.
وعقدت وزيرة الخارجية الأمريكية جولة لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين استكملتها الجمعة، فيما استبق كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لقاءه معها فى واشنطن بالتأكيد على أنه لا مفاوضات مع الاستيطان.
جاء ذلك فيما دعا 26 من زعماء أوروبا السابقين إلى فرض عقوبات على إسرائيل وتعليق تطوير العلاقات معها فى أعقاب سياستها الاستيطانية ورفضها الالتزام القانون الدولى.
ولفتت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، بحسب ما نقله موقع «عرب 84» إلى أن الزعماء يطالبون بوضع حد لاستيراد بضائع المستوطنات، مؤكدين أن إسرائيل تخالف القانون بعدم تمييز بضائع المستوطنات عن البضائع المصنعة داخل إسرائيل عمداً، ما يشكل انتهاكاً للاتفاق مع الاتحاد الأوروبى، وبعث الزعماء برسالة إلى قادة الاتحاد الأوروبى ورؤساء حكومات أوروبية، وقع عليها رؤساء حكومات سابقين ووزراء، شملت انتقادات شديدة تجاه إسرائيل، ومن الأسماء اللافتة الموقعة على الرسالة الرئيس الألمانى الأسبق ريخارد فون فايتسكر ورئيس وزراء إسبانيا الأسبق فيلبيه جونزاليس، ومسؤول العلاقات الخارجية فى الاتحاد الأوروبى سابقا خافيير سولانا والرئيس الإيطالى السابق رومانو برودى والرئيسة الأيرلندية السابقة ميرى روبينزون.
ووصفت الصحيفة الرسالة بأنها «خارجة عن المألوف فى حدتها» وتشدد على رفض الاتحاد الأوروبى طيلة الوقت للاستيطان «غير القانونى»، حسب الرسالة، مشيرة إلى أن الاتحاد لم يحدد ما أبعاد استمرار الاستيطان فى الأراضى المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وتدعو الرسالة إلى تحذير إسرائيل بعدم تطوير العلاقات والتعاون وتنفيذ الاتفاقيات الثنائية فى حال استمرار الاستيطان، وقالت «هاآرتس» إن الرسالة تنضم إلى قرار حكومة البرازيل والأرجنتين الاعتراف بفلسطين دولة حرة ومستقلة فى حدود 1967، وقرار مجلس الاتحاد الأوروبى الداعم لقرار السلطة الفلسطينية إعلان الدولة المستقلة.
وفى غزة، توفى شابان بانفجار قذيفة مدفعية من مخلفات الاحتلال فى الشجاعية شرق مدينة غزة فى قطاع غزة، كما أصيب 3 مواطنين برصاص الاحتلال شمال وجنوب قطاع غزة.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلى بأنه استخدم قذائف غاز مسيل للدموع قاتلة محظور استخدامها ضد المتظاهرين الفلسطينيين. وقال متحدث باسم الجيش فى بيان «بعد التحقيق يبدو أن الجنود استخدموا علب الغاز المسيل للدموع طويلة المدى لتفريق المشاغبين فى تناقض مع لوائح جيش الدفاع الإسرائيلى». وكانت منظمات حقوقية إسرائيلية كشفت أن بعض الوحدات الإسرائيلية فى الضفة الغربية أطلقت هذه القذائف أثناء مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين. وقالت منظمة «بتسيلم» الحقوقية إنها وثقت 3 حوادث أطلقت فيها إسرائيل عشرات قذائف الغاز المسيل للدموع الممتدة المدى على متظاهرين فى قرية النبى صالح بالضفة وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.