بايع الآلاف من مريدى ومشايخ الطرق الصوفية، ينتمون إلى 13 طريقة صوفية الشيخ عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، خلال أكبر مسيرة تعرفها القاهرة باسم «الموكب الصوفى» للاحتفال برأس السنة الهجرية وسط مقاطعة كبيرة من مشايخ الطرق الصوفية فى «جبهة الإصلاح الصوفى» المعارضة لمجلس القصبى.
بدأت المسيرة الصوفية بالسير فى صفوف منظمة من مسجد صالح الجعفرى بحى الدراسة، مؤسس الطريقة الجعفرية الأحمدية، إلى مسجد الحسين بحى الجمالية وسط حراسة أمنية مكثفة أغلقت خلالها الشوارع المرورية المؤدية إلى ميدان الحسين.
ظلت الطرق الصوفية المشاركة بالموكب الصوفى طوال ساعتين تنشد قصائدها المختلفة المتوارثة من مؤسسى طرقهم عن أيام هجرة الرسول ومدح الحسين على الطبل والمزمار والرقص، لينتهى الموكب بمنصة فى ساحة مسجد الحسين ترأسها الشيخ القصبى ومعه مشايخ الطرق الصوفية المشاركة بالموكب، بالإضافة إلى 4 أعضاء من المجلس الأعلى، حيث قراء الآلاف من المريدين مع مشايخهم فاتحة البيعة للقصبى كشيخ ورئيس للمجلس الأعلى للطرق الصوفية.
وغاب عن الاحتفال مريدو مشايخ جبهة الإصلاح الصوفى الموقعون على بيان مطالبة القصبى بتحديد مدة رئاسة شيخ ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية بثلاث سنوات بدلا من أبدية المنصب، وهو مضمون دعولهم القضائية أمام القضاء الإدارى بمجلس الدولة، التى شكلت أزمة مشتعلة بين 67 شيخ طريقة.
وخلال احتفالية الطرق الصوفية برأس السنة الهجرية داخل مسجد الحسين كرر القصبى نفس كلمته فى الاحتفال السابق مع دعاء مكرر عن هجرة الرسول وتأسيس المدينة المنورة والصعاب التى شهدتها الدولة الجديدة من أعدائها.
بينما قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو مجلسى نقابة الأشراف والطرق الصوفية، بإن هجرة الرسول أعقبها صدور أول وثيقة لإنسانية وحرية الأديان للتعايش والمحبة بين أتباع الديانات، موضحا أن الوثيقة تعد أول دستور.
فى إشارة منه للرد على تقرير الحريات الدينية الأمريكى والمطالبين بضرورة الوحدة الوطنية قال هاشم: «إن الباحثين عن الوحدة الدينية والمتحدثين عن حرية الأديان فى أرض كنانة مصر أقول لهم إن مصر شهدت أول وثيقة ودستور للتعايش والإخاء منذ مجىء الفتح الإسلامى بقيادة عمرو بن العاص، الذى كفل فى الوثيقة حرية وحقوق أتباع الديانات الأخرى».