سيتذكر مشجعون لكرة القدم في عمر معين دائمًا، فالكاو في كأس العالم 1982، ودوره الرائع بجانب زيكو وسقراطيس وسيريزو، في واحد من أفضل فرق البرازيل على مر العصور.
لكن خسارة هذا الفريق 3-2 أمام إيطاليا في دور المجموعات الثاني التي كلفته مكانًا في الدور قبل النهائي، لا يمكن نسيانها وحفرت اسم فالكاو في سجلات التاريخ.
لكن حين ينظر إلى اللحظات الرائعة في مسيرته كلاعب، فإن هناك مناسبة أخرى أقل شهرة لا تزال كامنة في طيات قلبه.
وشكلت أوليمبياد 1972 خيبة أمل للاعبي البرازيل، لكن الخسارة أمام الدنمارك وإيران، وبينهما التعادل مع المجر تحكي فقط نصف القصة.
ويقول فالكاو لرويترز، إن الألعاب الأوليمبية شيء استثنائي.
وأضاف في مقابلة عبر الهاتف في وقت سابق هذا الشهر، قبل العودة لتدريب ناديه الأول إنترناسيونال في فترة ثالثة «كانت لحظة فريدة من نوعها. الأوليمبياد أعظم شأنًا من كأس العالم، لأنك تنافس بجوار أفضل الرياضيين في العالم. في مسابقة كرة القدم أنت مجرد لاعب كرة قدم».
وتابع: «رغم أن كرة القدم تتصدر العناوين في المعتاد، فإن الأوليمبياد تجربة فريدة، لأن الجميع يلتقون في القرية الأوليمبية. يمكن الاجتماع مع رياضيين آخرين في مقهى وتبادل سلاسل مفاتيح تذكارية.. كان أمرا جميلا حقا».
وعلى فالكاو ألا يشعر بالأسف إزاء هذه المشاركة الكارثية في ميونخ، حيث أن الاخفاق في الحصول على ذهبية أوليمبية في كرة القدم هو أمر معتاد للبرازيل حتى في العصر الحديث الذي يشارك فيه لاعبون محترفون في الأوليمبياد.
وحتى عام 1992، كانت مسابقة كرة القدم بالأوليمبياد تقتصر على الهواة، وكان معظم فريق 1972 من المراهقين. وكان فالكاو أسطورة روما لاحقًا، الذي فاز بعد ذلك بالدوري الإيطالي وكأس إيطاليا مرتين، يبلغ عمره 18 عاما فقط.
وحتى بعد قبول مشاركة لاعبين محترفين تقل أعمارهم عن 23 عامًا، واصلت البرازيل التعثر. وشاركت البرازيل 12 مرة في مسابقة كرة القدم الأوليمبية وخسرت ثلاث مرات في النهائي، بما في ذلك أوليمبياد لندن 2012.
وتبدو قائمة اللاعبين الذين حاولوا وفشلوا في الفوز بذهبية أوليمبية مثل تشكيلة مثالية للبرازيل عبر العصور.
فبالإضافة إلى فالكاو تضم قائمة الذين عادوا بخفي حنين جونيور «1976» ودونجا «1984» وتافاريل وروماريو «1988» وروبرتو كارلوس ورونالدو «1996» ولوسيو ورنالدينيو «2000» وتياجو سيلفا ومارسيلو «2008».
وتبقى ذهبية الأوليمبياد الجائزة الكبرى الوحيدة التي لم تفز بها البرازيل في كرة القدم، لذا تطمح في إنهاء حظها العاثر أخيرًا عندما تلعب بين جماهيرها في أغسطس.
وتضم البرازيل بين صفوفها نيمار، قائد المنتخب الأول، وهو واحد من ثلاثة لاعبين فوق السن كما تحظى تشكيلتها بأسماء كبيرة مثل رافينيا زميل نيمار في برشلونة وماركينيوس من باريس سان جيرمان«وفيليبي أندرسون من لاتسيو.
وإلى جوار نيمار سيلعب في الخط الأمامي ثنائي سانتوس جابرييل باربوسا «19 عاما» وجابرييل جيسوس المرشحان للعب في أندية اوروبية كبيرة.
وتستهل البرازيل مشوارها بمواجهة جنوب افريقيا في برازيليا قبل أن تلعب ضد العراق في المدينة نفسها ثم الدنمرك في سلفادور.
ويرى فالكاو أن الضغط هذا العام سيكون مضاعفا بسبب اللعب على الأرض ووسط الجمهور المحلي.
وعاشت البرازيل إحباطات نفسية في السنوات الأخيرة، أبرزها عند الهزيمة المذلة 7-1 أمام ألمانيا في قبل نهائي كأس العالم 2014 على أرضها، لكن فالكاو المعروف بلقب «ملك روما»، قال إن مفتاح الفوز سيكون تحويل الضغط لصالح الفريق.
وأوضح: «هذا هو اللقب الوحيد الذي لم نفز به لذا تتحدث عنه الصحف يوميا وهذا يولد ضغطا. لكن أعتقد أن الضغط يمكن أن يكون ايجابيا وليس سلبيا اذا أدرك الفريق كيفية التعامل معه. المزية هي أن الفريق الأوليمبي يضم الآن لاعبين محترفين على أعلى مستوى وينافسون في بطولات دوري صعبة ومستواهم جيد مثل أي لاعبين آخرين».
واختتم: «نحن ضمن المرشحين.. كما هو الحال دائما».