x

عمال «بتروجيت المنصورة»المصابون يرون تفاصيل الحادث

الخميس 09-12-2010 17:37 | كتب: ممدوح عرفة |
تصوير : اخبار

خيم الحزن على قرى (سنتماى - وكفر بهيدة - ومدينة ميت غمر) فى الدقهلية وقرى (تصفا - وجمجرة - والصدرة) فى مركز كفر شكر بالقليوبية، حيث شيعوا جثامين 7 من أبنائهم العاملين فى شركة «بتروجيت» فرع المنصورة، الذين لقوا مصرعهم فى حادث مروع،الأربعاء، وشيعت قرية «تصفا» فى كفر شكر بالقليوبية جثمان، سعيد محمد الشحات «23 سنة» وسط بكاء هستيرى من والده وأهل القرية، ظل يردد «سعيد كان ذراعى اليمنى فى تربية إخوته، منحه الله الحنان على والديه وحب الناس».


ولم تصدق والدته خبر وفاته وتقول إن «سعيد حى.. لم يمت»، ثم تدخل بعدها فى نوبة بكاء وتحاول زوجته ملاحقة المشهد لإلقاء نظرة الوداع عليه وسقطت مغشيا عليها، وبكى الجميع عند رؤيتهم طفله، الذى لم يتجاوز عاماً ونصف العام وهو ينظر إلى جنازة والده دون أن يدرى ماذا يجرى.


داخل مستشفى أجا العام، التقت «المصرى اليوم» بأسرة أحد المصابين الذين نجوا من الموت، حيث يرقد محمد أحمد عبدالله «22 سنة» من قرية «تصفا» - بين الحياة والموت، والده يرفع يديه إلى السماء، طالباً من الله أن يمن على ابنه بالشفاء ليستكمل رحلة البحث عن شريكة حياته التى بدأها منذ أسابيع.


ويقول والده إن الخبر وصل القرية بسرعة شديدة، بأن سيارة العاملين فى شركة «بتروجيت» اصطدمت بسيارة أخرى وأن كل من بداخلها لقوا مصرعهم وكنت فى البيت لا أعلم شيئاً، وفى الثامنة صباحاً دق أحد أقاربى الباب وأخبرنى بأن السيارة تعرضت لحادث بسيط، وأنهم فى المستشفى وصدقت هذا الكلام فى بادئ الأمر، وعندما توجهت بصحبة العديد من أقاربى وأهل القرية ومررت على مكان الحادث وشاهدت منظر الميكروباص وهو فى جانب الطريق، قلت إنه من المستحيل أن ينجو أحد، وتأكد لى ان ابنى ليس على قيد الحياة وسلمت أمرى إلى الله، ورغم أن المسافة بين مكان الحادث والمستشفى لا تتجاوز 5 كيلومترات، أحسست كأنها 50 كيلومتراً، كان هدفى إلقاء نظرة على ابنى حياً أو ميتاً، ودخلت المستشفى وأنا لا أتمالك نفسى وقال لى الجميع إن ابنك داخل غرفة العمليات تجرى له جراحة استكشاف واستئصال جزء من الأمعاء لوجود نزيف داخلى، وبعد وقت طويل خرج فى غيبوبة تامة، كل شىء فيه مربوط وتخرج من فتحتى أنفه وبطنه أنابيب وهو الآن لا يعرف من بجواره، حاول المسؤولون فى الشركة نقله إلى مستشفى خاص، إلا أن الأطباء رفضوا إلا بعد أن تستقر حالته.


وداخل مستشفى خاص فى المنصورة، يرقد إيهاب أحمد شهاب «27 سنة»، يعانى من كسر مضاعف فى الفخذ اليمنى فى انتظار إجراء عملية جراحية لتركيب مسمار وشريحة يقول: «أعمل فى الشركة منذ 4 سنوات، وأتولى نقل العاملين مع مقاول متعاقد مع الشركة، كنا نذهب إلى عملنا كل يوم عن طريق أتوبيس ننتظره من بعد صلاة الفجر فى مدينة كفر شكر ونعود إلى نفس المكان بعد 6 مساء، وفى هذا اليوم فوجئنا بتغيير الأتوبيس بسيارة (ميكروباص) عرفنا بعدها أن الأتوبيس به عطل، وكالعادة فهناك من يقرأ القرآن ومن يسبح الله ومن ينام ومن يقوم بقراءة الصحف، لا أتذكر ماذا حدث وقت وقوع الحادث ولم أدر إلا وأنا فى المستشفى يجلس إلى جوارى أهلى وأقاربى».


وعلى السرير المقابل يجلس ربيع صبحى محمد «34 سنة» من قرية «جمجرة - مركز كفر شكر»، الذى يعانى من كسر فى الفخذ اليمنى ومن شرخ فى الحوض، يقول: «أعمل فى الشركة منذ 5 سنوات ولم أتذكر وقت وقوع الحادث والحمد لله على كل حال أهم شىء زملاؤنا يكونوا كويسين» دون أن يعرف أن هناك 7 من زملائه لقوا مصرعهم.


ويقول المقدم علاء علوانى، نائب مأمور مركز شرطة أجا: «تلقيت بلاغا بالحادث فور وقوعه فى الساعة 6 و45 دقيقة من صباح الأربعاء وكان مروعا لتحول الميكروباص إلى قطعة من (الصفيح) وزيادة عدد الجثث والمصابين وتناثر الأشلاء واختلاطها، وتبين أن سبب الحادث، أنه عندما كان سائق (الميكروباص) رقم 11928 يتخطى السيارة النقل رقم 4197 د ف أ من جهة اليمين، وفوجئ بالسيارة النقل رقم 5529 بمقطورة رقم 1529 تصطدم به من الخلف، فاختلت عجلة القيادة فى يدى السائق واصطدم بالسيارة النقل المجاورة وتمكنت قوات الدفاع المدنى والشرطة والإسعاف من إنقاذ 9 أشخاص واستخراج 7 آخرين لقوا مصرعهم فى الحال.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية