قال الدكتور أحمد درويش، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس إن العالم يتطلع للاستثمار فى مشروعات الهيئة الاقتصادية وإنه قام بعقد 516 لقاء مع مستثمرين من 22 دولة حول العالم و67 لقاء مع المستثمرين وكبار رجال الأعمال ورؤساء بنوك ومؤسسات التمويل العالمية خلال الفترة الماضية منذ تأسيس الهيئة فى أكتوبر الماضى.
وأوضح فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن الهيئة تقوم بإعداد البنية التنظيمية والمؤسسية والتحتية ويسير جنبا إلى جنب معها الاستثمار وهو الذى سيقوم على هذه الأركان الثلاثة.
وأضاف أن عام 2016 صعب على العالم كله وأن العام المقبل سيكون جيدا وأن الانطلاقة الحقيقية لمصر فى 2018، مشيرا إلى أن هناك عقودا سيتم توقيعها مع سنغافورة فى شرق بورسعيد، للسيارات، مؤكدا أن العالم الاستثمارى يرغب بقوة فى الاستثمار فى مشروعات الهيئة الاقتصادية.
■ هيئة قناة السويس فرضت رسوما 8% على السفن التى تدخل ميناء شرق بورسعيد، ما أدى لخروج خطوط من مصر، وهو ما فسره البعض بعدم وجود تنسيق بينكما؟
- قرار فرض رسوم 8% على السفن أكثر من 350 مترا التى تدخل ميناء شرق بورسعيد مرتبط بوزارة المالية، لأنها تبحث عن العملة الصعبة، وأبحث مع الفريق مهاب مميش تأثيراته على حجم تردد السفن على شرق بورسعيد، وقريبا سيتم اتخاذ قرار فيه والصيغة المناسبة للضريبة وجميع الرسوم التى سيتم تطبيقها والمستثمر نفسه يسأل عن الضرائب، وهذا يأتى بعد دراسة جميع الهيئات الاقتصادية المحيطة بنا.
■ هل توصلت لمعرفة أسباب حادث اصطدام سفينة الحاويات الصينية برصيف شرق بورسعيد وتكرارها؟
- الموضوع أمام النيابة وجهات التحقيق، ولم يصلنى التقرير النهائى حتى الآن.
■ هل استمرار الحريق فى نفس المكان يرجع إلى ضعف الأمن الصناعى؟
- لا.. أنا كنت حريصا أن أسأل فى هذه النقطة عن أسباب استمرار الحريق ومدى كفاءة الأمن الصناعى والأمن والسلامة، لكن النقطة المهمة أن نظام إطفاء الحاويات المغلقة معقد بعض الشىء وطريقة التعامل معه مختلفة عن الحرائق المباشرة خاصة أن الحاويات كانت تحتوى على زيت طعام ومواد قابلة للاشتعال، ونحن حريصون على دراسة أسباب هذه الحادثة لمنع تكرارها فى المستقبل على الرغم من أنها تحدث فى أكبر الموانئ العالمية.
■ ما هو المخطط المستقبلى لشرق بورسعيد؟
- نحن نقوم ببناء 5 آلاف متر أرصفة، منها ألفا متر سيتم طرحهما والتعاقد مع مجموعة موانئ سنغافورة خلال شهر وبناء هذين الرصيفين يتم بالتنسيق معهم. والرصيف الغربى للسيارات والأوسط للحاويات.
■ لماذا لم تطرح مصر بناء الأرصفة على المستثمر بدلا من تحمل ميزانية الدولة أعباء بناء.. خاصة أنه سبق أن قامت مصر ببنائها من قبل ولم تحقق المكسب المنتظر؟
وجهة نظرى أن بناء الدولة للبنية التحتية للرصيف سيكون أفضل ويعطى ميزة للتفاوض أفضل وتجربة الماضى لن تتكرر حاليا خاصة مع إقبال العالم على مشروعات الهيئة الاقتصادية.
■ هل سيتم تقديم تسهيلات لموانئ سنغافورة خاصة فى ظل الامتيازات التى تحصل عليها محطة قناة السويس لتداول الحاويات؟
- ماذا تقصد بالتسهيلات.. هذه عقود استثمارية.
■ لكن المحطة المجاورة حصلت على امتيازات بعد إنشائها المرحلة الثانية والثالثة من الرصيف بدلا من الحكومة المصرية؟
- مجموعة موانئ سنغافورة تعلم تماما أنها قادرة على المنافسة فى هذا المكان، ميناء شرق بورسعيد من الموانئ المحورية فى العالم فهو نقطة ارتكاز لحركة التجارة فى العالم وهو ما يؤهله لأن يكون منافسا قويا. كما سيتم إنشاء رصيف خاص للصب الجاف وهذا سيخصص لصناعة السيارات وتم عقد مجموعة من اللقاءات مع شركة سيارات عالمية للعمل فى مصر.
■ متى سيتم الانتهاء من رصيف الحاويات الجديد؟
- نهاية هذا العام وأتوقع أن التشغيل فى الربع الأول من العام المقبل.
■ كيف توصف عام 2016 ومتى نبدأ فى جنى ثمار مشروعات الهيئة الاقتصادية؟
- عام 2016 عام صعب على العالم كله ونسبة النمو لم تزد على 2% فى دولة الصين مثلا وهى واحدة من أكبر اقتصاديات العالم، ولكن أتوقع أن يكون عام 2017 جيدا بالنسبة لمصر، وسيكون عام 2018 الانطلاقة الكبيرة وأنا أريد أن أوضح نقطة مهمة ماذا فعلنا الفترة الماضية. الهيئة لازم تبنى على هيكل مكون 4 أركان رئيسية وهى البنية التنظيمية، البنية المؤسسية، البنية التحتية ورابعا والأخيرة الاستثمار وهى الأهم ونظرا لأهميتها لابد أن تقوم على أساس سليم وقوى وأقول مثالا بسيطا يوضح أن الأساس السليم يعطيك التميز فالبنك الدولى احتفل منذ أيام بمرور 10 سنوات على بطاقة الأسرة أو التموين فى مصر وتم إيداعها فى مكتبة البنك الدولى كواحد من المشروعات الناجحة، وهذه البطاقة عندما بدأت أجهز لها وضعت لها 8 خانات يستطيع صاحب القرار أن يضيف لها أى دعم نقدى أو عينى حتى 8 أشكال من الدعم تقدمها الدولة للمواطن ولذلك فأصبحت بطاقة مرتبطة بحياة المواطن.
■ لكن الاستثمار والترويج للمشروع شىء مهم ومصر تنتظر الكثير من هذا المشروع؟
- أنا طيلة الشهور الستة الماضية أجريت 516 مقابلة مع مستثمرين من 22 دولة، وقمت بـ10 زيارات وحضرت 67 لقاء ومؤتمرا مع تجمعات رجال الأعمال، وعرضت مشروعات الهيئة والفرص الاستثمارية على جميع وبنوك ومؤسسات التمويل الدولية مثل بنك الاستثمار الأوروبى ومؤسسة التمويل الدولية، والبنك الدولى ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادى والبنك الأوروبى للتنمية والتعمير والبنك الأفريقى ومنظمة الأمم المتحدة.
■ ماذا أسفرت هذه اللقاءات؟
- أسفرت عن مجموعة من التعاقدات، هى قليلة ولكن مع المدة التى نشأ فيها المشروع إلا أنها ناجحة وكانت فكرة الترويج وعرض المشروع ومعرفة احتياجات وأسئلة المستثمرين هى الأهم.
■ ما أهم أسئلة وتخوفات المستثمرين؟
- تم تلخيص أهم أسئلتهم فى مجموعة من النقاط وهى التصنيف الائتمانى لمصر وهو ما ترد عليه بأن مصر تمر بظروف وستتعافى منها مثل بقية الدولة الاقتصادية الناشئة، سمعة مصر فى سهولة إدارة الأعمال وتسجيل الشركات، وحاليا نحن نسجل الشركة فى 48 ساعة وأقل وأيضا المعوقات الجمركية، وهو ما نقوم به حاليا، خاصة أننا هيئة اقتصادية ومنطقة حرة ولابد أن تخرج الدائرة الجمركية خارج المنطقة، وعدم جاهزية البنية التحتية، وهو ما تقوم به مصر حاليا من أنفاق فى الإسماعيلية وبورسعيد وشبكات الطرق والكهرباء وتحلية المياه، وأيضا تحويل الأرباح للخارج بالعملة الصعبة، وهو ما أكدنا عليه. وأيضا الضريبة ومقارنتها بالدول المجاورة التى يوجد بها هيئات اقتصادية. عموما يوجد 19 نقطة يتم على أساسها المقارنة أهمها «الكهرباء –الغاز- المياه- معالجة مياه الشرب – الاتصالات».
■ هل تضع أمامك نموذجا محددا من الهيئات الاقتصادية العالمية؟
- أنا منذ البداية أعلنت أنا مش نازل ألعب فى الدرجة الثانية.. أنا هالعب فى البريمييرليج ده طموحى وكل التخطيط والتجهيز لكى نكون قادرين على المنافسة وبقوة. وحاليا نحن نسير مع الأمور التنظيمية بالبنية المؤسسية من خلال مجلس استشارى عالمى من خلال شخصيات عالمية مرموقة، وخلال شهر سيتم طرح كراسة استشارى دولى للبنية التحتية الخاصة ببورسعيد.
■ هل ستتم الاستعانة بالدراسة الهولندية القديمة لشرق بورسعيد بدلا من دراسة دار الهندسة؟
- دراسة دار الهندسة كملت على دراسة المكتب الهولندى، نحن سنطبق ما هو أنسب لمشروعاتنا.
■ ما الإجراءات التى تتم بخصوص مشكلة السخنة وموانئ دبى، والحوض الثالث بالسخنة؟
- نحن منفتحون ولدينا كل الرغبة فى النجاح، ولكن الأهم عندى هو الحفاظ على حقوق مصر، نحن قدمنا كل التسهيلات لجميع المستثمرين، ولكن تبقى المشكلة فى الطرف الثانى، هم طلبوا مهلة وسيقررون، والناس معتقدة أن ميناء السخنة مملوك لموانئ دبى، وهذا غير صحيح، وهناك عروض استثمارية عديدة للاستثمار فى هذه المنطقة الحيوية.