قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى إن مجموعة الحوافز التى عرضتها الولايات المتحدة على إسرائيل لتمديد تجميد الاستيطان فى الضفة الغربية ليست محل نقاش فى الوقت الحالى، لأن الولايات المتحدة لم تعد تسعى إلى وقف بناء المستوطنات أو تجديد وقف البناء فيها، وتتحرك فى اتجاه مختلف.
وأكد أن موقف الإدارة الأمريكية من الاستيطان لم يتغير رغم أن الولايات المتحدة أعلنت فشلها في إقناع إسرائيل بوقف المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية، وأنها ما زالت تأمل التوصل قبل الصيف القادم إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال كراولي: «لقد عدلنا مسارنا، لكن هدفنا لا يزال التوصل إلى إطار اتفاق في غضون عام».
كانت الدبلوماسية الأمريكية حددت في أغسطس الماضي فترة العام من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. وقال كراولي: «نعتقد أن ذلك يبقى ممكنا»، وكرر القول: «سيتعين بالضرورة العمل بجد، لن يكون الأمر سهلا، لكن هدفنا لم يتغير».
وأضاف أن «الولايات المتحدة لا تغير الاستراتيجية، إنها تغير التكتيك فقط... وفي وقت معين سيكون على الطرفين العودة إلى المفاوضات المباشرة».
وأكد أن الولايات المتحدة لا تقبل شرعية مواصلة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. وقال: «إن موقفنا حول الاستيطان لم يتغير ولن يتغير، والولايات المتحدة لا تقبل شرعية مواصلة الاستيطان الإسرائيلي، وسنواصل التعبير عن هذا الموقف».
وحول ما إذا كان على وزارة الدفاع الإسرائيلية أن تفترض الآن أنها لن تحصل على 20 طائرة مقاتلة وطائرات «إف-35»، قال كراولى: «نحن لا نزال ملتزمين بأمن إسرائيل، وهذه المناقشات سوف تتم ولكن فى سياق مختلف، وسوف نواصل العمل مع إسرائيل كصديق وحليف فيما يتعلق باحتياجاتها الأمنية، وقد فعلنا ذلك على مدى عقود، وهذا لن يتغير».
كانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عرضت ضمانات سياسية وعسكرية لإسرائيل، خاصة تسليمها طائرات عسكرية حديثة، مقابل الحصول على تجميد آخر لوقف بناء المستوطنات.
وفيما يتعلق بطلب الاعتراف الدولي الذي يفكر فيه الفلسطينيون أكثر فأكثر، قال كراولى إن المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط سيزور المنطقة الأسبوع القادم وهناك حاجة إلى دعم دولى لهذه الجهود لدفع عملية السلام، مشيرا إلى أن الدعم الدولى لسبل أخرى سيكون سببا للتشتيت.
وقال: «نعتقد أن طرح هذه المسائل أمام منتدى دولي سيحول الانتباه عن عمق المشكلة ولن يؤدي إلا إلى المزيد من تعقيد ملف هو أصلا معقد».
ومن المتوقع عقد لقاءات بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين في واشنطن خلال الأيام المقبلة، وفى هذا الإطار سيلتقى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال اليومين القادمين في واشنطن.
كانت واشنطن تمكنت في بداية سبتمبر الماضي من تحريك محادثات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن العملية تعثرت بعد بضعة أسابيع بسبب إنهاء إسرائيل للقرار المؤقت بتجميد البناء في المستوطنات فى الضفة الغربية المحتلة.