فى 1940 ولد الروائى النوبى الكبير إدريس على وفى 29 نوفمبر الماضى غيبه الموت وبين التاريخين عاش حياة حافلة بالكتابة والصخب والشغب الإبداعى والمآسى. لقد ولد إدريس فى أسرة رقيقة الحال حالت ظروفها دون إتمام تعليمه فعمل بمهن مختلفة كان آخرها موظفا فى إحدى شركات المقاولات فبعد سفره من النوبة إلى القاهرة عمل مساعد كواء ومساعد بقال، وعامل غسل زجاج فى معمل أدوية، وغير ذلك عطفاً على تطوعه فى سلاح قوات حرس الحدود، وطبيعة عمل هذه القوات أتاحت له التنقل من مكان إلى آخر بين صحارى مصر وتخومها شرقاً وغرباً وبعد صدور روايته «دنقلة» التى يدعو بطلها لانفصال النوبة عن مصر، ويعارضه أهل القرية، اتهم إدريس بانحيازه لفكرة انفصال النوبة، ورد على ذلك بقوله إن هذه وجهة نظر تعسفية، وإنه منحاز لموقف القرية، لا لموقف البطل وأنه ضد دعاوى انفصال النوبة وقد تجلى ذلك بوضوح فى روايته «النوبى» وكلتا الروايتين ترجمتا للإنجليزية وعطفا على ما أثير من دعاوى فقد كان إدريس يرفض أن يصنف ككاتب نوبى ويفضل وصفه بالكاتب المصرى، لأن النوبة ليست جزءاً منفصلا عن البلد: وإدريس على كان عضوا باتحاد الكتاب وجمعية الأدباء، وله أيضا «مشاهد من قلب الجحيم»، وحصد العديد من الجوائز وجائزة معرض الكتاب عن روايته «انفجار جمجمة»، شارك إدريس فى حرب اليمن وكانت روايته دنقلة هى التى قدمته للمشهد الثقافى بشكل جيد وقد تمت ترجمتها إلى الإنجليزية ونالت جائزة جامعة أركنسو الأمريكية عام1999 ليبدأ الجدل فى الأوساط الثقافية حول ما سمى بالأدب النوبى وهى التسمية التى كان يرفضها إدريس وكان يرى أن الكتابة فعل حياة تستحق أن تعاش رغم أنه حاول الانتحار أكثر من مرة وفى كل مرة كانت الظروف تتدخل ويكتب له النجاة ثم كانت النقلة المهمة الثانية فى المسيرة الروائية لإدريس على فى روايته «انفجار جمجمة» عام 1999 والتى حصلت على جائزة الدولة التشجيعية وصدر منها طبعتان ولاقت احتفاء نقديا. ومن المعارك التى خاضها معركته على إثر مصادرة روايته «الزعيم يحلق شعره» التى تتناول تجربة المصريين فى العمل فى ليبيا نهاية السبعينيات.