x

أسامة خليل انهيار الأهلى والزمالك فى رقبة النظام أسامة خليل الأربعاء 27-07-2016 21:50


بعد أن شاهدت المستوى الهزيل الضعيف المخذل المخزى المحبط لفريقى الأهلى والزمالك فى الأسابيع الماضية سواء فى الكأس أو البطولة الأفريقية،اعتقدت للحظة الأولى أنه بسبب دلع وترهل واستهتار اللاعبين، خاصة فى الأهلى الذين يحصلون على رعاية تقترب مما يلقاها اللاعبون فى الأندية الأوروبية، حيث الجهاز الفنى على أعلى مستوى، والرواتب ضخمة وتصرف فى مواعيدها، والمعسكرات فى أفخم الفنادق، ونفس الأمر بدرجة أقل فى نادى الزمالك، ولكن هدانى تفكيرى للتريث؛ حتى لا أظلم أحدا أو أصدر أحكاما على رؤية انطباعية سريعة، وذهبت أبحث عن أسباب أخرى تبرر هذا الانهيار المفاجئ لأكتشف حقيقة مذهلة.

تصوروا أن لاعبى الأهلى والزمالك لم يحصلوا على راحة سلبية منذ عامين كاملين، والفريقان يلعبان بشكل متواصل بلا توقف أو راحة وقد يلعبان خلال عشرة أيام فى ثلاث بطولات مختلفة الدورى والكأس وأفريقيا، فالتواريخ تخبرنا بأن الموسم الماضى بدأ فى ١٤ سبتمبر ٢٠١٤ ومن وقتها لم يحصل الفريقان على راحة بسبب مشاركتهما فى البطولة الأفريقية ووصولهما نهائى بطولة الكأس العام الماضى، مع استمرارهما فى بطولات الموسم الحالى والتى لا يعلم أحد متى ستتنهى حيث لم يخبرنا عبقرى لجنة المسابقات الأستاذ عامر حسين، الذى لم تجد الكرة بمثله، بموعد انتهاء البطولة، وأنا هنا لا أسخر من الرجل! فهو بالفعل موهوب فى ترقيع البطولات وتسكين المباريات من مواسم سابقة إلى مواسم حالية، ونحن الاتحاد الوحيد فى العالم الذى يقيد فيه لاعب فى ثلاثة فرق خلال موسم محلى واحد، وهذه هى عبقرية المصريين، وأيضاً ربما نكون متفردين عن غيرينا فى إخفاء اسم ملعب المباراة قبل انطلاقها بـ٢٤ ساعة كنوع من التعمية والتخفى والمفاجأة والإثارة.

من هنا كان من العدل التريث فى إصدار أحكام قاطعة فى تدهور مستوى لاعبى الفريقين بمن فيهم اللاعبون البدلاء أو الذين لم يشاركوا فى أغلب المباريات فهؤلاء أيضا يصيبهم الملل من رتابة وروتينية التدريبات وفقدان الأمل من المشاركة، وعندما يأتى دورهم أو نصيبهم يكون الإحباط ضرب معنوياتهم والحماس فتر فى نفوسهم فيظهرون بالشكل الردىء الذى نراه وهو أمر ليس له علاج إلا بوجود أجهزة إدارية عالية الكفاءة والخبرة فى علاج اللاعبين نفسياً وتحفيزهم ودعمهم معنوياً ومراقبتهم خارج الملعب، ولكن إذا كانت الأجهزة الكروية الإدارية تعانى هى الأخرى من نفس الخلل والملل وبعضها تحول إلى موظفين وغلب على عملهم الطابع الروتينى وركنوا إلى تحميل الجهاز الفنى المسؤولية فيبقى من الظلم أن نحمل اللاعبين المسؤولية وحدهم عن تدهور المستوى.

إذن علينا أن نتفق أن جزءا أساسيا من تذبذب مستوى الأهلى والزمالك، وهما يمثلان الأندية الأكثر مشاركة فى البطولات المحلية والقارية، يعود إلى سوء النظام الكروى وهو أمر بات علينا أن نطرحه ونصر عليه ونحن على مشارف انتخابات اتحاد الكرة وصاحب الحظوظ الأوفر فيها الكابتن هانى أبوريدة و.... (عفواً ومجموعته) والرجل كما نعلم خبير كروى وعضو فى الاتحادين الدولى والأفريقى، وعليه الآن أن يقدم للرأى العام وليس للجمعية العمومية التى حسمت أمرها بانتخابه وفقاً للتقارير المسربة من شركة بريزينتشن، وهى الشركة المسؤولة عن الدعاية للقائمة وترضية الأندية وتلبية طلباتها والتى بدأت تتحدث عن اكتساحه الانتخابات وتعلن أرقاما، برنامجه الانتخابى، وهذه قصة أخرى سنتحدث عنها فى وقتها.

المهم أن أبوريدة الذى يمكن الوثوق فيه فيه كشخص وليس ك..... (عفواً كقائمة) يملك المؤهلات والخبرة لوضع نظام كروى محترف ومحترم، وهذا يتطلب منه أن يقدم لنا فى مشروعه الذى يعرضه على الجمعية العمومية ما يأتى:

أولاً: جدول ثابت لبداية الدورى ونهايته ومواعيد المباريات، وهو أمر ليس صعباً أو مستحيلاً كما يصور لنا القائمون عليها، بل يحتاج إلى إرادة واتحاد محترم وصاحب قرار لا يسلم نفسه لغيره، خاصة إذا علمنا أن ٢٠ ٪ من الفرق هى التى تشارك فى البطولات الأفريقية، وان نصفها يخرج من الأدوار الأولى، ما يعنى أن ٨٠ ٪ من الفرق موجودة ولا يوجد مبرر لتأجيل مبارياتها، أيضاً يتطلب هذا النظام خطة لمعسكرات المنتخبات من بداية الموسم يتم اعتمادها ولا تتغير، وفقا للنتائج مع تقليص مدة هذه المعسكرات والالتزام بلعب المباريات الودية فى الأجندة الدولية.

ثانياً: وهذا هو المهم لمستقبل الكرة والأندية أن يظهر لنا كرامة نستفيد بها من خلال وجوده فى الاتحاد الأفريقى، فنظام البطولات الأفريقية يعد سببا أساسياً فيما نعانيه، ولو انقطعت الأندية عنها عاماً سينتظم الدورى، فمن غير المعقول أن يظل الأهلى والزمالك، أو الفرق المشاركة، يلعبان فى البطولة بعد انتهاء الموسم المحلى، ما يعنى إجهاد اللاعبين ومللهم فى وقت يناسب الموعد فى أدواره النهائية فرق أفريقية أخرى وكأنه كتب علينا الشقاء، ونفس الأمر للبطولة الأفريقية للمنتخبات التى تقام كل عامين وهو أمر تتفرد به قارة أفريفيا عن باقى قارات العالم والتى تقام بطولاتها كل أربع سنوات، ولكن لظروف فساد الكاف يحرص أعضاء لجنته التنفيذية على جنى أكبر قدر من المال من حقوق الرعاية والبث للصرف على مكافآتهم المليونية ورحلاتهم الترفيهية ولقاءاتهم الطرية وهى فاتورة تدفعها منتخبات الدول والأندية للصرف على ملذات السادة أعضاء المكتب التنفيذى للكاف، ويتعين على أبوريدة الذى نأمل فيه خيراً أن يفيد الكرة الأفريقية والمصرية ويتبنى اقتراحاً بأن تكون أفريقيا مثل العالم فى نظام بطولاتها القارية، وهو اقتراح حتى وإن كلفه المقعد فإنه سيكسب احترام الجميع وسيبقى محتفلاً به فى وطنه.

ثالثاً: من أهم أزمات الكرة المصرية عدم امتلاك اتحاد الكرة قراره وإرادته، حيث سلم اتحاد جمال علام نفسه لوزارة الداخلية فهى التى تحدد مواعيد المباريات المهمة وأماكن إقامتها وتغييرها وقتما تشاء وكيفما تشاء، والتسليم هنا ليس من قبيل الضرورة الأمنية ولكن من قبيل الضعف والخوف وغياب الخيال، صحيح نحن جميعاً متفقون على أن للأمن الأولوية الأولى فى هذه المرحلة أو غيرها، ولكن هناك حلول كثيرة تحقق الأمن وفى نفس الوقت تحقق النظام، وأول هذه الحلول الاستعانة بالتجربة الإنجليزية، فقبل بداية الدورى هناك اجتماع بين الأمن الحكومى وأمن الشركات الخاصة واتحاد اللعبة وخلاله يتم تصنيف المباريات وفقاً لحساسيتها وجماهيريتها وخطورتها، فالمباريات عالية الحساسية أو الخطورة يمكن وضعها فى التوقيت المناسب الذى يقترحه الأمن مسبقاً، فمثلاً من الغباء وضع مباراة الأهلى والزمالك وقت احتفالات ثورة ٢٥ يناير، باعتبار أن الشرطة وقتها تكون فى أعلى درجات اليقظة لتأمين الشعب والمنشآت وغيرها من المواعيد التى لا يمكن للشرطة أن توفر فيها التأمين الكامل، ونفس الأمر ينطبق على الملاعب فخريطة الملاعب واضحة ومعروفة ويجب ألا نظل فى كل مباراة فى انتظار موافقة جهة أمنية أو عسكرية، وعلى أبوريدة أن يتفق معها من الآن لاستضافة المباريات الحساسة المعروفة سلفاً،

فالموضوع ليس صعباً أو مستحيلاً، بل يحتاج إلى حوار ونقاش واتفاقات ثابتة.

رابعاً: كرة بلا جماهير جنة بلا ناس، وهذه من القضايا التى يتعين على أبوريدة أن يدخل بمشروع لحلها، وأن يتحاور مع الدولة للاستعانة بالشركات الخاصة لتأمين المباريات، ويمكن أن نبدأ التجربة بتحديد عدد من المباريات الأقل خطورة أو حساسية والتى يسمح فيها بدخول الجماهير، فالمباريات الحساسة يعلمها الطفل فى بطن أمه وهى التى يكون طرفها الاهلى والزمالك معاً أو مع الإسماعيلى والمصرى والاتحاد، ويمكن استبعاد مثل هذه المباريات من الحضور الجماهيرى، وفى الوقت نفسه يتم تغليظ العقوبات على الجماهير المشاغبة وتفعيل بوابات الدخول الإلكترونية والتذاكر المميكنة وكاميرات المراقبة

فالحلول موجودة ولكن غياب الإرادة والخوف وضعف الخيال هى ما يعوقنا، فهل يفعلها أبوريدة ويقدم لنا نظاما جديدا أم سيكون لدينا (علام) جديد؟

■ ■ ■

سألنى صديق زملكاوى يحلم هو الآخر بأن يكون لناديه استاد: لماذا تحمست لاستاد الأهلى ولم تتحمس لاستاد الزمالك فى مقالك الأسبوع الماضى رغم أن الظروف متشابهة، فطالما أن التمويل سيكون من عائد بيع وإيجار المناطق الترفيهية والخدمية والاستثمارية وطالما أن الزمالك لديه الأرض وشرع فى عمل الرسومات فالظروف شبه متقاربة؟

وله أقول إن بناء الاستاد يحتاج إلى قلب جرىء وليس إلى لسان (...) كما أن الأهلى قطع شوطاً ببناء فرع النادى فى الشيخ زايد ولم يبق أمامه سوى أن يتحمس رئيسه المنشغل بإدارة فريق الكرة والتعاقدات الجديدة ويتفرغ للمشروع الحلم،

ولكن تبقى الإرادة والإيمان بعظمة الناديين وجماهيريتهما هى الدافع الرئيسى لبناء الاستادين، والبصمة الحقيقية لإدارة الناديين التى ستتركها وتخلد ذكراها للأجيال القادمة ليست بالبطولات التى حصل منها الأهلى ثم الزمالك على الكثير، وسيظلان يحصدانها، بل بالشروع فى بناء الاستادين، وإذا كانت إدارة الزمالك تملك الإرادة فأكيد ستجد الحلول.

■ ■ ■

لأننى أحترم وأقدر وائل جمعة وتاريخه كلاعب صلد ومقاتل ومخلص فإننى مندهش من هجومه العنيف على الجهاز الفنى وفريقه فى تحليله للمباريات، وظنى أن هذا ينقص من قدره وقيمته نظراً لحساسية موقفه كمدير كرة سابق حتى وإن ظُلم وهو بالفعل ظُلم، ولم يكن يستحق الطريقة التى تعاملت بها معه إدارة الأهلى، وفى اعتقادى وقد أكون مخطئا أن إقالته لم تكن بسبب تصريحاته ضد كابتن الفريق بل كانت بسبب حالة الانقسام التى عليها الفريق بين لاعبين كبار يقودهم المشرف على الكرة (سامحه الله) وصغار وجدد ولم يكن أمام الإدارة بد من نزع فتيل الأزمة باستبعاد أحد طرفى المشكلة، وأضف إلى ذلك ترشحك لعضوية اتحاد الكرة تجبرك على الحياد والموضوعية الشديدة فى التحليل وعدم اتخاذ مواقف حادة من الأجهزة الفنية أو الأندية التى ستكون أنت الحَكَم فى حل مشاكلها، ويبقى أن ترشحك انت والكابتن حازم إمام فى انتخابات الاتحاد هو النقطة المضيئة فى قائمة هانى أبوريدة والمفيدة لاتحاد اللعبة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية