مع التصريحات والغزل المتبادل بين المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، تساءلت وسائل إعلام أمريكية عما إذا كان ترامب عميلا لـ«بوتين»، على خلفية استفادته من فضائح تسريبات «ويكيليكس» عن وثائق الحزب الديمقراطى، التى تكشف اتفاق نواب ومندوبى الحزب على دعم المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، على حساب منافسها المنسحب بيرنى ساندرز. ولم يستبعد الرئيس الأمريكى باراك أوباما إمكانية أن تكون روسيا وراء تسريب رسائل البريد الإلكترونى للحزب الديمقراطى نتيجة عملية قرصنة، وقال إنه من الممكن أن يحاول الروس التأثير على الانتخابات الأمريكية، بعد تسريب رسائل البريد الإلكترونى للجنة القومية بالحزب الديمقراطى، والذى أرجعه الخبراء إلى متسللين روس.
وأضاف أوباما: «نعلم أن الروس يخترقون أنظمتنا، ليس فقط الأنظمة الحكومية، بل الأنظمة الشخصية».
وتابع: «لا أستطيع التحدث بشكل واضح عن الدوافع وراء التسريبات، لكن ما أعرفه هو أن مرشح الحزب الجمهورى أبدى إعجابه أكثر من مرة بالرئيس الروسى»، مبرزا أن رجل الأعمال بدوره يلقى قدرا من الثناء فى الصحف الروسية.
ويأتى ذلك رغم نفى الكرملين، مجددا، ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، اتهامات بوقوف موسكو خلف قرصنة مؤتمر الحزب الديمقراطى، وندد الكرملين بالادعاءات «العبثية» التى تقول إن الحكومة الروسية مسؤولة عن التسريبات.
وفيما يحقق مكتب الاتحاد الفيدرالى فى الواقعة، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم «إن الاستخبارات الأمريكية أبلغت البيت الأبيض بأنها على درجة كبيرة من الثقة بأن روسيا وراء سرقة وثائق ومراسلات الحزب الديمقراطى»، إلا أن المخابرات حذرت من أنها لم تتأكد بعد مما إذا كان اختراق أجهزة الحزب الديمقراطى يأتى فى إطار التجسس الروتينى، أم يهدف إلى التأثير على الانتخابات الأمريكية.
وقال ترامب إن «المزحة الجديدة التى أصبحت موضة الآن هى أن روسيا قامت بتسريب المراسلات الكارثية للحزب الديمقراطى، لأننى أعجب بوتين»، وشن هجوما جديدا على هيلارى، إذ لايزال يراهن على فضيحة استخدامها بريدها الإلكترونى الخاص حينما كانت وزيرة للخارجية.
وأضاف: «إن اختراع البريد الإلكترونى ثبت أنه شىء ضار بـ(الملتوية هيلارى)، لأنه كشف أنها لا تتمتع بالكفاءة وكاذبة».
وتابع أن الديمقراطيين لا يريدون التحدث عن «داعش»، متهما «كلينتون» بأن تدخلاتها الخارجية وخططها الخاصة باللاجئين تسهل «مجيئهم إلى أمريكا».
ولم يسلم الرئيس الأسبق بيل كلينتون من انتقادات ترامب، حيث اعتبر ترامب أن قضية «مونيكا لوينسكى وبولا جونز» والكثير من النساء اللاتى اتهمن «كلينتون» الزوج بالشروع فى علاقات جنسية معهن «سلاح مشروع» فى معركته المستمرة مع منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون.
وتساءلت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية عما إذا كان ترامب جاسوسا روسيا يعمل لحساب بوتين، وأكدت أنهما صديقان لهما مصالح مشتركة، وأن المرشح الجمهورى دمية فى يد الرئيس الروسى، ومصنع حقيقى لخططه التى يسعى من خلالها للسيطرة على الولايات المتحدة، ونفى ترامب وجود مصالح له مع موسكو، بينما اتهم ديمترى بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، «هيلارى» باتخاذ مواقف تنم عن «جنون الارتياب» ضد روسيا.