هيا نقرأ «27»
■ لم نعد نشعر بروعة وجمال اللغة العربية كما كان من قبلنا يشعرون بها.. وصدق من قال: إن لسان العرب فوق كل لسان، ولا يدانيه لسان آخر من ألسنة العالم جمالا، ولا تركيبا، ولا أصولا.. ويكفى اللغة العربية فخرا أنها لغة القرآن الكريم.
■ كان العرب مبدعين إبداعا بلا حدود فى اللغة العربية وفنونها، كانوا يكتبون عبارات إذا فككت حروفها تقرأ من الجهتين مثل (قلع مركب ببكر معلق)، (كمالك تحت كلامك)، ولكنهم برعوا فى الشعر الذى يقرأ أيضا من الجهتين مثل (مودته تدوم لكل هول.. وهل كل مودته تدوم).. وقد ألفوا أبيات شعر يمكن أن تقرأ أفقيا أو رأسيا مثل (ألوم صديقى وهذا محال.. صديقى أحبه كلام يقال.. وهذا كلام بليغ الجمال.. محال يقال الجمال خيال) فإذا وضعت العبارات الأربع تحت بعضها قرأتها كما هى مكتوبة أفقيا!!.
■ كان بعضهم يكتب الخطبة خالية من حرف الراء أو السين، وبالتالى لا تظهر لدغته فى ذلك الحرف، ومن تلك الخطب ما كتبه واصل بن عطاء وهى خطبة طويلة خالية من حرف الراء أعرض منها (الحمد لله القديم بلا غاية، والباقى بلا نهاية، الذى علا فى دنوه، ودنا فى علوه، أحسن كل شىء خلقه، وتمم مشيئته، وأوضح حكمته، فدل على ألوهيته، فسبحانه لا معقب لحكمه، ولا دافع لقضائه، تواضع كل شىء لعظمته، وذل كل شىء لسلطانه، ووسع كل شىء فضله، لا يغرب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم).. ما أروع السابقين!!.. وللحديث بقية.