حذّر خبير جراحة أطفال فى جامعة الإسكندرية من تضاعف معدلات التشوهات الخلقية فى الأجنة، فى ظل التزايد المستمر لهذه الحالات، والملاحظ وفقاً للأبحاث العلمية خلال السنوات الأخيرة.
قال الدكتور صابر وهيب، أستاذ جراحة الأطفال فى كلية الطب جامعة الإسكندرية، إن القلق يداهم الأطباء بعد ازدياد معدلات التشوهات الخلقية خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، ما يستوجب دق جرس الإنذار من أجل الاهتمام بهذه الظاهرة، لما تسببه من عبئين اجتماعى واقتصادى خطيرين على المجتمع المصرى.
وأضاف «وهيب» لـ«إسكندرية اليوم» أن مستشفى الشاطبى للولادة، باعتباره من أكبر مراكز جراحة الأطفال إقليميا وعالميا، بل أقدمها، يستقبل أكثر من 4 آلاف حالة تشوه خلقى سنوياً من محافظات البحيرة والإسكندرية ومطروح وكفر الشيخ، مشيراً إلى أن نسب التشوهات الخلقية للأطفال القادمين من محافظة البحيرة تصل إلى أكثر من 75% من إجمالى نسب هذه التشوهات، ما يعنى أنها تحوز نصيب الأسد، وهناك مراكز بعينها تستقبل منها أكبر نسب تشوهات، مثل مركز أبوالمطامير، وهو ما يستلزم إجراء أبحاث طبية واجتماعية لمعرفة الأسباب.
وأوضح أن ثمة تواجداً موسمياً لبعض التشوهات الخلقية، التى لوحظ ظهورها خلال فصول وشهور معينة من العام، مشيراً إلى أن «كونسلتو» من الأطباء المتميزين فى الجامعة يجرون حالياً مجموعة من المناقشات الواسعة مع قسم الصحة العامة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، لتنفيذ مشروع بحثى ضخم لتدارس وتدارك الظاهرة، التى وصفها بـ«الخطيرة»، فى محاولة للوقوف على الأسباب والمؤثرات، مشيرا إلى أن العوامل البيئية تلعب دوراً أساسياً فى تزايد وتفاقم الظاهرة.
وأكد وهيب أن المؤثرات والعوامل البيئية تعد عوامل أساسية فى زيادة قوة الأفراد والمجتمعات والأمم والحضارات أو ضعفها، ومن ضمن مقاييس تقدم الدول وازدهارها قدر تقدمها العلمى فى علوم البيئة والتقنيات العلمية القادرة على تجنب عوامل الخطورة البيئية، وكذا الجانب الصحى منها أو الطبيعى الجيولوجى، كمعرفة أنواع ومخاطر الكوارث الطبيعية وتاريخ توقع حدوثها، وكيفية الاستعداد لها من إخلاء أو إجلاء أو تحصين أو تأمين صحى ومدنى وغير ذلك.
وطالب وهيب بتضافر كل القوى لبذل الجهود من خلال جمع التبرعات لزيادة الحضانات وأجهزة التنفس الصناعى فى الوحدات المتخصصة بكل المراكز، وعلى رأسها وحدة جراحة الأطفال بمستشفى الشاطبى الجامعى.